تمهيد

14.9K 261 10
                                    


رواية هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها

الكاتبة منال منولة

مقدمة

 بَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّارَاتِ اَلشُّرْطَةِ وَهِيَ تَقُومُ بِمُدَاهَمَةِ بَيْتِهِمْ وَبَعْد لَحَظَاتٍ خُرُوجْوَا وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَالِدُهُ وَهُوَ مُكَبَّلٌ بِالْأَصْفَادِ اَلشَّخْصَ اَلَّذِي وَجَّهَتْ إِلَيْهِ جَمِيعُ أَصَابِعِ اَلِاتِّهَامِ فِي مَا جَرَى لِزَوْجَتِهِ , اَلرَّجُلُ اَلَّذِي مَنَحَهُ اَلْأَمَانُ وَاَلَّذِي كَانَ يَطْرُدُ اَلْوَحْشُ مِنْ تَحْتِ سَرِيرِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ قَدْ تَمَّتْ إِدَانَتُهُ بِالْقَتْلِ مَعَ سَبْقِ اَلْإِصْرَارِ وَالتَّرَصُّدِ . 

لَمُّ يلمح حُسَامْ   وَجْهُ ذَلِكَ اَلسَّافِلِ اَلَّذِي تَسَبَّبَ لَهُ بِالْيُتْمِ فِي سِنٍّ مُبَكِّرٍ لِأَنَّهُ كَانَ مِتْغِمْدَا فِي اَلْأَسْوَدِ وَلَكِنَّهُ لَمَّحَ شَيْئًا رَسَخَ فِي ذَاكِرَتِهِ طَوَالَ خَمْسِ وَثَلَاثِينَ سَنَةً كَامِلَةً وَكَبُرَ حُسَامْ عَلَى أَمَلِ أَنْ يَعْثُرَ عَلَى ذَلِكَ اَلْحَقِيرِ كَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ أَشَدَّ اِنْتِقَامٍ

وَفِي طَرِيقِهِ لِتَحْقِيقِ اَلْعَدَالَةِ لَهُ وَلَاخْتِيَّهْ اِلْتَقَى حُسَامْ بِرِيمِ مُضِيفَةٍ تَعْمَلُ فِي شَرِكَةِ طَيَرَانٍ كَانَ قَدْ اِشْتَرَاهَا مُنْذُ أَشْهُرٍ وَلَانَ رِيمْ أَوْ اَللُّؤْلُؤَةِ اَلسَّوْدَاءِ كَمَا كَانَ يُسَمِّيهَا لَمْ تَكُنْ كَغَيْرِهَا مِنْ اَلْاَينَاثْ شَكَّلَتْ لَدَيْهِ تَحَدِّي وَلِذَلِكَ كَانَ يَرْغَبُ بِتَرْوِيضِهَا مِثْل فَرَسٍ عَرَبِيٍّ أَصِيلٍ . فَصَارَ يَتَقَصَّى أَخْبَارَهَا وَيَبْحَثُ فِي مَاضِيهَا وَحَاضِرِهَا وَبِدُونِ أَنْ يَشْعُرَ وَقَعَ فِي حُفْرَةِ هَوَسٍ لَا قَرَارَ لَهَا وَمَضَتْ اَلْأَشْهُرُ وَكَانَ حُسَامْ تَارَةٍ يُغْدِقُهَا بِالْحُبِّ وَالِاهْتِمَامِ وَتَارَةِ يَتَجَاهَلهَا وَيَدْفَعُهَا لَتْرَضْرَبْ رَأْسِهَا بِجُدْرَانِ غُرْفَتِهَا مِنْ شِدَّةِ حَيْرَتِهَا وَكَانَتْ صَاحِبَةُ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ وَالْمُقْلَتَيْنِ اَلزُّجَاجَتَيْنِ تَارَةٌ تَنْفَتِحُ لَهُ مِثْلٍ كِتَابٍ مَفْتُوحٍ وَتَارَةِ تَصُدّهُ وَتَدْفَعُهُ لِلْجُنُونِ وَبَيْنَمَا كَانَا يُلَاعِبَانِ بَعْضٌ اِكْتَشَفَ حُسَامْ سِرًّا خَطِيرًا يَخُصُّ رِيمْ فَهِيَ كَانَتْ ثَمَرَةُ ذَلِكَ اَلْحَقِيرِ اَلَّذِي سَلْبُهُ اَلطُّمَأْنِينَةُ وَالْأَمَانُ . . تَرَى هَلْ يَقْتُلُهَا أُم يَغْتَصِبُهَا أُم يَنْتَقِمُ مِنْهَا مِنْ عَائِلَتِهَا .

من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتهاWhere stories live. Discover now