الفصل الحادي عشر : هدنة

1.7K 66 0
                                    

         اضافة الى جميع الامور التي كان يجيدها الاسمر وهي القتل والتجارة بالأسلحة الخ ، كان يجيد التسديد ايضا فالرصاصة التي خرجت من مسدسه لم يكن هدفها اراد ريم قتيلة ، بل ايقافها عن الجنون الذي كانت بصدد القيام به لذلك مرت جانبيا وخدشتها سطحيا في كتفها ، حينها رفعت صاحبة الشعر الاسود يدها ومررتها على مكان الجرح الذي كان يحرقها وينزف ،وبينما كان الجميع ينتظر ان تهجم على حسام وعندئذ يقتلها ، خرجت ضحكة من بين شفتيها المكتنزتين وصارت تضحك مثل المجنونة بعد ذلك استدارت ناحيته وسألته

_ هل هذا كل ما لديك ، ظننت الرصاصة ستخترق راسي !

صار حسام يتقدم بتأني من ريم ويتفحصها في نفس الوقت ، لم يكن هدفه قتلها بل ردعها عن الذهاب ، لحظات حتى صار واقفا امامها مثل الجبل حينها اردف مستنتجا

_ظننتك اصبحت تستعلمين عقلك ولكن ان بعد الظن اثم !

_تعرض اخي لحادث وهو في المستشفى ويحتاج لنقل دم ، هل تظن بأنك الوحيد الذي لديه عائلة !

انفجرت ريم في وجه حسام مثل قذيفة مدفعية ،بعدما طفح الكيل بها ،كانت مقلتيها تشتعلان غيضا وقلبها ينبض بعنف وكأنه بعد لحظات سيقفز بين راحتي كفها ، ولكنها لم تتوقف عند ذلك الحد بل اكملت حديثها بمرارة

_ لست الوحيد الذي لديه عائلة ،لذلك انضج قليلا وفكر في غيرك ولو مرة واحدة في حياتك البائسة !

ذلك اللسان الطويل كم كان يرغب قطعه من جذوره ، حينها رفع حسام السلاح ووضعها على راس صاحبة الشعر الاسود ، رأسها المملوء بالعناد والكبرياء والتمرد ووضع سوداويتيه في ذلك الازرق المهلك ، كيف لأنثى بهذه الرقة ان تتحمل كل هذا ، يبدو بأنها قد مرت بالكثير ، ببرود وثبات علق على حبها لعائلتها

_ولكنك هربت وتركتهم ورائك ، من اين خرج هذا الحب فجأة يا ترى !

نرجسي ، صفة اخرى اكتشفتها ريم في حسام الى جانب انه مختل ومعتل اجتماعيا ، لتسأله بانفعال بينما تكز على اسنانها البيضاء

_من انت كي تحاسبني ها ، وكأنك ملاك طاهر نزل من السماء هل تريد اقناعي بأنك لم تقترف اخطاء من قبل وبأنك لم تترك عزيزا ورائك ، لم تكسر قلبا تعلق بك بشدة !

_ لست شخصا طاهرا ومع ذلك احب ذلك الجزء من شخصيتي ، احب ذلك الجزء المظلم المدنس ولم احاول قط تغييره بل تقبلته وأنت ايضا تقبلي قدرك ، الم تصرخي في قاعة الاجتماعات قائلة بأنني ظالم ،ها انا قد اعدتك الى راس عملك ، اين هي الاحترافية التي حرقت راسي بها اين هو حبك لعملك الكبير ام انه محض هراء !

كان حسام ظالما بكل معنى الكلمة ، فهو طردها ثم هددها كي تعمل تحت يده ، ليس تعويضا عن ما سلف بل كي يذلها وكي يدوسها كل يوم وكي يجعلها تندم على انها تحدته من الاساس ، ومع انه لا يثق بها إلا انه لم يطردها بل صار يتجسس عليها ويفتش بينما اغراضها ، لتصارحه ريم وتحاول ايجاد حل معه

من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتهاWhere stories live. Discover now