بداية وتاريخ الرحلة والهدف منها

268 20 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم ومحبتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
.............

تاريخ الرحلة :

27 رجب 60 هـ

خرج ركب الإمام الحسين ( عليه السلام ) نحو مكَّة المكرّمة وسار معه ( عليه السلام ) نفر من أهل بيته وأصحابه  وبرفقته نساؤه وأبناؤه وأخته زينب الكبرى ( عليها السلام ) وأخيه أبا الفضل العباس ( عليه السلام ) يخترقون قلب الصحراء ويجتازون كثبان الرمال .

  دوافع الرحلة : نذكر منها ما يلي :

1- استبداد واستئثار الأمويِّين بالسلطة .
2- القتل والإرهاب وسفك الدماء الذي كانت تنفّذه السلطة الأموية .
3- العَبَث بأموال الأُمَّة الإسلامية ممَّا أدَّى إلى نشوء طبقة مترفة على حساب طبقة محرومة .
4- الانحراف السلوكي وانتشار مظاهر الفساد الاجتماعي .
5- غياب قوانين الإسلام في كثير من المواقع المُهمَّة وتحكُّم المِزاج والمصلحة الشخصية.
6- ظهور طبقة من وضَّاع الأحاديث والمحرِّفين لسُنَّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك لتبرير مواقف السلطة .
 


هدف الرحلة :

أشار الإمام الحسين ( عليه السلام ) في إحدى رسائله إلى الهدف من خروجه وهو ..

( وإنِّي لم أخرج أشِراً ولا بَطِراً  ولا مُفسِداً ولا ظَالِماً وإنَّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أُمَّة جَدِّي
( صلى الله عليه وآله وسلم )
أُريدُ أنْ آمُرَ بالمعروفِ وأنْهَى عنِ المنكر وأسيرُ بِسيرَةِ جَدِّي رسول الله محمد وأبي علي بن أبي طَالِب ) .

لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام من مكة الى كربلاء مع علمه باستشهاده فيها؟

مكة كانت محطة وليست هدفا حين غادر الإمام الحسين مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مدينة مكة حيث زار الإمام الحسين ( عليه السلام ) قبل خروجه من المدينة المنوّرة قبر جدِّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زيارة المُودِّع الذي لا يعود فقد كان يعلم ( عليه السلام ) أن لا لقاء له مع مدينة جدِّه ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) ولن يزور قبره بعد اليوم وأنّ اللقاء سيكون في مستقرِّ رحمة الله وأنَّه لن يلقى جدَّه إلاّ وهو يحمل وسام الشهادة وشكوى الفاجعة
فوقف الإمام ( عليه السلام ) إلى جوار القبر الشريف فصلَّى ركعتين ثم وقف بين يدي جدِّه ( صلى الله عليه وآله وسلم) يُناجي ربَّه قائلاً :
( اللَّهُمَّ هَذا قَبْر نَبيِّك مُحمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله وسلم  ) وأنَا ابنُ بنتِ نَبيِّك وقد حَضَرني مِن الأمرِ مَا قد عَلمت اللَّهُمَّ إنِّي أحِبُّ المَعروف وأنكرُ المُنكَر وأنَا أسألُكَ يَا ذا الجَلال والإكرام بِحقِّ القبرِ ومن فيه إلاَّ مَا اختَرْتَ لي مَا هُو لَكَ رِضىً ولِرسولِك رِضَى ) ثم غادر القبر الشريف مع أهل بيته وصحبه متوجهاً ألى مكة المكرمة حيث أنه سلام الله عليه
لم يكن مطلقاً يفكر في اتخاذها مستقراً لإقامته أنما أراد أن يتخذها محطة يتوقف فيها مدة من الزمن ثم يواصل بعدها المسير إلى العراق وحين وصل الإمام الحسين إلى مدينة مكة وأقام إلى جوار بيت الله الحرام زاره كثير من الصحابة والتابعين وطلبوا منه الإقامة في هذه المدينة.

رحلة العشق Where stories live. Discover now