اليوم التالي كان مزدحما ، الكثير من الاماكن التي لا يمكن تفويتها ، في البدايه زار مقداد وزينب مقبرة وادي السلام ، كانت لحظات جديرة بالتأمل ، شواهد القبور الممتده ، وانت وحدك بينها ، تتساءل هل تستحق الحياة كل ما نفعله لاجلها ؟؟ تنظر للشواهد ، شيبا وشباب ، حصدهم الموت دون اعتبار لعمر ، سنوات قديمة والارض تستقبل اجسادا هامده ، ولا تزال تهتف هل من مزيد ، للموت رهبة تتجسد في مقبرة وادي السلام ، حيث تشعر انك بروحك التي بين جنبيك ،
انت الغريب في عالم الاموات المترامي حولك ، كان بجانبهم احد حفاري القبور ، شيخا طاعنا بالسن تنهد وقال بصوته المبحوح ( لقد أصبحنا نحفظ تاريخ العراق من خلال الموتى ،انتهى عراق الطاعون وعراق صدام في حروبه الكارثية على إيران والكويت وإعداماته، ونحن الآن في عراق الإرهاب والسيارات المفخخة ) ، تبادل مقداد وزينب النظرات ، ما أقسى ان يتحول الموت لرزنامة تصنف ايامنا ، عند اطراف المقبرة تعود الحياة بضجيجها تقتحمك ، خرج مقداد وزينب وهما يرددان الفاتحه .
بعد الغداء ، انطلق بهم باص الحمله لمسجد السهله ، ان تزور بيت صاحب الزمان المستقبلي ،فذلك معناه ان الله رزقك اروع توفيق ، وقفت زينب في منتصف المسجد المبارك ، عند مقام الامام الصادق عليه السلام ،غريب امر المسجد ، بالرغم من عدد زواره وهمهماتهم ونداء اصحاب الحملات لينظموهم ، بالرغم من كل هؤلاء يبقى الهدوء سيد المكان ، معادله مستحيله لا يشعر بها الا من زار مسجد السهله، همس مقداد ( غدا .. سترين الجموع تزدحم على باب صاحب الامر تستأذن لتتشرف برؤيته ) ، همست زينب ( اللهم عجل فرجه الشريف ) ،انتهوا من أعمال مسجد السهله ، هل كانوا يصلون ام يحلقون ؟ فقط قلوبهم تعرف الاجابه ، والان الى المحطه الاخيره ، مسجد الكوفه ، وما ادراك ما الكوفه ، ولكن تلك حكاية اخرى.
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...