الفصل الرابع :اول قطرة فقط

2.4K 73 2
                                    

اَلسَّاعَة اَلتَّاسِعَةِ بِتَوْقِيتِ اَلذِّكْرَيَاتِ أَثِينَا . 

هُنَاكَ نَوْعٌ مِنْ اَلنَّاسِ يُحْسَدُونَ ذَاكَ اَلشَّخْصِ اَلَّذِي يَمْلِكُ ذَاكِرَةً قَوِيَّةً ، وَيُهَنِّئُونَهُ بِمَا آتَاهُ اَللَّهُ صَبَاحَ مَسَاءٍ وَلَكِنْ اَلْحَقِيقَةَ اَلْمُرَّةَ هِيَ أَنَّ مَنْ يَمْلِكُ ذَاكِرَةً قَوِيَّةً ، لَا يَنْسَى حَتَّى أَصْغَرَ اَلتَّفَاصِيلِ . 

يَحْفَظَ تَفَاصِيلَ كُلِّ خَيْبَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا فِي حَيَاتِهِ : اَلْيَوْمُ اَلسَّاعَةَ اَلدَّقِيقَةَ وَالثَّانِيَةُ ، فَرَحِيلُ اَلْأَصْدِقَاءِ وَنِفَاقِ اَلْأَحِبَّاءِ يَتْرُكُ آثَارَهُ فِي نَفْسِيَّةِ اَلْإِنْسَانِ ، كَمَا تَتْرُكُ اَلنَّارُ نُدُوبَ حَتَّى بَعْدٍ شِفَاءِ اَلْجِلْدِ . 

وَكَانَتْ رَزَانْ مِنْ هَذَا اَلنَّوْعَ اَلَّذِي يَحْفَظُ كُلُّ شَيْءٍ فِي ذَاكِرَتِهِ ، أَوَّلُ خَيْبَةِ إِصَابَتِهَا كَانَتْ مَقْتَلَ وَالِدَتِهَا بِتِلْكَ اَلطَّرِيقَةِ اَلْبَشِعَةِ ، عَلَى يَدِ ذَلِكَ اَلشَّيْطَانِ كَمَا كَانَتْ تُسَمِّيهُ وَثَانِي خَيْبَةٍ ، هُوَ وُقُوعُهَا فِي حُبِّ ذِكْرٍ لَمْ يَكُنْ جَدِيرًا بِذَلِكَ اَلْحُبِّ وَتِلْكَ اَلْمَشَاعِرُ ، اَلَّتِي كَانَتْ تَحْمِلُهَا فِي قَلْبِهَا لَهُ وَاَلَّتِي كَانَتْ تَتَوَقَّعُ أَنْ تَكُونَ ثِمَارُهَا بَيْت وَعَائِلَةً وَصِغَارٌ مُشَاغِبِينَ ، يَصْرُخُونَ كَمَا تَشَاجَرَا

 قِبَلُهَا قَبِلَهَا  -

 قُبْلَةً طَبَعَتْ مِنْ قَبْلُ جَوٍّ عَلَى رَقَبَتِهَا اَلْبَيْضَاءِ اَلَّتِي كَانَ تُزَيِّنُهَا قِلَادَةٌ ، تَتَوَسَّطُهَا مِيدَالْيَةٌ كَانَتْ تَتَوَسَّطُهَا صُورَةٌ لَهَا تَجْمَعُهَا بِأُمِّهَا اَلْحَنُونَ وَهِيَ رَضِيعَةٌ ، تِلْكَ اَلْقُبْلَةِ إِعَادَتَهَا مِنْ دَوَّامَةِ اَلذِّكْرَيَاتِ إِلَى حَمَّامِ مَنْزِلِهَا اَلْفَخْمِ حِينِهَا نَظَرَتْ إِلَى زَوْجِهَا ، اَلَّذِي عَادَ لِيَطْبَعَ قُبْلَةً أُخْرَى عَلَى وَجْنَتَيْهَا اَلْمُتَوَرِّدَتَيْنِ مُرْدِفًا بَيْنَمَا يُغَازِلُهَا 

_ رَائِحَتَكَ زَكِيَّة لِلْغَايَةِ ، هَلْ غَيَّرَتْ عِطْرَكَ ! 

أَرْدَفَ جَوٌّ بَيْنَمَا يَقُومُ بِإِزَاحَةِ رِدَاءٍ رَزَانْ اَلْحَرِيرِي عَنْ كَتِفِهَا ، كَيْ يُكْمِلَ مُشَاكَسَتَهَا ، لِتُجِيبَهُ بَيْنَمَا تَبْتَسِمُ أَوْ تُحَاوِلُ رَسْمَ اَلِابْتِسَامَةِ عَلَى ثَغْرِهَا 

_ أَجْلَ انه  نفس العطر الذي اهديتني اياه اخر مرة هَلْ أَعْجَبَكَ ! 

من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتهاWhere stories live. Discover now