الفصل الثامن تبا انه يعبث معي

1.8K 67 0
                                    


كَانَ تَعَقُّبُ حُسَامْ مَاضِيَ صَاحِبَةِ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ ، أَمْرٌ فِي غَايَةِ اَلْخُطُورَةِ فَإِلَى جَانِبِ أَنَّهُ سَيَكْشِفُ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلْأَسْرَارِ اَلَّتِي تَخُصُّ عَائِلَتَهَا ، كَانَتْ سَتَتَوَلَّدُ لَدَيْهِ مَشَاعِرُ اَلِاهْتِمَامِ اَلَّتِي كَانَتْ سَتَتَطَوَّرُ هِيَ اَلْأُخْرَى بِدَوْرِهَا ، كَفَيْرُوسٍ قَاتِلٍ وَمِنْ يَدْرِي قَدْ تَصِيرُ عِشْقًا 

.

 اَلْوُقُوعُ فِي اَلْحُبِّ مَعَ أُنْثَى قَوِيَّةٍ أَمْر مُخِيفٍ ، هُنَاكَ نَوْعٌ مِنْ اَلرِّجَالِ يُفَضِّلُونَ عَدَمُ خَوْضِ اَلتَّجْرِبَةِ مِنْ اَلْأَسَاسِ ، فَالْأَمْرُ شَبِيهٌ بِدُخُولِ قَفَصِ اَللَّبْوَاتْ وَهُنَاكَ نَوْعٌ آخَرُ يُحِبُّونَ هَذَا اَلنَّوْعَ مِنْ اَلْمُغَامَرَاتِ اَلشَّيِّقَةِ وَالْفَرِيدَةِ مِنْ نَوْعِهَا ، وَهَذَا لِأَنَّ اَلْمَرْأَةَ اَلْقَوِيَّةَ كَمَا لَدَيْهَا سَلْبِيَّاتٌ فَهِيَ تَمْلِكُ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلْمُمَيِّزَاتِ ، اَلَّتِي تَجْعَلُ مِنْهَا رَفِيقَةَ حَرْبٍ مُمَيَّزَةٍ . كَالْوَفَاءِ وَحِسّ اَلْمَسْؤُولِيَّةِ وَالْكَرَمِ وَالْهُدُوءِ فِي أَحْلَكِ اَلْأَوْقَاتِ ، رِيمْ كَانَتْ قَوِيَّةً وَقُوَّتُهَا كَانَتْ تَكْمُنُ فِي هُدُوئِهَا ، فَهِيَ قِبَلُ أَنَّ تَهَرُّبَ مِنْ بَيْنِ مَخَالِبِ نِعْمَةٍ قَرَّرَتْ عَقْدَ هُدْنَةٍ مَعَ اَلشَّقْرَاءِ ، اَلَّتِي شَعَرَتْ بِأَنَّ اَلْمِيَاهَ سَتَعُودُ لِمَجَارِيهَا مَرَّةً أُخْرَى بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَاحِبَةِ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ ، لِتَمْنَحَهَا بِعَضّ اَلِامْتِيَازَاتِ مِثْلٍ اَلزِّيَارَاتِ إِلَخْ 

وَبَيْنَمَا كَانَتْ تَظُنُّ نِعْمَةً بِأَنَّهَا قَدْ رَبِحَتْ اَلْحَرْبُ ، عَقَدَتْ رِيمْ اِتِّفَاقًا مَعَ إِلْيَاسْ اَلَّذِي فِي لَيْلَةِ هُرُوبِهَا تَسَبَّبَ فِي شِجَارٍ كَبِيرٍ فِي نَادِي لَيْلِيٍّ ، وَلِأَنَّ اَلضَّحِيَّةَ كَانَ اِبْنُ شَخْصِيَّةٍ مَرْمُوقَةٍ اِضْطَرَّتْ اَلشَّقْرَاءُ لِلتَّدَخُّلِ بِنَفْسِهَا لِحَلِّ اَلنِّزَاعِ . حِينُهَا أَتَى دَوْرُ مُرَبِّيَتِهَا اَلْخَالَةِ أَمْ رَضْوَانْ ، اَلَّتِي اِسْتَغَلَّتْ غِيَابَ جَاسِمْ كَبِيرٍ اَلْحَرَسِ وَاعَدَتْ اَلشَّايَ وَقَبْل أَنْ تُوَزِّعَهُ عَلَى اَلْحَرَسِ ، حَرَصَتْ عَلَى طَحْنِ بَعْضِ اَلْحُبُوبِ اَلْمُنَوِّمَةِ وَإِلْقَائِهَا بِدَاخِلِ اَلْكُؤُوسِ اَلزُّجَاجِيَّةِ ، لِيَسْقُط اَلْحَرَسُ اَلْوَاحِدُ تَلَوَّى اَلْآخَرَ كَالذُّبَابِ بَعْد رَشْفَةٍ وَاحِدَةٍ ، حِينُهَا اِسْتَطَاعَتْ صَاحِبَةَ اَلشِّعْرِ اَلْأَسْوَدِ اَلْفِرَارِ خَارِجَ أَسْوَارِ اَلْقَصْرِ . 

وَلَكِنَّ صَاحِبَةً اَلْمُقْلَتَيْنِ اَلزُّجَاجِيَّتَيْنِ فَقَدَتْ مِيزَتُهَا اَلْوَحِيدَةُ ، يَوْمٌ تَصَادَمَتْ بِالْأَسْمَرِ ، بَدْو بِأَنَّهُ حُسَامْ اِسْتَطَاعَ اِسْتِفْزَازُهَا وَإِخْرَاجُ اَسُوءْ مَا فِيهَا ، وَهَذَا مَا جَعَلَهَا تَطْرَحُ اَلْعَدِيدَ مِنْ اَلْأَسْئِلَةِ ، تَرَى كَيْفَ سَتُجَابِهُهُ بَعْد الا ن وَقَدْ اِسْتَطَاعَ اِكْتِشَافُ نُقْطَةِ ضَعْفِهَا .

من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتهاWhere stories live. Discover now