شَرَارَة كَهْرَبَائِيَّةٍ قَدْ حَصَلَتْ بِسَبَبِ اِصْطِدَامِ مُقْلَتَيْهِمَا ، فِي تِلْكَ اَللَّحْظَةِ اَلْبُنِّيِّ اَلنَّارِيِّ وَزُرْقَةُ اَلْمُحِيطِ اَلنَّارِ وَالْمَاءِ قَدْ اِلْتَقَيَا فِي نُقْطَةِ مَا ، اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلنَّاسِ يَهَابُونَ اَلنَّارُ وَمَعَهُمْ حَقٌّ فِي هَذَا ، فَلَا أَحَد يُمْكِنُهُ اَلسَّيْطَرَةَ عَلَيْهَا فَهِيَ تَتَحَرَّكُ بِسُرْعَةِ كَبِيرَةٍ بِالْأَخَصِّ أَنْ رَافَقَتْهَا اَلرِّيَاحُ نَاحِيَةَ اَلدَّمَارِ ، وَمِنْ اَلْمَعْرُوفِ عَنْهَا بِأَنَّهَا لَا تَرْحَمُ أَحَدًا فِي طَرِيقِهَا ، هِيَ جَشِعَةٌ تَأْكُلُ اَلْأَخْضَرَ وَالْيَابِسَ مَعَ ذَلِكَ لَا تُشْبِعُ دَائِمًا تَرْغَبُ بِالْمَزِيدِ وُويبَقِىْ آثَارُهَا حَتَّى بَعْدَمَا تَنْطَفِئُ ، وَهَكَذَا كَانَ حُسَامْ كَالنَّارِ تَمَامًا يَحْرُقُ وَلَا يَحْتَرِقُ .
وَالْمَاءُ لَيْسَ أَقَلَّ شَأْنًا مِنْ اَلنَّارِ ، فَالْمَاءُ قَوِيٌّ وَعَنِيفٌ وَمُنْدَفِعٌ مُتَسَرِّعٌ وَعَصَبِيٌّ ، هُوَ اَلْآخَرُ يَجْرُفُ كُلُّ شَيْءٍ فِي طَرِيقِهِ إِلَى مَكَانٍ غَيْرِ مَعْلُومٍ وَانْ اِخْتَلَطَ بِالطِّينِ فَالْمُصِيبَةِ تُصْبِحُ مُصِيبَتَيْنِ ، اَلْمَاءُ يَحْفِرُ اَلْحَجْرُ وَيُنْبِتُ اَلزَّرْعُ اَلْأَخْضَرُ وَرِيمٌ كَانَتْ اَلْمَاءَ تَبْدُو لَكَ مِنْ اَلْخَارِجِ نَاعِمَةً وَهَشَّةً وَلَكِنَّهَا قَوِيَّةٌ ، مُتَمَرِّدَةً عَلَى كُلِّ مَنْ يَرْغَبُ بِتَقْيِيدِهَا وَعَلَى كُلِّ مَنْ يَرْغَبُ بِالتَّقْلِيلِ مِنْ قَدْرِهَا ذَلِكَ اَللِّقَاءِ اَلَّذِي كَانَ مِنْ صُنْعِ اَلْقَدَرِ بَيْنَ اَلنَّارِ وَالْمَاءِ ، كَادَتْ تَنْتِجُ عَنْهُ مُصِيبَةُ حِينِهَا كَانَ حُسَامْ سَيَنْقُضُ عَلَى تِلْكَ اَلْفَرَسِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْأَصِيلَةِ ، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ يَحْتَرِمُ اَلْاَينَاثْ وَلَكِنَّهَا سَلِيطَةٌ اَللِّسَانِ هَذِهِ مُسْتَفِزَّةً وَقَدْ نَجَحَتْ فِي إِشْعَالِ فَتِيلٍ فِي دَاخِلِهِ ، تَرَى مَنْ تَكُونُ كَيَّ تَحَدُّثِهِ بِهَذِهِ اَللَّهْجَةِ أَلَّا تَعْرِفَ مِنْ هُوَ وَمَا اَلَّذِي يُمْكِنُهُ فَعَلَهُ فِي ثَوَانٍ بِشَخْصٍ حَاوَلَ اِسْتِفْزَازُهُ .
كَانَ اَلْمَاءُ وَالنَّارُ سَيَتَقَاتَلَانِ مُسَبِّبِينَ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلْخَسَائِرِ ، وَلَكِنْ فِي آخِرٍ لَحْظَةِ تَغَيُّرِ كُلِّ ذَلِكَ : صَدَحَ صُرَاخٌ قَوِيٌّ تَبِعَهُ بَعْضُ اَلضَّجِيجِ مِنْ مَقْصُورَةِ اَلدَّرَجَةِ اَلثَّانِيَةِ ، حِينُهَا أَجَّلَتْ رِيمْ قِتَالِهَا مَعَ حُسَامْ وَانْطَلَقَتْ نَاحِيَةِ مَصْدَرِ اَلصَّوْتِ ، بِخُطُوَاتٍ سَرِيعَةٍ مُحْتَفِظَةٍ بَانْقَاتَهَا وَبِهُدُوئِهَا ، عِنْدَمَا وَصَلَتْ إِلَى مَرْكَزِ اَلْمَعْمَعَةِ وَجَدَتْ بَعْضَ اَلرُّكَّابِ مُجْتَمِعِينَ ، صَارَتْ تَقُومُ بِتَفْرِقَتِهِمْ بِيَدَيْهَا حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى بُؤْرَةِ اَلْحَدَثِ فَتًى فِي اَلْعَاشِرَةِ مِنْ اَلْعُمْرِ ، كَانَ يَجْلِسُ عَلَى اَلْأَرْضِ وَيَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَفِي نَفْسِ اَلْوَقْتِ يَصْرُخُ بِطَرِيقَةٍ تُوقِظُ اَلْمَيِّتَ مِنْ سُبَاتِهِ
YOU ARE READING
من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتها
Romanceبَطَلُ حِكَايَتِنَا لِنَهَارِ اَلْيَوْمَ هُوَ حُسَامْ , فَتَى شَهِدَ مَقْتَلُ وَالِدَتِهِ اَلْحَنُونَ مِنْ نَافِذَةِ مَنْزِلِ صَدِيقِهِ اَلْمُقَرَّبِ وَهُوَ فِي عُمْرِ اَلزُّهُورِ قَبْلَ أَنْ يُحَاوِلَ اَسْتَعِيَابْ اَلْأُمُورُ حَتَّى لَمَّحَ سَيَّا...