الفصل التاسع :- ( صدفة اللقاء )

6.3K 171 2
                                    

• أحقًا الصدفة قادرة على صنع لقاء مصيري في حياتنا؟! أم أن ذلك اللقاء هو من صنعنا نحن نطلق عليها صدفة حتى لا نُثيِر ريبة الأخرين فنتغلغل بداخل حياتهم عن طريق ما يسمى صدفة اللقاء....

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

• الصداقة هي أن تتقبل عيوب صديقك أمام الجميع وتحاول إصلاحها فيما بينكما، أن تكون مرآته عندما يريد أن يرى نفسه، أن تظل بئر أسراره ولا يعلم غيركم مدى عمق هذه البئر... الصداقة هي أن تبقى في الوقت الذي قرر الجميع الرحيل فيه، أن تختاره عندما يتركه الأخرون.... بقائك بدون صديق كمن يبقى بدون ضوء نهار... ومن منا يُفضل افناء عمره في عتمة الليل؟! الصداقة هي أن تكون النور عندما يصبح كفيف فلا يري سوى الظلام، وتكون الموسيقى عندما يصم فلا يسمع سوى صوت الفراغ، وتكون كلماته عندما لا يقوى على الكلام فلا يجد سوى الصمت، أن تكون يداه عندما لا يستطيع الكتابة... الصداقة هي أن تكونوا أنصاف وحدكم وعند لقائكم تصبح الأنصاف أكمال...

---------------------

في أحد الأحياء المتوسطة في مستوى معيشتها يقبع منزلها تسكن هي ووالدتها معًا منذ وفاة والدها الذي توفى عندما كانت في سنتها الثانية في الجامعة ومنذ ذلك الحين ووالدتها السيدة إيمان مريضة ، أنهت دراستها وألتحقت بالعمل في نفس الجريدة التي كانت تتدرب بها مع رفيقة دربها لمياء... إنها منة وهبي...

ظلت جالسة أمام التلفاز طوال الأيام السابقة لا تفعل شيء سوى الجلوس والتفكير، نظرت إليها والدتها في حنان فهي وحيدتها وليس لهما غير بعضمها بعد وفاة وهبي، ولكنها قلقة على حال ابنتها فهي أصبحت فاترة منذ إيقافها المؤقت من العمل...

تحدثت إيمان بحب :- منة حبيبتي أنتي هتفضلي قاعدة كدا؟.

أفاقت منة من شرودها هامسة :- نعم يا ماما .. أعمل ايه طيب!!!.

إيمان :- أنزلي ، أخرجي ، روحي النادي متفضليش قاعدة في البيت .. هتفضلي يعني طول الشهرين قاعدة كدا؟!.

هتفت منة بضجر :- أكيد لا بس مليش مزاج أنزل اليومين دول لحد ما أشوف لمياء هتعمل ايه.

هتفت إيمان بقلق على صغيرتها :- لمياء تاني يا منة ، مش كفاية قعدتي من الشغل شهرين بسبب إنك ماشية وراها.

تحدثت منة بضجر :- يا ماما أرجوكي .. ده الطريق اللي اخترناه أنا ولمياء مع بعض ، لمياء مش بس زميلتي ف الجرنال دي اختي .. عمرها ما فكرت بالفرق بيني وبينها وطول عمرها واقفة جنبي ، حتى الكلية من واحنا في ثانوي وأخترنا أننا ندخلها سوا.

تحدثت إيمان بهدوء وود :- يا حبيبتي أنتي عارفة أنا بحب لمياء ، بس برضو خايفة عليكي.

قامت منة بأتجاه والدتها لتقبل جبينها :- عارفة يا إيمي يا عسل أنتي ربنا يخليكي ليا.

لن أحبكWhere stories live. Discover now