ليلة الحادي عشر....

547 7 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
.................

الليلة وحشة السمه
عايزها كٌمـر
أحضر زينب أختك ياكٌمر 💔

لقد أوصى الإمام الحسين ( عليه السلام ) أخته السيدة زينب ( عليها السلام ) بالمحافظة على العيال والأطفال بعد أستشهاده ويعلم الله كم كان تنفيذ هذه الوصية أمراً صعباً وخاصةً بعد الهجوم الوحشي على مخيمات الإمام الحسين ( عليه السلام ) وبعد إحراق الخيام وتبعثر النساء والأطفال في الصحراء  
 ففي ساعة الهجوم على الخيام كانت النساء تلجأ إلى السيدة زينب وتخفي أنفسهن خلفها والأطفال كانوا يفزعون إليها ويتسترون وراءها خوفاً من الضرب بالسياط والعصي فكانت السيدة زينب ( عليها السلام ) تحافظ عليهم كما يحافظ الطير على فراخه حين هجوم الصقور على عشه فتجعل جسمها مانعاً من ضرب النساء والأطفال وقد إسود ظهرها في مدة زمنية قصيرة بسبب الضرب المتوالي على جسمها

فلما جمعتهم أخذ الأطفال ينظر بعضهم إلى بعض ودموعهم تتحادر على الخدود وأخذوا يسألون الحوراء زينب عن أهاليهم من الرجال هذه تنادي :
عمه زينب أين أبي؟
وذاك ينادي: أين عمي ؟
وأخر ينادي : عمة أين أخي؟

بماذا تجيبهم زينب؟
أتقول لهم إنهم صرعى على وجه الأرض؟ أم عندها جواب آخر؟
نعم قامت إليهم فأخذت تضم الطفلة إلى صدرها لتهدئها عن البكاء والعويل فإذا هدأت أخذت الأخرى ضمتها إلى صدرها وكأني بها في تلك اللحظات لحظات اللوعة والألم تلتفت إلى أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) مخاطبة :
خويه أنا أتحيرت والله أبيتاماك
ما ينحمل يحسين فـرگاك 
والمثل هذا الوكت ردناك 

ولكنها لم تسمع من الحسين جوابا وأنى له بالجواب
وقد فرق بين رأسه وجسده ؟
ولهذا حولت وجهها إلى الغري شاكية لأبيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

بويه عليـه الليـل هـود
وانه حرمه غريبه او مالي أحد 
بيمن يبويه الگلب يضمـد
بالحسين هلعنـدي امـدد 
وابن والدي العباس مـارد
خلصـوا هلـي الله أحـد 

 وبعد الهجوم والإحراق بدأت السيدة زينب تتفقد النساء والأطفال وتنادي كل واحدة منهن باسمها وتعدهم واحدةً واحدة وتبحث عمن لا تجده مع النساء والأطفال
 ونقرأ في بعض الكتب :
أن السيدة زينب (عليها السلام) لما بدأت بجمع العيال والأطفال لم تجد طفلين منهم فذهبت تبحث عنهما هنا وهناك وأخيراً . . وجدتهما معتنقين نائمين فلما حركتهما فإذا هما قد ماتا من الخوف والعطش
 وذكر في بعض الكتب أن طفلين لعبد الرحمن بن عقيل كانا مع الحسين إسمهما :
سعد وعقيل وأنهما ماتا من شدة العطش ومن الدهشة والذعر فقد غطوا جسدهما الصغير بلرمل من العطش والخوف بعد مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهجوم الأعداء على المخيم للسلب
وأمهما : خديجة بنت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
فصاحت زينب باأم كلثوم وأخرجنهم من الرمل وأتوا بهما ألى مولانا الأمام السجاد ( عليه السلام ) وصحنه صيحة واحدة
فصاح عمر بلجيش : ما الخبر
فقصوا له ما يجري
وقيل أن بعض كبار وجهاء جيشه وبخوه وطلبوا منه أن يسقي الأطفال وقيل أنهم أتوا بلماء

رحلة العشق Where stories live. Discover now