الثلاثون

52.6K 1.5K 91
                                    

••الفصــــــــل الثـــلاثـــــــون••

في قصر الشيطان...
منذ وصولها القصر وهي تجلس بالجناح الخاص بها الذي فتح سريعا قبل عودتها حتي تركها بلال نهائيا وجلس في غرفة مكتبه بالاسفل
رغم الإرهاق الذي يسيطر عليه إلا أن النوم لم يزوره ابدا كان يجلس علي أحد الارائك في المكتب واضعا يديه علي وجهه بارهاق من التفكير ليذهب عقله قليلا لتفكير أخري
منزل بسيط صغير مكون منه ومنها وفتاة صغيرة وتلعب أمامهم بمرح وزوجته تطهو طعاما شهيا أمامه وهو كعادته ينظر لها بتركيز
ينظر لها بعشق وتبادلها نظراته بعشق أشد
قبل أن يهمس باسمها يجدها تهمس بأسمه يريدها أن تشعر به كما يشعر بها هو
يعشقها لحد مجنون لكن هي لا تدرك ذلك... للأسف الشديد
يريد حبها..عشقها..يريد أن تهلوس بأسمه
وسيفعل ذلك وعد أنه سوف يفعل ذلك
كان يغمض عيونه بتعب ولكنه فتحها فجأة وهو يسمع صوت فتح الباب وخطوات هادئة تقترب منه حتي وصلت لمكان جلوسه
انتظر أن تقترب اكثر لكن بدل من ذلك هي قالت:-
_عايزه اتكلم معاك شوية
اعتدل في جلسته وأشار لها أن تقترب وهو يقول:-
_طيب قربي
اقتربت حتي جلست جواره ليسحبها نحوه سريعا ويسكنها بين احضانه وعلي إقدامه
حاولت أن تبتعد وهي تقول بضيق:-
_مش عايزه اقعد كدا انا
احتضنها اكثر وهو يقول:-
_بس انا مرتاح كدا
حاولت أن تبتعد مرة أخري ليقول بصوت يشوبه بعض العصبية:-
_اللي هتقوليه تقوليه انتي وكدا لكن لو هتقومي يبقي تاخدي الباب وراكي بالمرة وتطلعي فوق
تأففت من كلماته تلك وصمتت لثواني قبل أن تقول فجأة:-
_طيب انا عايزه اطلق...قلتها قبل كدا وبقولها تاني...علشان احنا مننفعش لبعض خالص
بلال ببرود شديد:-
_الاسباب
فريدة:-
_من غير اسباب...ببساطة انا مش عايزه اعيش معاك
بدأت ملامحه الشيطانية تظهر اكثر علي معالم وجهه
بينما اكملت هي:-
_انا مش طيقاك ولا طايقة   لمستك ..همستك ..صوتك.. انا مش عايزه ابقي مراتك يابلال
ابتسم بسمة سخرية يوجد بداخلها غضب اعمي:-
_حاجة بجد تضحك...مراتي مش عيزاني والله بجد شئ مفرح
احتضنها بقوة وكأنه يدخلها في سجن قوي يضغط عليها بقوة ليس حبا بل كأنه يثبت لها أنها له وفقط
ثم اقترب من اذنها هامسا بجوارها ببسمة غضب مخيف:-
_غريبة اني ابقي حلم كل بنت في مصر..وواحدة دخلت في براثن الموت برضاها علشان بس تقرب مني ...كل طالب شايفني قدوة...اعلي من أحلام اي حد أنه يفكر يقابلني..ومراتي
وضحك بسخرية متابعا حديثه:-
_مش طايقاني
فريدة بضيق من قربه هذا:-
_ابعد شوية مش عارفة اتنفس
بلال بنبرة تحذير:-
_والله
فريدة بتحدي:-
_ايوا مش قادرة اتنفس...علشان ماشمش ريحتك دي
ضغط علي أحدي ذراعيها بقوة شديدة وهو يتك علي أسنانه بعنف هامسا من بينهم:-
_حد قالك انك مستفزة..مستفزة لدرجة أنك هتندمي علي كلامك الزبالة دا دلوقتي
فريدة بتحدي أشد:-
_هندم ازاي
جذب رأسها اتجاه عنقه ورفعها قليلا إليه حتي كانت أنفها بين ثنايا عنقه وهمس بجوار اذنها ببسمة خبث:-
_هنشوف هتفضلي كاتمة نفسك لامتي
صمت ثم تابع:-
_انا بحب اتنفس ريحتك...ودلوقتي انتي هتعملي دا معايا حتي لو غصب...يا...ريدا
ظلت كاتمة نفسها لوقت طويل ربما وهو مبتسم بخبث وهو يمسك خصلاتها بقوة بعض الشئ بحيث يثبتها ناحية عنقه كي لا تتحرك
حتي تنفست اخيرا بعمق وهي تشهق فقد كادت انفاسها أن تتوقف كليا لتظل تتنفس لفترة بصوت عالي بين ثنايا عنقه أنفاسها دغدغت مشاعره قبل بشرته فنعكس ذلك علي ملامح وجهه المبتسمة بعبث ومكر شاب مراهق وليس رجل ثلاثيني
بعد ثواني هتفت بضيق:-
_ابعد
بلال:-
_انتي اللي لازقه فيا مش انا علي فكرة
طالعته بحنق وهي تحاول أن تبتعد عنه بقوة وعنف وهو يشتد من محاوطته لها اكثر
فريدة بضيق:-
_الله...ابعد بقي مينفعش كدا
بلال ببسمة خبث:-
_ودا مينفعش ليه...واحد ومراته أية اللي بيحصل بينهم غير كدا
مع آخر كلماته غمز لها بعبث شديد
فريدة:-
_طيب بص انا عايزه اقابل ريما
أجابها بهدوء:-
_بكرة
فريدة بعناد:-
_لا انا عايزه اروح دلوقتي
بلال بصوت عالي قليلا:-
_انا قلت بكرة..يبقي خلاص مسمعش صوت
فريدة بصوت عالي أيضا:-
_لا دا كان زمان يابابا لما كنت بخاف فبقول حاضر وماشي لكن دلوقتي هروح يعني هروح
هتفت تلك الكلمات بشراسة غير معهودة ليقول هو:-
_واية اللي اختلف دلوقتي عن زمان...حبتيني مثلا
فريدة بنفي:-
_لا طبعا حب أية اللي بتحكي عنه...انا الأول كنت حاسة بتشتت ومش فاهمة حاجة من اللي بتحصل او بمعني اصح حاجات كتير حصلت في مرة واحدة لكن دلوقتي بقي انا هعرف اتعامل معاك ازاي يابلال ياعز الدين
بلال ببسمة مخيفة:-
_طيب الافضل تكملي معايا بالطريقة الأولي يافريدة علشان انا مبحبش التحدي واللي بيتحداني بيخسر...بيخسر كتير...انا يوم ما ضربتك كنت بعطيكي فقط فكرة عن اللي ممكن يحصل فيكي..حتي السجن دا كان فقط مجرد قرصة ودن يعني مش بتعمل حاجة انا عاقبتك كمراتي...مش عاقبتك علشان انا بلال..لان لو كنت عاقبتك علي اني انا بلال مكنش هيكفيني اني اعلقك  في المروحة واخليها تلف بيكي وانا هكون مبسوط وانا بتفرج الحقيقة...مبسوط جدا كمان
فريدة بضيق:-
_علي فكرة انت كلام بس
ظهرت امرأت الغضب علي وجهه وهو يقول:-
_كلام بس.....طيب تعالي امثلك كلامي عملي ياروحي
•••••••••••••••••••••••••••••••
الساعة الثامنة ليلا تماما
كانت تجلس سالي عند أميرة ومعها امير أيضا فبعد مقابلته مع بلال وأخباره بما حدث بالتفصيل وبعثه هو لأحد الصحائف الهامة لنشر الموضوع في صفحات الصباح الباكر وعودته لهنا وهو جالس صامت يراجع أفكاره وأحواله
كانت أميرة تحدث عبد الرحمن علي الهاتف وكان الإكلام بينهم عبارة عن...
عبد الرحمن:-
_الموضوع طلع كبير اوي...انا متوقعتش كدا ابدا
اميرة وهي تتنهد بتعب بسبب الساعات الطويلة التي عاشتها في رعب:-
_ولا انا...فريدة مكنش يظهر علي شكلها انها تكون كدا ابدا...ولا حتي بلال
عبد الرحمن ببسمة:-
_المهم ان كل حاجة كويسة يابنتي...الواحد كان خايف ميرجعوش والله
اميرة بخوف وهي تتذكر كل الافكار السيئة التي كانت تسيطر علي رأسها في تلك الساعات المشئومة:-
_وانا والله..الحمد لله علي كل حال
عبد الرحمن:-
_طيب هااا وبعدين
اميرة بعدم فهم:-
_وبعدين أية
عبد الرحمن:-
_ايو رأيك نتجوز مع امير...مش بس نخليه كتب كتاب
اميرة برفض:-
_لا لا مش هينفع نتجوز معاهم
تدخلت ريما فورا حتي فزعت أميرة فهي كانت تظن أنها لا تسمع لكلماتها لخفض صوتها هذا الذي كانت تتحدث به:-
_تصدق ياعبد الرحمن فكره حلوة...نتجوز كلنا مع بعض كدا...كانت ناقصه فريدة الجوازة دي
فتحت أميرة الاسبيكر مع اقترب امير من مجلسهم اكثر وقالت:-
_محسساني اني موافقة وانتي بتقولي كانت ناقصة فريدة الجوازة دي
عبد الرحمن:-
_وانتي رافضه لية بس...يابنتي مش خايفة تعنسي
ضحكت ريما عاليا هي وامير علي كلماته
بينما شهقت أميرة بقوة وهي تقول:-
_اعنس...دا انا مفيش في جمالي اتنين يابابا...دي عيوني السودا دي حلم نص بنات مصر انها تبقي عندها زيها
ضحك عاليا وهو يقول:-
_متتغريش اوي كدا...علي كل حال انا عارف اصلا أن مفيش منك اتنين ياقمر
امير بضحك:-
_انا هنا يااستاذ
عبد الرحمن بغضب مصطنع:-
_الهانم فضحاني علي الملا كدا
ليضحك الجميع علي كلماته تلك لتمسك هي الهاتف وتضغط علي زر ليرجع الصوت كما كان مع قوله:-
_بحبك يااميرة حياتي
هتفت بخجل شديد وصوت هامس ضعيف:-
_وانا كمان بحبك
بينما اقترب امير من اذن ريما وقال ايضا بهمس بجوار اذنها:-
_انا قلتلك قبل كدا اني بحبك
ابتسمت بسعادة وهي تنظر له تعلم بحبه هذا حتي لو كان بمقدار بسيط لكن هتفت ببعض الدلال:-
_لا مقلتش
ليبتسم وهو يتابع:-
_طيب بحبك يافريــ...ياريما
لتبتسم وهي تظهر علي ملامحها انها لم تلاحظ نطقه لفريدة وهي تقول:-
_وانا بعشقك
لياتي صوت أميرة قائلة:-
_اجيب اتنين لمون ولا برتقان ياعصافير الكناري انتوا

في الشقة المقابلة كانت سعاد تجلس وبجوارها فيروز التي كانت ملامحها تظهر عليها الإرهاق البالغ والحزن
كانت تواسيها بكلماتها البسيطة منذ زمن والاخري فقط تستمع دون رد فعل علي وجهها
كانت تشعر بتمزيق روحها بداخلها
ابنتها دوما كانت تعرض نفسها لخطر...لخطر قد يؤدي بحياتها في اي وقت...وهي لا تشعر بذلك
صمتت وهي تراها تتزوج غصبا والان ابنتها ترفض أن تقابلها وهي ايضا صامته حزينة لا يخرج منها اي رد فعل
هتفت سعاد تلك المرة بغضب:-
_ما تبطلي نكد بقي يافيروز..احمدي ربك انها دلوقتي بخير..دا انتي مفروض تكوني فخورة بنفسك وبـ بنتك..وانك اصلا عندك واحدة زيها... بنتك عملت حاجات مفيش حد قدر أو هيقدر يعملها...ومتخفيش انتي عارفة فريدة كويس يومين ولا حاجة وهتلاقيها جاية تعيط في حضنك
كفاية بقي نكد وتعالي نسمع المسلسل..اشتغل من عشر دقايق وانا مش عارفة أسمعه بسببك

كلماتها كانت كـ أمل خرج بها من الظلام ولكن اخر كلماتها تلك كانت الحد الفاصل بينها وبين الحزن حيث خرجت منها ضحكات عالية بسبب تلك الكلمات التي خرجت من فم شقيقتها الكبري
سعاد وهي تنظر لضحكاتها:-
_ايوا كدا اضحكي خلي الـ...استني كدا في أغنية والله سمعتها من يومين كان فيها كلمات شبة كدا...أية ياربي أية ياربي...ايوا افتكرت..
( يا اللي شمس الدنيا تطلع لما تطلع ضحكة منك..حسي بالناس الغلابة اللي زيي بعد اذنك )
(للمغني/احمد جمال)
•••••••••••••••••••••••••••••••
يامامي مش هشيب (هشرب)لبن انا...انا مش بحب اللبن...طعمه وحش اوي
هتفت تلك الكلمات وتين التي كانت تركض حول طاولة الطعام وخلفها ميرا التي كادت تبكي من غيظها بسبب تصرفات وتين المشاكسة
لتهتف ميرا بعصبية ام مصرية:-
_تعالي هنا ياوتين
هتفت الاخري بتزمر:-
_ومش هتخليني اشيب (اشرب) اللبن صح
ميرا:-
_لا هتشربيه
وتين برفض:-
_يامامي...
ميرا بعصبية:-
_هتيجي ولا هَلَبس الشبشب اللي في رجلي دا في وشك
وتين بتأفف:-
_اووف خلاص جاية اهو
ثم أكملت بهمس بداخلها:-
_مامي الظالمة
ميرا وهي بترفع أحد حاجبيها بأستنكار:-
بتقولي أية ياهانم
وتين ببراءة:-
_بقول اونكل معتز هيتجوزك أمتي يامامي
ميرا بهيام عندما جاء اسمه أمامها:-
_قريب...قريب اوي ياوتين
••••••••••••••••••••••••••••••
خرج صوتها صارخا في جميع انحاء القصر وهي تسبه وتلعنه وتهتف بصوت صارخ حاد:-
_انت بتعمل أية يامجنون انت...نزلني يابلال وبطل جنون
هتف ببرود تام:-
_لا مش هنزلك...هخلي المروحة تلففك حوليها يافريدة

يتبع..
رأيكم..
كالعادة هقول وقفت هنا علشان التشويق
البيه هيخلي المروحة تلف بيها فـ ياتري هيحصل اية؟
التفاعل يزيد هنزل بارتين في اليوم وكمان تلاتة
او بمعني اصح توعدوني لما انزل كذا بارت التفاعل يكون علي الكل...

رواية العشق بطريقة الشيطان بقلم..زينب سميرOnde histórias criam vida. Descubra agora