الفصل الثامنِ عشرَ: اختطافٍ

2.2K 63 5
                                    


يقولونَ إنَ الناسَ مثلٍ أمواجِ البحرِ   أنْ سايرتهمْ وتركتْ نفسكَ لهمْ اغرقوكْ وانْ قاومتهمْ اتعبوكْ   حسامْ كانَ كالبحرِ تماما بلْ كلغزٍ معقدٍ وغيرِ مفهومٍ تارةٍ يكونُ هادئا راكدا يسخرُ لكَ العالمُ في ثانيةٍ وتارةً أخرى يكون هائجا  متقلب مزاجهِ اسودَ كسوادِ عباءةِ ملكِ الموتِ .

 تعددُ شخصياتِ الأسمرِ   ونرجسيتهُ سلبوا ريمْ الراحةِ والهدوءِ اللذانِ كانا يميزا حياتها في الآونةِ الأخيرةِ لتضطرَ في النهايةِ لتركِ كلِ شيءٍ   حتى المنصبِ الذي كانَ تسعى لهُ بشقِ الأنفسِ اضطرتْ لتركهِ   الأنثى الذي كانَ صوتُ كعبها يرعبُ الذكورَ ويجعلهمْ يخلعونَ قبعاتهمْ تحيةً لها  أصبحتْ تعيشُ في دوامةٍ لا نهايةَ لها .

 مرَ وقتٌ جيدٌ ومعَ ذلكَ لمْ تغادرْ صاحبةُ الشعرِ الأسودِ   المياهُ الباردةُ والتي كانتْ متجمدةً حرفيا  بلْ أكملتْ السباحةُ متجاهلةً غضبَ الطبيعةِ   فهيَ لمْ تعدْ تخشى أيَ شيءٍ بعدَ ألانَ فما اسوءْ قدْ يحصلُ معها  

 كانتْ صاحبةٌ المقلتينِ الزجاجيينِ تستقبل الأمواجُ الهائجةُ بصدرٍ رحبَ   وكأنها كانتْ ترغبُ أنْ تتطهرَ منْ سلبيةِ حسامْ . منْ غرورهِ ومنْ أحكامهِ السابقةِ على أنوثتها  على اعتزازها بنفسها والأهمِ منْ هذا كلهُ وبهوسِ الأسمر بالتحكمِ بها وبتشكيلها بعقليةٍ أخرى   وكأنها دميةٌ بلاستيكيةٌ لا رأيَ لها ولا مبادئ   ولقدْ كانَ حسامْ يعتقدُ بأنهُ يملكُ الحقُ بهذا بسببِ باقي شبيهاتٍ الايناثْ   اللواتي كنَ في سبيلِ ابتسامةٍ منهُ كنَ يتخلينَ عنْ كلِ شيءٍ  

حتى كرامتهنَ . بالنسبةِ لزجاجيةِ المقلتينِ لا رجلَ مهما بلغَ منْ الوسامةِ ولا منصب يستحقانِ أنَ تغيرَ منْ نفسها كيْ تصيرَ مناسبةٌ لهما   بالعكسِ كانتْ تشعرُ بأنها فريدةٌ منْ نوعها وكانتْ تستحقُ الأفضلَ ولا شيءً غيرُ الأفضلِ فريمْ كانتْ تعملُ بمبدأٍ " نحنُ يندمُ علينا ولسنا بنادمينَ نحنُ الخسائرُ ولسنا الخاسرونَ . 

بعدُ ربعِ ساعةٍ منْ عمليةِ التطهيرِ   أخرجتْ ريمْ رأسها منْ وسطِ المياهِ الباردةِ   كانَ وجهها قدْ تحولَ لونهُ إلى اللونِ الأزرقِ وانفها صارَ احمرا بسببِ الملحِ والبرودةِ دفعتْ بجسدها ناحيةِ أحدِ الصخورِ   بكلِ خفةٍ رفعتْ نفسها وكأنها حورية قامتْ بعصرِ شعرها الأسودِ كسوادِ اليلْ  

 بعدُ ذلكَ بدأتْ تتسلقُ باقيَ الصخورِ كيْ تصلَ إلى برِ الأمانِ وفيٍ وقتما كانتْ كذلكَ  لاحظتْ شيئا دافئا على جبينها   لتصدرِ فحيحِ أفعى بينما تمررُ أناملها على المكانِ الذي كانَ يلسعها

 _ اللعنة أنا أنزفُ !

 بالطبعِ كانتْ لتتعرضَ لخدوشٍ   فالأمواجُ جذبتها بعنفِ إلى أحضانها غادرتْ ريمْ المكانِ ثمَ قادتْ نفسها نحوَ سيارتها   فتحتْ البابَ بسرعةِ حيثُ اندستْ بداخلِ المركبةِ لتقلعَ متوغلةً وسطَ الشوارعِ المكتظةِ وفيٌ وقتما كانتْ كذلكَ شعرتْ بدوارٍ   لكنها استمرتْ بقيادةِ السيارةِ وفي لحظةِ ما غيمةٌ بيضاءٌ حجبتْ عنها الرؤيةُ ثمَ أصوات أبواقِ السياراتِ ? بعدُ ذلكَ لمْ تشعرْ إلا بالمركبةِ وهيَ تقبلُ عمودَ الكهرباءِ حينها ارتفعتْ السيارةُ قليلاً ثمَ اصطدمتْ بالأرضِ الزلقةِ ? وبسببَ ذاكَ الاصطدامِ القويِ أغميَ على صاحبةٍ المقلتينِ الزجاجيتينِ في الحالِ .

من تاليف بن الدين منال / هوسي بها غير مجرى انتقامي من عائلتهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن