الفصل الواحد والعشرون :- (ماضي)

6.4K 138 28
                                    

• قد يأتي إلينا الماضي المشوه بصورةً جديدة أحيانًا علينا أن نتأقلم معها حتى لا تعكر صفو المستقبل...

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

بمنزل الراشد داخل غرفة المعيشة جلست رقية على المقعد الوثير ضامة ركبتيها لصدرها تَكبُت ضحكتها المشاكسة وعلى الأريكة المجاورة لها تجلس مليكة وهي تضرب كفيها ببعضهما وتزفر بقلة حيلة، بينما أمامهما يجلس آسر عاقدًا ساعديه يميل برأسه للخلف يصر على أسنانه ضيقًا... فكانت لمياء تتحرك بمنتصف الغرفة كطائر من الطيور الجارحة على أهبة الإستعداد للهجوم....

ضحكت رقية بخفوت وهمست بنبرة جاهدت على أن تكون طبيعية :- أقعدي بقى يا لمياء خيلتينا.

هدرت لمياء بشراسة ونبرة مرتفعة :- أخرسي خالص يا رقية وبطلي تضحكي كفاية استفزاز.

تحدثت مليكة بجدية وهي تلوي ثغرها :- هو مش حضرتك اللي قولتي موافقة وبعدها لسانك كلته القطة قدامهم .. جايا هنا تعملي وحش الوحوش.

تابعت رقية بدلًا عن أختها قائلة بتهكم وهي تحرك حاجبيها بمرح :- والله يا لوكا أنا أستغربتها أصلا معرفش جابت الثبات الأنفعالي بتاعها ساعتها منين وقالت موافقة ده لو حد غير أدهم كان زمانه بايت في المستشفى بعد كلمة تتجوزيني دي.

رمقتهم لمياء شزرًا مزمجرة بضيق :- لا بس هو اللي استفزني وخلاني أقول كدا ، أنا مش موافقة عليه ومش هتجوزه.

أخيرًا تخلى آسر عن الصمت ليرفع عيناه لها متحدثًا بجدية :- لمياء احنا مش هنيجي قدام كبار العيلة بعد ما قولتي موافقة ونقول لا خلاص أصل لمياء غيرت رأيها معلش تعالوا بعد يومين يمكن توافق تاني.

قوست لمياء شفتاها بدمع متحجر في مقلتيها، همت بالأعتراض ليقطع آسر حديثها مكملًا...

تنهد آسر قائلًا :- كل اللي أنتي عملتيه ده كان بدافع العند بتعندي وخلاص من غير ما تبصي العند هيوديكي على فين ، أدهم مغلطش .. هو بس عرف نقطة ضعفك وأستغلها بطريقة كويسة أنتي اللي أديتهاله على طبق من دهب.

تمتمت لمياء معترضة بخفوت :- بس يا آسر..

هدر آسر بأنفعال شديد :- مفيش بس أسمعيني للأخر أدهم مُحتل جزء من تفكيرك ومشاعرك و ده كان سبب من الأسباب اللي خلاكي توفقي أنجذاب بقى ، أعجاب ، حب ، الله أعلم مش أنا اللي هحدد أنتي اللي المفروض تحددي .. أنا لو كنت شايف للحظة إن أدهم مش كويس مكنتش هوافق حتى لو هددني بحياتي .. لمياء أنتوا الثلاثة أغلى عندي من كنوز الدنيا أنتوا أخواتي الصغيرين مش هضحي بواحدة فيكوا لمجرد أنها عايزة ترتبط وخلاص.

أنهى حديثه وهو ينظر لثلاثتهن يرى وقع كلماته عليهن...

تساقط الدمع من عين لمياء لتهتف بتحشرج :- طب لو طلع شخصية متحكمة زي أحمد كدا .. أنت مش شايف أسلوبه على طول عصبي وبيزعق.

لن أحبكOù les histoires vivent. Découvrez maintenant