البارت ١٩

515 35 1
                                    

في النجف كان يرقد جسد امير المؤمنين عليه السلام ، اما الكوفه فهي التي تحمل عبق انفاسه الطاهره وآثار خطواته المباركه ، في كل زاويه من زوايا مسجد الكوفه قصة وحكايه ، تدخل المسجد فيخيل لك ان تاريخ البشريه مر من هنا ، انبياء اختاروا ان يتركوا بصمتهم في هذه البقعه الكريمه ، تنظر للمحراب ، وتعود بذاكرتك لتلك الليله الداميه ، اغمضت زينب عينيها فسمعت الصوت يشق عنان السماء " فزت ورب الكعبه ". خرج الجميع متجهين لبيت الامام علي الذي لايزال في مكانه ، مع كل خطوة كانت زينب تتخيل الهاشميين وهم يحملون الامام علي عليه السلام ، وقد تعرض للضربة المشؤومه ، يركضون به لبيته واسرته وعندما اقتربوا من بيته امرهم ان ينزلوه من على اكتافهم حتى لا ترتعب ابنته زينب عليها السلام عندما ترى الجبل الاشم محمولا على الاكتاف ، يا لعظمتك انسانا واباً يا علي ..
البيت المبارك ، بسيط ، غُرَفَه الصغيره ضيقه ، حتى لتشعر بالخجل من بيوتنا التي تفيض بالكماليات ونتملل منها ، عند اعتاب البيت وجدت زينب مقداد جالسا يتأمل ليل الكوفه، جلست بجانبه اشار لها الى طرف الكوفه وقال ( هناك النجف .. تخيلي زينب الامام الحسن والامام الحسين عليهم السلام وهما يحملان جسد ابيهما ليدفناه هناك ) ، باستغراب همست زينب ( المسافه طويله! ) ، هز مقداد رأسه موافقا وقال ( لابد ان الامر كان اعجازيا ، سبحان من بيده مقاليد الامور ) الهواء البارد يثير رجفة جميله في الاجساد ، يبتسم مقداد ويهمس ( زينب.. كثيرا ما دعوت الله ان يبارك لي في اسرتي المستقبليه وانا في هذا المنزل المبارك الذي اجتمعت به أسرة امير المؤمنين ومارست به دورها الانساني الرائع ) احنت زينب رأسها بخجل وقد فهمت مقصد مقداد الذي همس بحب ( اليوم تيقنت ان الله استجاب لي دعواتي ) ، من بعيد ارتفع صوت صاحب الحمله يدعو الزوار لركوب الباص ، سيعودون للفندق بالنجف ، فغدا سينطلقون مشيا لابي عبدالله الحسين عليه السلام .

خطوات الأجنحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن