واقعة الطف ( 5 )

81 4 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
..................

وكان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخاًً كبيراً صحابياً رأى النبي وسمع حديثه وشهد معه بدراً وحنيناً فاستأذن الحسين وبرز شادّاً وسطه بالعمامة رافعاً حاجبيه بالعصابة  ولما نظر أليه الحسين بهذه الهيئة بكى وقال :
شكراً لله لك يا شيخ
فخرج ليقاتلهم وهو يرتجز :

قَدْ عَلِمَتْ كاهِلُها وَدُودَا
وَالخِنْدِفِيُّونَ وَقَيْسُ عَيلانَ
بِأَنَّ قَومِي قُصَمُ الأقرانِ
يا قَومِ كونوا كأُسُودِ الجَانِ
آلُ عَليٍّ شيعةُ الرَّحمنِ
وَآلُ حَرْبٍ شيعةُ الشَّيطان

أو یقول:

قَدْ عَلِمَتْ كاهِلُها وَدُودَا
وَالخِنْدِفِيُّونَ وَقَيْسُ عَيلانَ
بأنّ قَومي آفة للأقران 

فقتلَ على كبر سنهِ ثمانية عشر رجلاً وقُتل
( رضوان الله عليه )

وجاء عمرو بن جنادة الأنصاري بعد أن قُتل أبوه وهو أبن إحدى عشرة سنة يستأذن الحسين( عليه السلام )
هذا وقد أمرته أمه من قبل ذلك وقالت له :

ولدي قم وأنصر ريحانة رسول الله

بعد ما ألبسته لامة حربه فخرج يستأذن من الحسين بن علي فلما نظر إليه الحسين قال لأصحابه :
هذا غلام قُتل أبوه في الحملة الأُولى ولعل أُمه تكره خروجه ألی المعركه ردّوه ألی الخيمة

فأقبل الغلام يسعی نحو الحسين عجلاً خائفاً من أن يصّده أصحاب أبي عبد الله عن مراده وقصده فصاح :

سيدي أبا عبد الله أن أمي هي التي ألبستني لامة حربي فأذن لي يابن رسول الله حتی أرزق الشهادة بين يديك

فجزّاه الأمام خيرا فبرز وهو يرتجز ويقول :
أميري حسينٌ ونعم الأمير
سرور فؤاد البشير النذير
علي ٌوفاطمةٌ والداه
فهل تعلمون له من نظير
له طلعةٌ مثل شمس الضحی
له غرّةٌ مثل بدر المنير

فقاتل قتال الأبطال فأحاط أعداء به من كل جانب أردوه ألی الأرض صريعا فأحتزو رأسه ورموا به نحو الخيام فسعت الی رأسه أمه وقالت :

رحلة العشق Where stories live. Discover now