البارت ٤

808 42 1
                                    

دخلت زينب غرفتها ، رمت حجابها بغيض فتناثرت خصلات شعرها ثائره كصاحبتها ، تمعنت بالمرآه ، وهي تتمنى لو تهشمها ، رن هاتفها ، لقد وصلتها رساله ، فتحتها ( تصبحين على خير ، هذا رقمي ، مقداد )، رمت الهاتف بغضب ، ليلتها لم تستطع النوم ، كانت تتقلب على جمر الرفض والغضب ، ولا يطفئ لهيب جمرها الا وجه والدها الحبيب وفرحته بها ، لم يخرجها من شجونها الا صوت المؤذن ينادي لصلاة الفجر ، قامت متثاقله ، منهكه ، توضأت ووقفت امام رب العالمين ، بثته شجونها ، مخاوفها ، احباطها ، ركعت وسجدت ودموعها تبلل سجادتها ، رفعت كفين مرتجفين ، سألت الله تعالى ان ينير لها دربها ، ان يخرجها من هذه الحيره ، لم تتجرأ ان تطلب من الله ان يرزقها حب مقداد ، بدت متردده تجاه هذه الدعوة ، شي في روحها كان يتهيب ان يشارك هذه العاطفه مع هذا الانسان ، امسكت مسبحتها وبدأت تردد تسبيح الزهراء عليها السلام ، الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، بدأت تشعر بخدر يسري في اطرافها ، الحمدلله الحمدلله الحمدلله ، استندت على طرف كرسي بغرفتها واغلقت جفنيها بإنهاك ، سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، اقتربت من اكمال دورة المسباح ، ومع آخر حبة ، استسلمت لنوم عميق ، لعلها تستيقظ منه على الفرج .
تتالت الايام رتيبه ، ما بين دعوات مقداد التي تتهرب منها ، وما بين زياراته لمنزلها ، كان والدها يرحب به بحب ، يحتضنه كأنه ولده ، ويقبل مقداد رأسه كأنه والده ، كثيرا ما فاجأتهما يتحدثان سرا ويصمتان عند دخولها ، ادهشتها هذه العلاقه بينهما ، المضحك ان والدها كان يوصيها بمقداد خيرا ، لا العكس ، وكان هذا يثير غيظها ويشعل نار غضبها .
كان والدها يصر ان يتم الزفاف قريبا ، خاصة ان شهر محرم على الابواب ، وكانت زينب تتهرب وتضع الاعذار ، ولكن رغبة والدها كانت نافذه ، قرر ان يتم زفافهما بعد عيد الاضحى ، وبدأت التجهيزات على قدم وساق ، ولكن ما لم يحسب الحاج ابراهيم حسابه وقع ، يومها كانت زينب في المنزل ، تشاهد التلفاز ، قُرع الجرس ، ونادتها الخادمة ان السيد مقداد على الباب ، تململت ، وقامت اليه ، همست( نعم ) ، قال ( ارتدي حجابك وعباءتك وتعالي معي )، يا لجرأته ، ارادت ان ترد عليه ولكن تهدج صوته وغيمة الحزن التي علت وجهه جعلتها تتوقف ، رددت بتوجس( ماذا حدث؟؟ )، نظر للحائط وهمس( عمي الحاج ، تعب قليلا ونقلناه المستشفى ) ، ( كاذب انت يا مقداد ) همست وهي تهرول لغرفتها ، كانت تعرف جيدا ان من لا ينظر لعينيك كاذب ، مقداد يكذب ،لأول مرة يبعد عينيه عن عينيها ، مقداد يكذب، ماذا حدث لوالدها ؟؟ كالمجنونه ارتدت ثيابها ، ولحقت بمقداد الذي التزم الصمت وهو يندفع بسيارته كالمجنون .

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now