دخلت زينب غرفتها ، رمت حجابها بغيض فتناثرت خصلات شعرها ثائره كصاحبتها ، تمعنت بالمرآه ، وهي تتمنى لو تهشمها ، رن هاتفها ، لقد وصلتها رساله ، فتحتها ( تصبحين على خير ، هذا رقمي ، مقداد )، رمت الهاتف بغضب ، ليلتها لم تستطع النوم ، كانت تتقلب على جمر الرفض والغضب ، ولا يطفئ لهيب جمرها الا وجه والدها الحبيب وفرحته بها ، لم يخرجها من شجونها الا صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر ، قامت متثاقله ، منهكه ، توضأت ووقفت امام رب العالمين ، بثته شجونها ، مخاوفها ، احباطها ، ركعت وسجدت ودموعها تبلل سجادتها ، رفعت كفين مرتجفين ، سألت الله تعالى ان ينير لها دربها ، ان يخرجها من هذه الحيره ، لم تتجرأ ان تطلب من الله ان يرزقها حب مقداد ، بدت متردده تجاه هذه الدعوة ، شي في روحها كان يتهيب ان يشارك هذه العاطفه مع هذا الانسان ، امسكت مسبحتها وبدأت تردد تسبيح الزهراء عليها السلام ، الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، بدأت تشعر بخدر يسري في اطرافها ، الحمدلله الحمدلله الحمدلله ، استندت على طرف كرسي بغرفتها واغلقت جفنيها بإنهاك ، سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، اقتربت من اكمال دورة المسباح ، ومع آخر حبة ، استسلمت لنوم عميق ، لعلها تستيقظ منه على الفرج .
تتالت الايام رتيبه ، ما بين دعوات مقداد التي تتهرب منها ، وما بين زياراته لمنزلها ، كان والدها يرحب به بحب ، يحتضنه كأنه ولده ، ويقبل مقداد رأسه كأنه والده ، كثيرا ما فاجأتهما يتحدثان سرا ويصمتان عند دخولها ، ادهشتها هذه العلاقه بينهما ، المضحك ان والدها كان يوصيها بمقداد خيرا ، لا العكس ، وكان هذا يثير غيظها ويشعل نار غضبها .
كان والدها يصر ان يتم الزفاف قريبا ، خاصة ان شهر محرم على الابواب ، وكانت زينب تتهرب وتضع الاعذار ، ولكن رغبة والدها كانت نافذه ، قرر ان يتم زفافهما بعد عيد الاضحى ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق ، ولكن ما لم يحسب الحاج ابراهيم حسابه وقع ، يومها كانت زينب في المنزل ، تشاهد التلفاز ، قُرع الجرس ، ونادتها الخادمة ان السيد مقداد على الباب ، تململت ، وقامت اليه ، همست( نعم ) ، قال ( ارتدي حجابك وعباءتك وتعالي معي )، يا لجرأته ، ارادت ان ترد عليه ولكن تهدج صوته وغيمة الحزن التي علت وجهه جعلتها تتوقف ، رددت بتوجس( ماذا حدث؟؟ )، نظر للحائط وهمس( عمي الحاج ، تعب قليلا ونقلناه المستشفى ) ، ( كاذب انت يا مقداد ) همست وهي تهرول لغرفتها ، كانت تعرف جيدا ان من لا ينظر لعينيك كاذب ، مقداد يكذب ،لأول مرة يبعد عينيه عن عينيها ، مقداد يكذب، ماذا حدث لوالدها ؟؟ كالمجنونه ارتدت ثيابها ، ولحقت بمقداد الذي التزم الصمت وهو يندفع بسيارته كالمجنون .
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...