ليلة عاشوراء..

143 7 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم ومحبتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
...............

تلك الليلة كانت الليلة الأخيرة للحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) وأصحابه من الذين أستشهدوا بين يديه وكانت الليلة الأخيرة للأخرين من أهل البيت ( عليهم السلام )

فالجميع مشغولون في تلك الليلة ما بين قائم يصلي وقارئ للقرآن والدعاء والتسبيح والتهليل لله ( عز وجل )

والكل ينتظر أنبلاج ضوء الصبح بعضهم ليُكتب في سجل الخالدين ممن نصروا مسيرة التوحيد عبر التاريخ الطويل للإنسانية وبعضهم الأخر ليُكتب في سجل الظالمين ممن سفكوا دماء أولياء الله وعاندوا الحق وأهله

هي ليلة كانت ثقيلة على الجيش الأموي المقدم على الجريمة النكراء ليلة أستغلَّها ذلك الجيش الظالم في إعداد العدَّة لسفك الدماء التي يغضب الله لقتلها ويفرح الشامتون والمنافقون بإزهاقها لأن في ذلك إرواءً لظمأ أحقادهم وتشفياً لثاراتهم التي يحملونها ضد الإسلام والمسلمين عموماً وضد أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصاً

هي الليلة التي أستأذن فيها الإمام ( عليه السلام ) من ذلك الجيش وأستمهلهم إياها لكي يتفرّغ فيها لعبادة ربه والتوجُّه إليه وخاطب أخاه العباس ( عليه السلام )
في ذلك قائلاً له :

 " ارجع إليهم وأستمهلهم هذه العشية إلى غد لعلَّنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار "

لقد حفلت تلك الليلة في معسكر الحسين ( عليه السلام)
بالكثير من الأجواء الايمانية الراقية في حالة من الخشوع والخضوع والعبودية التامة لله والتسليم المطلق له والرضا بقضائه

هي الليلة التي أمتحن الإمام الحسين ( عليه السلام )
قلوب أصحابه لينظر ما هم عليه فإذا به لا يرى إلاَّ رجالاً كالجبال لا تزلزلهم الأهواء ولا تقتلعهم العواصف وكل واحد منهم يعبّر عن الحب والولاء والأستعداد للقتل بين يديه فداءً له ولدينه وفي تلك الليلة أنصهرت الأرواح في روح الحسين ( عليه السلام ) لترفع إلى الله صلاتها ودعاءها وأبتهالها وتضرُّعها وبكاءها في جوف ذلك الليل فلقد أنشغل الجميع بين قائم وقاعد وراكع وساجد فتحوَّل بذلك سواد الليل إلى أنوار إلهية مشرقة في تلك النفوس المطمئنة المؤمنة

رحلة العشق Where stories live. Discover now