كَانَتْ صَاحِبَةُ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ كَسَوَادِ اَللَّيْلِ تَقُودُ سَيَّارَتَهَا ، اَلْبَيْضَاءَ مَكْشُوفَةً اَلسَّقْفِ وَبَيْنَمَا كَانَتْ اَلرِّيَاحُ تَتَلَاعَبُ بِخُصُلَاتِ شِعْرِهَا ، كَانَتْ هِيَ تُغْنِي رُفْقَةَ مُغَنِّيَتَهَا اَلْمُفَضَّلَةَ وَكَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يُكِنْ ، وَكَأَنَّهَا لَيْسَتْ هِيَ مِنْ تَعَرَّضَتْ لِلتَّهْدِيدِ مُنْذُ سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنْ قَبْلُ أَكْبَرَ عَدُوَّةً لَهَا ، رُبَّمَا سَبَبُ هُدُوئِهَا هُوَ أَنَّهَا كَانَتْ تَتْبَعُ قَاعِدَةَ اَلْخَوْفِ مِنْ اَلْمُسْتَقْبَلِ لَنْ يُغَيِّرَ أَيَّ شَيْءِ وَالتَّفْكِيرِ فِي اَلْمُسْتَقْبَلِ لَنْ يَجْعَلَهُ أَكْثَرُ إِشْرَاقًا لِذَلِكَ فَلْنُعَشْ بِهُدُوء فَأَقْدَارنَا مَكْتُوبَةٌ ، وَبَيْنَمَا كَانَتْ كَذَلِكَ وَصَلَتْهَا رِسَالَةٌ اَيمَايلْ ، عَلَى لَوْحُهَا اَلرَّقْمِيَّ أَخْفَضُتْ رِيمْ صَوْتَ اَلْمُوسِيقَى ، وَهَذَا كَيْ يَتَسَنَّهَا لَهَا اَلتَّرْكِيزُ بَعْدَ نَقَرَتْ عَلَى زِرِّ اَلْإِشْعَارَاتِ بِأَظَافِرِهَا اَلْفَرَنْسِيَّةِ ، لِتُرْدِف بِهُدُوءِ بَيْنَمَا تَتَفَقَّدُ مُحْتَوَى اَلرِّسَالَةِ وَاَلَّذِي كَانَ مِنْ شَرِكَةِ اَلطَّيَرَانِ اَلَّتِي تَعْمَلُ بِهَا صَاحِبَةً اَلْمُقْلَتَيْنِ اَلزُّجَاجِيَّتَيْنِ
_ لِنَرَ مَاذَا جَاءَ فِيهَا !
تَغَيَّرَتْ مَلَامِحَ رِيمْ اَلْهَادِئَةِ بِمُجَرَّدِ أَنَّ قَرَأَتْ تِلْكَ اَلْكَلِمَاتِ ، فَإِدَارَةُ شَرِكَةٍ اِيجِينْ لِلطَّيَرَانِ قَرَّرُوا إِنْهَاءُ حَيَاتِهَا اَلْمِهْنِيَّةِ بِبَعْضِ اَلْعِبَارَاتِ اَلتَّافِهَةِ ، فَهُمْ لَمْ يَتَكَبَّدُوا عَنَاءُ دَعْوَتِهِمْ لِاجْتِمَاعِ وَإِخْبَارِهِمْ بِقَرَارِهِمْ اَللَّعِينِ وَالظَّالِمِ ، فِي حَقِّهَا وَفِي حَقِّ بَقِيَّةِ اَلطَّاقِمِ . حِينُهَا رَفَعَتْ يَدُهَا اَلْيُمْنَى وَضَرَبَتْ اَلْمِقْوَدَ بِقُوَّةٍ ، لِدَرَجَةَ أَنَّهَا كَادَتْ تَقْتَلِعُهُ مِنْ مَكَانِهِ ثُمَّ أَرْدَفَتْ بِسُخْطِ مُهَدَّدَةٍ صَاحِبَ اَلرِّسَالَةِ وَاَلَّذِي كَانَ مُدِيرُ شَرِكَةِ اَلطَّيَرَانِ ، اَلَّتِي تَعْمَلُ بِهَا
_ سَأَقْتُلُهُ ، أُقْسِمُ بِأَنَّنِي سَأَقْتُلُهُ وَسَأَجْعَلُهُ عَبْرُة لِمَنْ لَا يُعْتَبَرُ !
بِسُرْعَةِ وَبِدُونِ اَلتَّفْكِيرِ مَرَّتَيْنِ غَيَّرَتْ رِيمْ مَسَارَ اَلسَّيَّارَةِ ، غَيْرَ آبِهَةٍ لِبَاقِي اَلسَّيَّارَاتِ اَللَّوَاتِي صِرْنَ يُطْلِقْنَ اَلْأَبْوَاقُ مُعْرِبِينَ عَنْ اِسْتِيَائِهِمْ مِنْهَا ، فَكُلُّ هَمِّهَا فِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ هِيَ اِقْتِحَامُ تِلْكَ اَلشَّرِكَةِ اَللَّعِينَةِ وَمُحَاسَبَةُ مَالِكِهَا ، اَلَّذِي بِدُونِ سَابِقٍ إِنْذَارٍ قَرَّرَ إِنْهَاءَ خِدْمَتِهَا هِيَ وَزَمِيلَتَيْهَا . بِأَيِّ حَقٍّ بِأَيِّ حَقٍّ يَفْعَلُ ذَلِكَ ، بِأَيِّ حَقٍّ يُنْهِي مَسِيرَتَهَا أَلَّا يَعْلَمَ مَا عَانَتْهُ لِتَصِلَ إِلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ الان ، أَهَكَذَا يُكَافِئُونَهَا عَلَى مَجْهُودَاتِهَا اَلْجَبَّارَةِ اَلَّتِي بَذَلَتْهَا كَيْ تَصِلَ اَلشَّرِكَةُ إِلَى هَذَا اَلْمُسْتَوَى مِنْ اَلرُّقِيِّ وَالِازْدِهَارِ ، فَصَاحِبَةُ اَلْمُقْلَتَيْنِ اَلزُّجَاجِيَّتَيْنِ مَنْ اِقْتَرَحَتْ فِكْرَةَ إِهْدَاءِ اَلرُّكَّابِ حَقَائِبَ مَمْلُوءَةً بِمُسْتَحْضَرَاتِ اَلتَّجْمِيلِ ، كَنَوْعٍ مِنْ اَلدَّعَايَةِ لَهُمْ وَالتَّحْفِيزِ لِلسَّفَرِ مَعَ شَرِكَتِهِمْ .
![](https://img.wattpad.com/cover/178967556-288-k452392.jpg)
YOU ARE READING
من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها
Romanceبَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّا...