إقفزي .. إقفزي.. إقفزي.. إقفزي ..
أصوات صائحة تردد صداها مسبباً الطنين في أذني ، تطالبني بالقفز بينما ينظرون إليّ من الاسفل و يهتفون بحماس .
أعتقد أني مررت بلحظة خمول او أن الرعب قد شلّ تفكيري في تلك اللحظة بينما أخذ جسدي بالارتعاش ، حتى ان عضلات قدمي لم تقوى على حملي اكثر من ذلك ، رغم ذلك حاولت الصمود و البقاء متوازنة فوق سياج سطحٍ يبلغ ارتفاعه أربعة طوابق .
ملأت الجروح و الكدمات الخفيفة وجهي إلى أن الخوف الذي أشعر به انساني الم تلك الجروح فما سأقدم عليه لن يجعلني أتألم بعد الان إطلاقاً ، رفعت قدمي لأحطها في الهواء إستعداداً للانصياع لهتافهم مغمضة عيني تقبلاً لمصيري المحتوم .
دفعت بجسدي الى الامام في حين علت تلك الاصوات الحماسية أكثر و أكثر فهم سيرون سقوط فتاة من طابق الرابع و هذا شيء لا يتكرر كل يوم ........ لم تعد اذناي تسمعان اي صوت و اكتسى الظلام داخلي منتظرة ارتطام جسدي بالارض! .
كل شيء بات مظلماً في لحظة ، هل هذا هو الموت؟
شهقت بأعلى صوتي لاستيقظ مفزوعة ، هلعة و نبضات قلبي تكاد تتردد بين جدران غرفتي الصامتة ؛ جلست بسرعة و وضعت يدي على صدري بينما اخذت الهث في ذعر شديد ... ثم أمسكت برأسي الذي كاد يقتلني بصداعه ....
مرت لحظات و انا ما ازال جالسة على السرير حتى هدأت انفاسي و قل إضطراب قلبي ، كانت الغرفة مظلمة جداً و كأن الشمس لم تشرق فإلتفت الى ساعة الرقمية الموضوعة على منضدة بجانب سريري ، انها مزالت الخامسة و نصف صباحاً .....
جذب انتباهي التاريخ المكتوب فوق الساعة فإبتسمت بسخرية رغماً عني و قلت :
- هه! .... لان ايقنت ان عقلي دقيق مثل هذه الساعة حتى لا يفوت فرصة تذكيري بهذا الكابوس في نفس الوقت من كل سنة!
مع ان الساعة ماتزالت مبكرة و قد كان بإمكاني العودة الى النوم لكني بدل ذلك ضغطت على زر الساعة حتى اللغي المنبه و نهضت من على السرير بخمول.
فتحتُ الستائر اولاً ليدخل نور القمر الباهت الى الغرفة الموحشة كان نوره الازرق يضيء المكان فلم احتج للمصابيح لرؤية موضع قدمي ؛ استدرت متجهة نحو الحمام حتى أستحم.
ارتدتَ ثياب المدرسة المكونة من تنورة قصيرة بالون الاسود الغامق تتخللها من الاسفل خطين ابيضين و بلوزة بيضاء ذات ازرار ذهبية مع ربطة عنق سوداء و كذلك لا ننسى السترة السوداء بنفس لون التنورة تحمل شعار المدرسة المنقوش باللون الذهبي ..
طالعت نفسي في المرآة و انا ارتب هندامي ، ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتاي لان شكلي يبدي و كأنني ذاهبة للى جنازة لا للمدرسة بعد التفكير لا فرق بينهما البته ...
YOU ARE READING
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...