البارت ٣٨

476 34 1
                                    

حارب الحاج ابراهيم حتى لا تبقى زينبه وحيده بعد رحيله المنتظر ، ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد ، فهاهي زينب المدلله ، وحيده في درب المشايه ، تواسيها ام احمد ، يساعدها بعض من يعرف حكايتها ، ولكن كم من قلب وحيد بين المتزاحمين ، كانت تشعر بوحدة عظيمه ، لم تكن تشعر بالحشود حولها ، كرجل آلي تتحرك بحماس ، يحركها عهد قطعته لأبيها مرة ولمقداد مرة أخرى .. مقداد.. اين مقداد .. الافكار تتنازعها .. تطرد فكرة ان مكروها اصابه..( سأراه مرة أخرى ) ..تهمس لنفسها بأمل .. يارحمة الله الواسعه ..الاتصال الهاتفي بات معدوما .. ولكن.. باتت كربلاء قريبه جدا .. بدأ الطريق يعلن هزيمته امام خطوات المشايه .. بأي قلب تدخل كربلاء.. بقلبها النازف .. بروحها الجريحه .. بخاطرها المكسور .. اهذا قدر كل زينب؟؟.. تأملت وحدتها وتراءت لها زينب بنت علي .. غريبه .. وحيده .. تحمل في ذاكرتها ابتسامة اخ ترى راسه يلوح امامها ، لمسة أخ ترى كفيه مرميين امامها .. شباب كالورد ممزقين امامها .. زفرت بألم .. مجرد التخيل يخنقها .. هتفت يألم ( يا زينب .. كيف اكملتي سيدتي رحلتك ) .. بلا مقداد تبدو الرحله لها مستحيله .. بلا صوته الشجي.. ملاحظاته الثريه .. لمسته الحنونه .. هل سيعود لها مقداد؟؟ ان لم يعد فكيف ستكمل رحلة الحياة بدونه ( انا تزوجتك لأجل خاطر ابي ! ) ، تأملت زينب كلماتها .. يا لقسوتها وشدة بأسها .. كيف هان عليها ان تؤلم مقداد بهذه الكلمات ..( دخلت حياتنا فكنت شؤما علينا ) ..ياللقسوة .. دمعت عيناها ندما .. كم كانت قاسيه وكم كان صبورا .. ليت الزمن يعود بها فتمحي هذه اللحظات القاسيه التي لم تورثها الا الندم والحسره .. رفعت نظرها للسماء وهي ترجو الله ان يمنحها فرصة اخرى .. فرصة واحده تعوض بها ما دمره غرورها وقلة بصيرتها ..ومع دعائها ارتفع الهتاف بحماس وشوق ( هذه حدود كربلاء ) .. ( لبيك يا حسين ) .. ( لبيك يا حسين ) .. رفعت زينب صوتها فبدا متحشرجا بين دموعها وهتفت بشوق ( لبيك يا حسين)

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now