الفصل الثامن عشر :- (زحام مشاعر)

5.6K 149 14
                                    

• مشاعر تتقافز بداخلنا تُزحم فراغ قلوبنا، فيجتمع كل نقيضين معًا، فعلينا الأختيار جيدًا بينهما حتى لا نتذبذب بأعماقنا...

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

جالسة على المقعد المعدني في ممر المشفى، تهز قدمها بعصبية وقلق شديد، تزفر شفتاها الهواء في ضيق، وبداخلها تدعو الله بأن تتحسن الأوضاع وتعود لطبيعتها مرة أخرى...
بينما هو يقف مُسندًا ظهره على الحائط خلفه عاقدًا ساعديه أمام صدره وقدمه اليمنى تلتف على الأخرى، تُتابعها عيناه دون حول منه ولا قوة؛ شعر بشخصيتها الفريدة أحيانًا تبدو صلبة كمعدن غير قابل للثني، وأحيانًا أخرى تشبه الزهور فرائحتها العبقة تملأ المكان، أحيانًا تبدو كجبل راسخ مهما بلغت قوة من أمامها سينهار إذا أعتقد أنه قادر على تحريكه، وفي أغلب الأوقات تكون بداخلها تلك الطفلة التي تبحث عن الأمان، تبدو كهرة قوية قادرة على أن تترك أظافرها أثرًا في وجوه من يتحداها وفي نفس الوقت هي تلك الهرة المدللة التي تنتظر يد صاحبها ليمسد عليها بحنان....

غريبة ابنة حواء كلعنة لُعن بها ابن آدم وعليه فك شفراتها على مر العصور لتنحل اللعنة أخيرًا ولكن لم يُخلق بعد من أبناء آدم من يقدر على فهم سر لعنة بنات حواء، منهم من يظن أنها القسوة هي ما ستجعلها خاضعة، ومنهم من يعتقد بالحرية فيعود الطائر المهاجر لعشه مهما بلغت سنوات الرحيل، وأخر يظن أن بالقوة قد يرغمها أن تكون له، كثيرًا من يجزم أن الأهتمام هو القادر على أسر ابنة حواء في حصون ابن آدم، تظل الشفرة مُبهمة إذا أردت أن تظهر معالمها فعليك بالحب... الحب كقطرات ماء تُمحى الأتربة المترسبة لسنوات فوق غلاف كتاب يحمل جميع الأسرار ليكون عنوانه ''ابدأ بالحب''...

فاق أدهم من شروده الطويل على قدوم الطبيب من غرفة العناية المشددة، ذهب له سائلًا عن حال والدة منة بعدما غاب الطبيب كثيرًا...
تقدمت منهما لمياء في لهفة لتسأله عن حال والدة صديقتها...

ابتسم الطبيب بود وهتف بنبرة عملية :- خير يا أنسة متقلقيش هي بقت أحسن دلوقتي..

نظر له أدهم بغيظ ليهتف :- ايه اللي حصل ايه سبب الأغماء ده!!؟.

أعادت لمياء نفس السؤال لينظر لها الطبيب الشاب بابتسامة صغيرة :- أطمني يا أنسة مجرد أرتفاع في مستوي السكر في الدم واضح انها كانت زعلانة جدًا شوية وهتفوق..

هتف أدهم بسخرية وهو يرمق الطبيب بنظرات حانقة :- وبالنسبة للشخص اللي مع الأنسة شفاف والا حاجة.

حمحم الطبيب بحرج :- لا يا فندم أكيد مش كدا بس بطمن الأنسة لإن واضح إنها قلقانة جدًا على والدتها.

ابتسمت لمياء للطبيب ابتسامة مجاملة :- شكرًا ليك يا دكتور.

اتسعت ابتسامة الطبيب ليرحل وهو يخبرها بأنه سيعود ليمر ويطمئن عليها من جديد...

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن