الفصل العشرون :- (حرب لسقوط الراء)

5.3K 159 5
                                    


• وجود حرف الراء قادر على إشعال نيران الحرب، وأختفاؤه قادر على صنع براكين ثائرة من الحب...

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

أمام ضفة النيل أجتمعا الاثنين بعدما صُدمت به لمياء وعاونهما علي الخروج من شركة السباعي قبل أن يخرج حارس العقار من المصعد...

عندما أتى أدهم مراقبًا للبناء وجد المكان خالي مُهيأ للدلوف، وعندما عاد أحد الحراس لموقعه شعر بحركة داخل الشركة فقرر الصعود بالمصعد لينظر عن كثب بالدور العلوي؛ كان الصمت حليفهما وهما جالسان على المقعد الخشبي، تركهما آسر ودلف لسيارة لمياء عاقد ساعديه مغمضًا عيناه يميل بنصفه العلوي على المقعد ذاهب في قيلولة قصيرة؛ بينما تنظر لمياء أمامها بشرود تفكر بما توصلت إليه تحاول أن تفك لغز ''الحرفين'' جزء بداخلها يحُثها على السير مغمضة العينين وراء المنطق وجزء أخر يرفض رفضًا قاطعًا أن يكون مُيسر فالأختيار قابع بين أيدينا...

ظل أدهم صامتًا ناظرًا أمامه بجمود ليقطع الصمت ويهتف أخيرًا بنبرة جامدة تحتوي على بعض من السخرية :- ها وبعدين أخرة التهور ده ايه!.

رمقته لمياء بنظرة مليئة بالعتاب :- مش أنت ظابط وليك إنك تشوف الدليل وتصدق اللي عينك تشوفه .. سيبني بقى أظهر الحقيقة بطريقتي.

ألتفت أدهم بنظره إليها ليهمس بغموض :- وعلشان أنا ظابط مينفعش حد يعرف أنا مصدق ايه ومكدب ايه.

هتفت لمياء بعدم فهم :- يعني ايه بقى؟ أنت مصدق إن بابا معملش كدا..

تحدث أدهم بابتسامة هادئة تشق ثغره :- أنتي أحِساسك بيقول ايه.

نظرت لمياء للمياه أمامها وهتفت بحزن يكسو صوتها :- واثقة إن بابا بريء بس كل اللي حواليا مخليني مُشتتة.

همس أدهم بحنو وهو يتفحص ملامحها الحزينة :- يبقى خليكي واثقة بكدا وكل اللي بعد 'بس' دي أرميه ورا ظهرك .. كل متوقع أتٍ .. توقعي الخير يا لمياء.

رفعت لمياء بنظراتها تتفحصه بلا وعي ابتسامته الجذابة، عيناه الواثقة، نبرة صوته المملؤة بحنان عجيب تبث بداخلها الطمأنينة وكأنه يربت به عليها بهدوء... شردت بملامحه لتشعر بمشاعر غريبة تداهم قلبها فأشاحت بعيناها بعيدًا عنه وتبدلت ملامح وجهها قاطبة حاجبيها بغضب...

هتف أدهم بتعجب بعدما نظر ملامحها الغاضبة :- مالك يا لمياء؟.

هدرت بحدة خفيفة :- هاا مفيش أنا تمام ، يلا نمشي وكمان آسر يرتاح في البيت بدل ما هو نايم كدا...

أتسعت ابتسامة أدهم وهتف بمكر :- اها صح مهو حبيبك ولازم تقلقي على راحته.

ضيقت لمياء عيناها لتهمس بحيرة :- أنت قصدك ايه من كلامك!.

تحدث أدهم غامزًا لها بطرف عيناه :- هتفهمي بعدين..

ثم أردف وكأنه تذكر شيء :- اهااا وأبقي جهزي نفسك لماتش البوكس يا كابتن في اليوم اللي تحدديه.

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن