الفصل السابع عشر :- (وهم الصواب)

5.6K 140 6
                                    

• قد نتخلى عن مساندة من يحتاجنا ونقول أنفسنا أحق بالمساندة، نخطيء بحق الغير لنوهم أنفسنا أننا رهبانًا لا نخطيء قط...
كلٍ يلوم الأخر على خطائه ولكن من منا الصائب؟!.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

بأحد الأماكن الشعبية يجلس ثلاثتهم يتسامرون بإحدى مقاهي حي الجمالية يستعيدون به أوقات شبابهم فكم من وقت مر بهذا المقهى، كانوا كأصابع كف اليد الواحدة ليفقدوا اثنان منهم، أقربهم لأربعتهم وأوسطهم بالعمر، والأخر أصغرهم سنًا وأكثرهم مرحًا؛ يتذكرون كيف كانوا معًا بجميع اللحظات سويًا كان هذا المقهى كمكانهم الخاص شَهدْ تقلباتهم الفكرية شَهدْ وعودهم بإظهار الحق ماداموا قادرين...
جلس الثلاثة يلتفون حول الطاولة بملامح وجوههم التي تعكس أعمارهم، الشعيرات البيضاء البسيطة التي تتخلل سواد خصلاتهم؛ يرتشفون قهوتهم ترتفع رائحتها تملأ المكان، يغمضون أعينهم بتلذذ يستنشقون عبق الماضي، ذكريات تداهمهم، أشتياق ينهش القلب ألمًا...

هتف مدحت متعجبًا بعدما ترك فنجان قهوته على الطاولة لينظر في وجوههم بتوجس :- ايه يا جماعة أنتوا جايين تسكتوا بقالنا نص ساعة قاعدين في الصمت ده !!.

رمقه عبد الرحمن بعدم إكتراث :- سيبني يا مدحت في اللي أنا فيه خليني افكر.

مدحت :- تفكر ف ايه يا باشا؟!.

شرد عبد الرحمن ليجيبه ثالثهم بدلًا عنه :- في موضوع منة ولمياء علشان لو السباعي ليه دخل ، كدا بجد هيكونوا كلهم في خطر...

توتر مدحت قليلًا ليهتف مرتبكًا :- وايه اللي دخل ياسر في أختفاء منة بس.

نظر له عبد الرحمن ليردد بضيق :- امال مين اللي ليه دخل هي البنات ليها عداوة مع حد غيره.

ثم أكمل بغضب مكتوم :- أنا لما كلمتك قبل كدا في التليفون وقولتلك أبعدهم علشان كنت عارف إن في يوم ده اللي هيحصل.

همس مدحت بتهكم :- ما أنا خلتهم يبعدوا وخدوا شهرين أجازة إنما ازاي الست لمياء لازم تولع الدنيا حتى خالها مش قادر عليها ، عايزني أنا اقدر عليها.

رماه حسن بنظرة مختنقة ليردف بتأفأف :- أديك قولت خالها مش رئيسها في الشغل ، يعني كله بإيدك يا مدحت.

تمتم عبد الرحمن مستغفرًا وهو ينهى فنجان قهوته قائلًا بتعجب من صديقاه :- تصدقوا عيب على سنكوا اللي بتعملوه ده كل واحد بيفكر ازاي يرمي فشله في إننا نحافظ على عيالنا ع التاني..

هتف مدحت بهدوء رغم التوتر الظاهر بنبرته :- أنا هسفر عيالي بره كفاية تهديه بيهم زمان...

أردف حسن مستنكرًا :- وده الحل من وجهة نظر سعاتك.

ردد مدحت مسرعًا وكأنه لم ينتبه لما تفوه به :- امال أسيبهم لما يجرالهم حاجة وأخسرهم زي ما خسرنا سالم وعبدالله.

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن