الفصل السادس عشر :- (صحوة شيطان)

5.2K 140 2
                                    

• قد يستيقظ الشيطان بداخلنا من جديد عندما يرحل الملاك من جوارنا؛ وقتها تكون تلك صحوة الشيطان...

▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪

أتى الصباح مليء بالألم والقلق... لم يغمض جفن لمياء من شدة قلقها، بعدما أعادها أدهم لمنزلها ظلت مستيقظة تدعو الله بأن تكون رفيقة دربها سالمة؛ بينما بقى أدهم ومالك بمخفر الشرطة يحاولا الوصول لمكان منة فهما لن يجزما بإنها قُتلت فالإحتمالات أصبحت مناصفة...

تتحرك في غرفتها بقلق عارم تأتي الغرفة يمينًا ويسارًا، لم تتوقف دموعها عن الهطول، تشعر وكأنها مُقيدة بأغلال الضعف لم تعهد نفسها ضعيفة ولكن خوفها على من يهمها أمرهم قد فاق الحد...

هتفت مليكة بقلق وهي جالسة علي الأريكة ممسكة بالوسادة الصغيرة :- أهدي يا لمياء إن شاء الله خير.

رددت لمياء بنبرة ضعيفة يشوبها الحزن :- يارب يا مليكة يكون خير .. منة دي أختي زيكوا بالضبط يارب أحميها ورجعها لنا بخير..

همست رقية وهي تحتضن لمياء من الخلف واضعة رأسها على ظهرها :- متقلقيش يا لوما ، تعالي نامي شوية علشان متتعبيش أنتي منمتيش من أمبارح.

ربتت لمياء على كف رقية لتهتف بنبرة حاولت جعلها ثابتة :- مش هعرف أنام والا أعمل حاجة غير لما يعرفوا منة فين.

أثار أنتباهن صوت دقات خافتة على باب الغرفة لينفتح بعدها ويدلف منه آسر، نظر للمياء بأسى على حالها ليفتح ذراعيه على وسعهما فترتمي لمياء داخلهما وتعلو شهقاتها بوجع... سقطت الدموع من عيني مليكة ورقية تأثرًا بحال أختهما الكبري وقلقًا على الأخت الرابعة التي أهدتها لهن السنين، خرجوا وتركوهما سويًا فلربما كان الخلاص بيد آسر... كان آسر يحتضن لمياء يمسد على خصلاتها المتحررة بيده وذراعه الأخر يطوقها به يمسد على ظهرها بحنان بينما تنقبض ملامحه ألمًا عليها....

هتف آسر بحب :- خلاص وحياتي عندك كفاية عياط.

حركت لمياء رأسها وهي ما زالت داخل أحضانه لتهتف بصوت باكي :- مش قادرة يا آسر هفضل حاسة بالذنب لو جرالها حاجة.

هدر آسر بنبرة مرتفعة قوية :- وأنتي مالك هو أنتي اللي عملتي فيها كدا.

أبتعدت لمياء عن أحضانه لتنظر إليه بعينان مليئتان بالدمع لتهتف بدهشة وهي تشير إلى نفسها :- مش المقالات دي أنا اللي كنت بكتبها وأنا اللي بخلي الدنيا تقوم على السباعي لو أنا معملتش كل ده هي مكنش هيحصلها حاجة..

تأفأف آسر بضجر مستغفرًا بصوت مسموع :- أستغفر الله العظيم يارب .. يا حبيبتي أولًا كل حاجة بتحصلنا ربنا بيكون كاتبها ، ثانيًا بقى وأنتي ايه عرف سعاتك أنه السباعي اللي بتكتبي عنه هو اللي ورا اللي حصل..

تحركت لمياء مبتعدة عنه وهي تلتقط وشاحها من فوق الفراش وترتديه بتعجل :- مش عارفة قلبي حاسس كدا .. أنا هروح لطنط إيمان أطمن عليها.

لن أحبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن