الفصل التاسع عشر :- (صِدام)

5.8K 144 2
                                    

• قد نتصاَدمْ بِحقائق لا نستطيع تحمل مِصدَقيتها حاليًا لنُجبَر على التعمق بالبحث فيها لترتاح نفوسنا ولكن ماذا إذا أتت الرياح بما لا تشتهي السُفُنُ...

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

مر يومان منذ يوم عودة منة؛ ظل آسر كما هو بعيدًا عن الجميع هَاتفْ حسن ليخبره بوجوده بمدينة الأسكندرية وأغلق هاتفه من جديد...
رقية وسيف كانا يتجهزان لحفل عقد القران القريب...
مليكة كانت تذهب لتدريبها على رياضتها المفضلة ولم تكن تدري بأن هناك عينان تراقباها...
أما أدهم ومالك كانا منشغلين بقضيتهما فذهبا لمأمورية أرسلهما إليها اللواء حسن فكانت كل مأمورية يظفرا بها هي درجة من درجات السُلم ليصعدا ويصلا لرأس الأفعى... بينما لمياء قضت يومً برفقة صديقتها ووالدتها وعادت لمنزلها غاضبة بسبب رفيقها الغائب؛ وظل سليمان كما هو يتلاعب بأفكار ابنته لتتمسك بآسر وتظفر هي به...

-----------------

بمنزل منة وهبي كانت جالسة هي ووالدتها على الأريكة تريح برأسها على قدمها بينما إيمان تحرك يدها على خصلات ابنتها في حنان... أرتفع رنين جرس المنزل لتعتدل منة وتضع وشاحها على خصلاتها لفته حول رأسها بإحكام قبل أن تفتح باب المنزل... اتسعت عيناها بقوة وهي تلمحه وهو يتطلع بها وعلى شفتيه ابتسامة هادئة، أزاحها حازم من طريقة ليدلف للمنزل وهو يهتف مناديًا على السيدة إيمان فيمد يده لها بباقة خلابة من الزهور تمتزج ألوانها بين الوردي الهاديء والأرجواني البراق ويطبع قبلة رقيقة على كف يدها، أغلقت منة الباب ودلفت خلفه لغرفة المعيشة بينما ظلت فاغرة فاهها وعينها متسعتان بأستنكار... ظهر طيف ابتسامة على شفتيه وهو يشعر بها واقفة خلفه...
جلس حازم على المقد مقابلً لإيمان وأشار لمنة أن تجلس....

هتف حازم بمرح خفي :- أتفضلي يا منة واقفة ليه بيتك ومطرحك.

رفعت منة حاجبيها وزفرت بغضب لتجلس عاقدة ساعديها هامسة من بين أسنانها :- خير يا حازم ايه اللي جابك.

نظرت إيمان لابنتها شزرًا وهتفت بود :- ملكش دعوة بيها يا حبيبي أنت تيجي في أي وقت.

ابتسم حازم قائلًا بحب :- تسلمي يا أمي ، أنا جيت النهاردة أطلب منك طلب.

اتسعت ابتسامة إيمان وتتمنى لو تحدث بما تستشعره :- أنت تؤمر يا حبيبي.

سعل حازم بخفة وهتف بثبات : اسمي حازم ياسر السباعي صاحب شركة الصقر للأستيراد والتصدير وعندي شقة دورين .. كل ده بمجهودي الشخصي بعيد عن فلوس والدي.

قال جملته الأخيرة وهو ينظر بعين منة بقوة وثبات، بينما هي تظهر على ملامحها الصدمة لما يدور بخاطرها لماذا يجلس أمامهم بهذا الثبات وهو يُطلع والدتها على سيرته الذاتية وكأنه مُقبل على عمل جديد أو ....
لم يعطيها حازم الفرصة لتكمل تساؤلاتها بداخلها فجملته التي قاطعت حبل أفكارها كانت أيضًا الأجابة على ما يؤرق تفكيرها...

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن