★☆★الفصل الثاني عشر★☆★

6.6K 273 3
                                    

نسخة معدلة 

*الفصل الثاني عشر*

_اليوم التالي_

إمرأة خمسينية، نحيفة ذات تجاعيد أكبر من عمرها بجلباب قديم، ووشاح على رأسها كيفما اتفق، تلهث بينما تجر معها فتاة مراهقة، قد تكون أتمت سنها الخامس عشر، بشعر كستنائي كشقيقتها مجموع كديل حصان، ترتدي كنزة عادية بكمين سوداء وسروال من نوع الجينز بهتت زرقته، تركضان عبر أروقة المشفى تبحثان عن من يدلهما على مكان سارة الابنة الكبرى التي لم تعلم بما حدث لها إلا صباح أول يوم في رمضان.

أوقفت ممرضة حانقة، تتأفف كحال كثير من الناس متذمرين من صعوبة الصيام في الصيف، نفد الصبر لديهم جاهلين بعلو أجره لدى الخالق

_أرجوك يا ابنتي، أنا أبحث عن فتاة مصابة.

ردت عليها بنفاذ صبر

_ ما اسمها؟ المشفى مليء بالمصابين.

أجابتها بلهاث تعب

_سارة (.. )...

شملتها من فوق إلى تحت بنظرة مشفقة وإن كانت مشوبة ببعض الغضب بما انتشر من أخبار عبر المستشفى حول الفتاة التي اعتدوا عليها ثم ألقت بنفسها من شرفة شقتها الزوجية

_ليست هنا لقد حولوها إلى مركز داء فقدان المناعة.

ضمت المرأة حاجبيها جهلا، تفغر فمها فتابعت الأخرى بحنق

_اسمعي يا سيدة ...ابنتك من حاملي فيروس السيدا هل تعرفينه؟

شهقت المرأة بحدة تضرب على صدرها، تصرخ بصدمة

_هل ستموت ابنتي؟ أليس ذلك المرض الخبيث؟ الذي ليس له دواء؟

قلبت الممرضة عينيها ضجرا وأمسكتها من ذراعها لتسكتها بقولها الحازم

_نعم إنه ذلك المرض وابنتك تحمله لكن المشكلة أنها لا زالت في غيبوبة بسبب إصابتها بالرأس والكسور بجسدها... انزلي إلى الاستعلامات ليعطوك عنوان المركز!

استدارت المرأة تبكي بمرارة، لا تفهم شيئا حتى أجفلت على يد ابنتها تقول وقد بدأت تبكي هي الأخرى .

_ما بها سارة يا أمي؟ هل ستموت؟

هزت رأسها بلا تبكي بحرقة وأمسكت بكفها لتفعل ما قالته الممرضة.

********

*المركز الأمني*

_ إذن قررت عدم التحدث يا رشيد وستتعبنا معك.

هتف بها ياسين بضيق وهو جالس على حافة مكتبه، أحد رجليه على الأرض، يشرف على رشيد الجالس على الكرسي مهموم، كأنه كبر في يوم واحد سنين طويلة وقبل دقائق تحديدا وقعت على رأسه طامة جديدة، ملامحه أسودت وتجعدت من فقدان الأمل، مطرقا برأسه من هول أثقل على قلبه إلى أن رماه في بئر كآبة أفقدته النطق، سأله ياسين في محاولة أخيرة ليستدرجه

سلسلة الأزهار و الزمن *رياح♥بنفسج* ج2 ..للكاتبة المبدعة..منى لطيفي...Where stories live. Discover now