واقعة الطف ( 1 )

136 5 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
..................

لما أصبح الحسين يوم عاشوراء وصلّی بأصحابه صلاه الصبح قام خطيبا فيهم حمد الله واثنی عليه ثم قال :

أن الله سبحانه وتعالی قد أذن فی قتلکم و قتلي فی هذا اليوم فعليکم بالصبر والقتال

ثم صفّهم للحرب وکانوا 77 ما بين فارس وراجل فجعل ( زهير بن القين ) في الميمنه و( حبيب أبن مظاهر )
في الميسره وأعطی رايته ( أخاه العباس ) وثبتاه
و( عليه السلام ) وأهل بيته في القلب وأقبل عمر أبن سعد نحو الحسين فی صلاته ألفا
وعلی الميمنه عمرو أبن الحجاج الزبيدي
وعلی الميسره شمر أبن ذو الجوشن
وعلی الخيل عزره بن قيس
وعلی الرجاله شبث بن ربعي
والرايه مع ذويد مولاه

وأقبلوا يجولون حول البيوت فيرون النار تضطرم فی الخندق فنادی شمر بأعلی صوته ياحسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامه
فقال الحسين : من هذا کأنه شمر أبن ذي الجوشن
قيل : نعم
فقال له : يابن راعيه المعزی أنت أولی بها مني صيليا
ورام مسلم أبن عوسجه أن يرميه بسهم فمنعه الحسين وقال:

أکره أن أبدئهم بقتال
ولما نظر الحسين ألی جمعهم کأنه السيل رفع يديه بالدعاء وقال :
اللهم أنت ثقتي في کل کرب ورجائي في کل شدة وأنت لي في کل أمر نزل به ثقة وعّدة کم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيله ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو أنزلته بك وشکوته أليك رغبة مني أليك عمن سواک فکشفته وفرجته فأنت ولي کل نعمة ومنتهی کل رغبة

ثم دعا براحلته فرکبها ونادی بصوت عال يسمعه جلهم

أيها الناس أسمعوا قولي ولا تعجلوا حتی أعظکم بما هو حق لکم عليّ وحتی أعتذر أليکم من مقدمي عليکم فان قبلتم عذري وصدّقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسکم کنتم بذلك أسعد ولم يکن لکم عليّ سبيل وأن لن تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسکم فأجمعوا أمرکم وشرکائکم ثم لا يکن أمرکم عليکم غمّة ثم أقضوا أليّ ولا تنظرون
أن وليّ الله الذي نزل الکتاب وهو يتولی الصالحين

فلما سمعن النساء هذا منه صحن وبکين وأرتفعت أصواتهنّ فأرسل أليهن أخاه العباس وأبنه علياً الأکبر وقال لهما : أسكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن
ولما سكتن حمد الله وأثنی عليه وصلّی علی محمد وعلی الملائکة و قال في ذلک ما لايحصی ذکره ولم يسمع متکلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه ثم قال :

رحلة العشق Where stories live. Discover now