البارت ٢٨

488 33 1
                                    

(بابا..بابا ) ، تهتف زينب ، يبتسم الحاج بحب ، ( بابا.. هل انت راض علي ؟؟ ) ، تتسع ابتسامة الحاج ابراهيم ينظر لعيني زينب ثم يمد يده بجيبه يخرج وردة حمراء ، ينحني ويزرعها في الارض ، تورق الزهره الجميله . ( زينب.. زينب ) ، تفتح زينب عينيها ، تنظر حولها ام احمد تناديها .. تجلس وهي تستوعب .. كانت تحلم بوالدها الحاج ابراهيم .. ترى ماذا يقصد بالزهره الحمراء التي زرعها ؟؟.. اللهم اجعله خير ..تهمس ام احمد بحب ( كيف حالك اليوم .. هل تستطيعين اكمال الرحله؟؟ ) ابتسمت زينب وهمست ( انا بخير وعافيه .. الحمدلله .. هل ننطلق الآن؟ ) ، هزت ام احمد رأسها واخبرتها انها خرجت للصلاة فوجدت مقداد ينتظرهم بالخارج ، سيصلون وينطلقون ..
كان مشيهم هذه المره حثيثا ،،لابد ان يعوضوا الوقت الذي فاتهم ، وكم ادهشهم نشاط ام احمد ، بدت لهم انسانه اخرى ، تشد خطواتها وتردد ( حبيبي يا حسين .. نور عيني يا حسين ) ، فجأه التفتت ام احمد لمقداد وقالت له ( مقداد.. الا تجيد انشاد قصيده عن الحسين ؟؟) بحرج قال مقداد ( ولكن صوتي..) هتفت ام احمد ( صوتك جميل يا ولدي .. هيا عطر اسماعنا ) همست زينب تشجعه ، تنحنح وابتسم ..اغمض عينيه وكأنه يسترجع الكلمات .. نظر للطريق وبدأ ينشد .. بدا صوته شجيا حنونا .. كان ينشد عن السيده زينب .. الغريبه .. الوحيده دون اخوتها.. وحيدة في درب السبي .. تحمل هم الايتام .. لا يؤنس وحدتها الا نظرات رأس اخيها المقطوع .. انهمرت دموع زينب رحمة بهذه السيده الجليله ، كم دللها ابوها واخوتها ، ما اصعب رحلتها في الحياة بعدهم ، شعرت بانها تقترب من السيده زينب ، تحتضنها ، تواسيها ، ها انا امشي على دربك مولاتي ، اشعر بقدميك تتألمان ، اشعر بأنفاسك المتلاحقه ، ليتني كنت معك لأبعد الشوك عن دربك ، زينب ، اي قصة إباء وكرامة ،شعرت زينبنا بتوحدها مع زينب الوجود ، انتهت كلمات القصيده ، ولم يبق سوى نشيج ام احمد وزفرات زينب ، وصدى صوت مقداد ، مسحت زينب دموعها وهمست ( عطر الله انفاسك .. لم اكن اعلم ان صوتك بهذا الجمال ) ، ابتسم مقداد وقال( الحمدلله .. ليس بهذه الدرجه .. ولكن سمو ارواحكم والاجواء جعلتكم تتفاعلون مع كلمات القصيده ) ، نظرت ام احمد له بعطف ورددت( حفظكما الله يا ولداي .. حفظكما الله واتم عليكما فضله .. ورزقكم الله الذريه الصالحه ) احنت زينب رأسها خجلا وابتسم مقداد وردد( الله يسمع منك يا خاله ).. التفت لزينب مبتسما ، وزينب تذوب حياء .. ترى ماذا تخبئ لهما الرحله؟؟

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now