اِنْطَلَقَتْ رِيمْ نَاحِيَةِ مَصْدَرِ اَلصَّوْتِ بِمُسَاعَدَةِ فَرَسِهَا لِنَجْدَةِ فَهْدْ ، تَرَى مَا اَلَّذِي حَدَثَ لِلْأَخِ اَلْأَصْغَرِ وَلِمَاذَا صَرَخَ بِهَذِهِ اَلطَّرِيقَةِ هَلْ أَوْقَعَهُ سَامْوِيلْ مِنْ فَوْقِ ظَهْرِهِ ، لَا لَا يُعْقَلُ هَذَا فَذَاكَ اَلْفَرَسُ وَبِالرَّغْمِ مِنْ عِنَادِهِ وَغُرُورِهِ اَلْكَبِيرَيْنِ إِلَّا أَنَّهُ مُسَالِمٌ ، فَهُوَ مُدَرِّبُ جَيِّدًا وَلِهَذَا اِخْتَارَتْهُ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ اَلْأَحْصِنَةِ اَلَّتِي فِي مَرْكَزِ اَلْفُرُوسِيَّةِ ، كَيْ يُرَافِقَ أَخَاهَا اَلْأَصْغَرَ اِسْتَمَرَّتْ صَاحِبَةً اَلْمُقْلَتَيْنِ اَلزُّجَاجِيَّتَيْنِ بِالْبَحْثِ حَتَّى خَرَجَتْ عَنْ نِطَاقِ مَرْكَزِ اَلْفُرُوسِيَّةِ ، وَفِي نَفْسِ اَلْوَقْتِ كَانَتْ تُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهَا
_ فَهْدْ أَيْنَ أَنْتَ ، أَحْدَثَ صَوْتًا أَنْ كُنْتُ تَسْمَعُنِي !
كَانَ مَرْكَزُ اَلْفُرُوسِيَّةِ عِبَارَةً عَنْ مَزْرَعَةٍ كَبِيرَةٍ ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اَلْغَابَةِ إِلَّا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ مَعْبَدٌ تَرَى هَلْ قَفَزَ اَلْحِصَانُ فَوْقَ اَلْحَاجِزِ وَدَخَلَ اَلْغَابَةَ ، عَادَتْ رِيمْ لِتُنَادِيَ فَهْدْ عَلَّه يَسْمَعَهَا
_ فَهْدْ أَيْنَ أَنْتَ ، أَرْجُوكُ أَصْدَرَ صَوْتًا !
لَحَظَاتٍ حَتَّى وَقَعَتْ مُقْلَتَيْهَا اَلَّتِي أَخَذَتَا زُرْقَتُهُمَا مِنْ اَلْمُحِيطِ ، عَلَى اَلْحِصَانِ سَامْيُولْ اَلَّذِي كَانَ مَرْبُوطًا بِأَحَدِ اَلْأَشْجَارِ ، فِي اَلْحَالِ نَزَلَتْ رِيمْ مِنْ فَوْقِ ظَهْرِ أُولِيفْيَا وَرَكَضَتْ نَحْو سَامْوِيلْ اَلَّذِي كَانَ يَأْكُلُ اَلْعُشْبُ بِهُدُوءٍ ، لَحَظَاتٌ حَتَّى صَارَتْ تَقِفُ أَمَامَهُ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ أَثَرُ لِفَهْدْ ، لِتُرْدِف بَيْنَ تُمَرَّر أَنَامِلُهَا فَوْقَ وَبَرِّ اَلْحِصَانِ
_ فَهْدْ أَيْنَ أَنْتَ أَخِي !
حَرَكَةً خَلْفَ اَلْأَشْجَارِ جَعَلَتْهَا تَجْذِبُ مُسَدَّسَهَا اَلصَّغِيرَ مِنْ حِزَامِهَا ، ضَيَّقَتْ صَاحِبَةَ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ عَيْنَيْهَا ثُمَّ صَارَتْ تَقْتَرِبُ بِبُطْءِ وَحَذَّرَ شَدِيدَيْنِ ، كَانَ قَلْبُهَا يَدُقُّ بِعُنْفِ وَكَانَتْ اَلدِّمَاءُ تَغْلِي فِي عُرُوقِهَا وَكَأَنَّهَا جَالِسَةٌ فَوْقَ فُوَّهَةِ مِرْجَلٍ ، وَكَانَ تَحَوُّلُ لَوْنٍ وَجَّهَهَا إِلَى اَالْحَمَرْ بِسَبَبَ اَلتَّوَتُّرِ اَلَّذِي عَايَشَتْهُ فِي اَلدَّقَائِقِ اَلْفَارِطَة ، ثَوَانٍ حَتَّى وَضَعَتْ يَدُهَا عَلَى غُصْنِ اَلشُّجَيْرَةِ ، عِنْدَمَا إِزَاحَتِهِ عَلَى جَنْبٍ صَرَخَتْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا _ مَكَانُكَ لَا تَتَحَرَّكُ ! لِسُوءِ حَظٍّ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ شَيْءٍ وَرَاءَ اَلشُّجَيْرَةِ عَادَا خُوذَةُ فَهْدْ ، حِينُهَا قَرْفَصَتْ رِيمْ لِلْإِمْسَاكِ بِهَا وَلَا يَزَالُ اَلْمُسَدَّسُ بَيْنَ يَدَيْهَا
![](https://img.wattpad.com/cover/178967556-288-k452392.jpg)
أنت تقرأ
من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها
Romanceبَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّا...