عادت إلى الساحة لتجد رفاقها جالسين.. كانت الأجواء بينهم متوترة لذلك قالت بمرح: يا جماعة هذه ليست نهاية العالم لم كل هذا العبوس؟؟نظر إليها إيرين ليبتسم بخفوت و قال: تعلمين من تكون آني.. أليس كذلك؟
-أجل أعلم.. و أعرف كل ما فعلته بكم في السابق لكن... لم لا نحاول؟ الشخص الذي لا يستطيع التضحية بشيء لا يمكنه تغيير أي شيئ...
نظر إليها أرمين بتفاجؤ ليبتسم كونها اقتبست كلامه، ثم سألت: صحيح ألم ير أحدكم أين ذهب القائد؟
أجاب كوني: ذهب لمكتبه قبل قليل... كان غاضبا كالجحيم لذلك التزمنا الصمت.. ما زلت لا أريد الموت...
ضحكت بخفة لتتجه نحو مكتب ليفاي.. طرقت الباب بهدوء ليقول: ادخلي
دخلت لتجده واقفا عند النافذة لتقول: كيف عرفت أنها أنا؟
-طبعا هذه أنت.. لأنك الوحيدة التي تجازفين بإزعاجي و أنا في قمة غضبي.. ماذا تريدين؟
أنهى سؤاله ببرود لتتقدم و تجلس أمام المكتب ثم قالت: هيتشو... هل أنت بخير؟
-و كيف أبدو لك؟ طبعا أنا بخير
-أنا أعلم أنك لست كذلك..
قالت بهدوء لينظر إليها: إذا لم تسألين إن كنت تعلمين؟
-اسمع.. أنا أشعر بك لكن...
قاطعها بصراخه قائلا: اصمتي.. أنت لا تفهمين شيئا، حتى أنك لا تعرفين معنى أن تفقدي الأشخاص القريبين لقلبك، فكيف ستشعرين بي؟
كانت تنظر إليه بحزن و استياء ليلتفت للجهة الأخرى متجنبا النظر إليها.. تنهدت بألم و قالت: أبي كان محققا ساهم في القبض على الكثير من أفراد العصابات و المجرمين، لذلك كان لديه الكثير من الأعداء الذين يسعون للانتقام منه بأي وسيلة... و أمي كانت أول وسيلة لهم...
اتسعت عينيه لتستمر هي بالحديث: هي.. قتلت على يد بشر مثلنا.. أطلقوا عليها رصاصة لتستقر في قلبها و تموت مباشرة... ماتت و أنا بين يديها أنعم بدفئها الذي بدأ بالتلاشي تدريجيا... و لم يقف الأمر عند هذا الحد... فبعد أن تقبلت فكرة كوني طفلة يتيمة الأم... عاد المجرم ليسلب مني والدي... و هذه المرة استهدفت الرصاصة منتصف رأسه... كانت الدماء تتدفق من جرحه و أنا أحاول سد تلك الفجوة بأصابعي الصغيرة لأوقف النزيف... تلطخت يداي بالدماء، وحتى فستاني الصغير المزين بالفراشات... لكنني عجزت عن فعل أي شيئ و مات أمام ناظري...
التفت إليها ليرى تلك الدموع التي أضفت لمعة على عينيها... نظرت إليه و قالت: قد لا يكون ما قلته كافيا لإقناعك لكن... أنا أشعر بك لأنني سأفقدك بعد شهر... و هذا الشعور قاتل...
انسابت دموعها لتقوم و تغادر مكتبه....
حل الليل و استسلم الجميع للنعاس متناسين همومهم.. عداها هي.. جالسة على السرير تضم ساقيها لصدرها واضعة رأسها على ركبتيها...

YOU ARE READING
Love across times -مكتملة-
Randomوعدت ألا أحبك ثم جبنت فأحببتك... قررت أن أنسحب فوجدتُني إليك أنجذب و أشتاق... كذبت و قلت أنه ليس حبا لكنني كنت أكذب... فقط... حتى جاءت لحظة الوداع، فأي وداع يليق بحلم جميل... كالحلم بك أنت؟ كيف ستكون ردة فعلك إن استيقظت لتجد نفسك قد انتقلت للماضي، إ...