💔

56 6 0
                                    

توقّفَ الكونُ لما للوَداع بكىٰ
‏حسينُ والأكبرُ الغالي قد اشتبكا

‏هُنا تصدَّع وجهُ الأرضِ وانفطرت
‏سبعُ المثاني وكلُّ العالم ارتبكا

‏حُسينُ من فرطِ ما في القلبِ من ألمٍ
‏دعا علىٰ القومِ حتَّىٰ أخسفَ الفلَكا

‏وأنزف العينَ دمعًا حارِقًا سَخِنًا
‏وأسخنُ الدمعِ ما للفرقةِ انسفَكا

‏وحارَ رمشُ أبيَّ الضيمِ كيف لهُ
‏أن يرمِشَ الآل والتوديعُ قد وشكا

‏يا رمشُ خلِّ حسينًا لا تشاغلهُ
‏فإنَّ فيه من الأحزانِ ما فَتكا

‏في آخرِ النظراتِ السبطُ قالَ لهُ
‏إنِّي إذا اشتقتُ للمختارِ أنظرُكا

‏يا من ملامحُ طه في ملامحهِ
‏سبحانَ من كرسولِ الله شكَّلكا

‏خَلقًا وخُلقًا وأطباعًا بكَ أمتُدحت
‏في مُحكمِ الذكرِ ربِّ العرشِ عظَّمكا

‏وضمَّ فلذتهُ للصدرِ محتضِرًا
‏وخرَّ للأرضِ حتّىٰ الموت قد وشكا

‏عافَ الحياةَ فلا عيشٌ ولا حُلمٌ
‏يهنىٰ بدُنيًا إذا ما الفقدُ ظلَّلكا

‏مضىٰ عليٌّ إلىٰ الميدانِ مرتجزًا
‏أنا ابنُ حيدرةٍ فابرز بمرحبِكا

‏أعادَ في القومِ ذو الفقار وارتعَدت
‏فرائصُ الجُبن لما جيشكُم هلكا

‏حيِّ الهواشم، في الميدان أشجعهم
‏كأنَّ حيدرة في حربهِ اشترَكا

‏فصالَ فيهم وقد أفنىٰ أشدّهمُ
‏لكنَّ حرَّ الظما بالقلبِ قد فتَكا

‏آهٌ له وجوادُ الموتِ أخطاهُ
‏دربَ الخيامِ والأعداءِ قد سلكا

‏أفديكَ بالنَّفسِ صلَّىٰ السيفُ نافلةً
‏عليكَ حتّىٰ بحرِّ الظُهرِ قطَّعكَا

‏يا كربلاءُ عزاءً جاءَ يكتِبُكِ
‏بيتُ القصيدِ وفيكِ نزفهُ نسكا

‏يا كربلاء كُلَّما مرَّ الزمانُ أرىٰ
‏بكِ من الهمِّ ما يُدمي الفؤاد بُكا

‏للهِ من سُوَرٍ في الطف قد نزلت
‏علىٰ لسانِ بناتُ البذلِ حينَ حكا

‏ومن جمارِ لظىً لا تنطفي أبدًا
‏ومن كتابِ هُدىً في العاشرِ انحبكا

رحلة العشق Where stories live. Discover now