البارت ١٨

546 35 1
                                    

اليوم التالي كان مزدحما ، الكثير من الاماكن التي لا يمكن تفويتها ، في البدايه زار مقداد وزينب مقبرة وادي السلام ، كانت لحظات جديرة بالتأمل ، شواهد القبور الممتده ، وانت وحدك بينها ، تتساءل هل تستحق الحياة كل ما نفعله لاجلها ؟؟ تنظر للشواهد ، شيبا وشباب ، حصدهم الموت دون اعتبار لعمر ، سنوات قديمة والارض تستقبل اجسادا هامده ، ولا تزال تهتف هل من مزيد ، للموت رهبة تتجسد في مقبرة وادي السلام ، حيث تشعر انك بروحك التي بين جنبيك ،
انت الغريب في عالم الاموات المترامي حولك ، كان بجانبهم احد حفاري القبور ، شيخا طاعنا بالسن تنهد وقال بصوته المبحوح ( لقد أصبحنا نحفظ تاريخ العراق من خلال الموتى ،انتهى عراق الطاعون وعراق صدام في حروبه الكارثية على إيران والكويت وإعداماته، ونحن الآن في عراق الإرهاب والسيارات المفخخة ) ، تبادل مقداد وزينب النظرات ، ما أقسى ان يتحول الموت لرزنامة تصنف ايامنا ، عند اطراف المقبرة تعود الحياة بضجيجها تقتحمك ، خرج مقداد وزينب وهما يرددان الفاتحه .
بعد الغداء ، انطلق بهم باص الحمله لمسجد السهله ، ان تزور بيت صاحب الزمان المستقبلي ،فذلك معناه ان الله رزقك اروع توفيق ، وقفت زينب في منتصف المسجد المبارك ، عند مقام الامام الصادق عليه السلام ،غريب امر المسجد ، بالرغم من عدد زواره وهمهماتهم ونداء اصحاب الحملات لينظموهم ، بالرغم من كل هؤلاء يبقى الهدوء سيد المكان ، معادله مستحيله لا يشعر بها الا من زار مسجد السهله، همس مقداد ( غدا .. سترين الجموع تزدحم على باب صاحب الامر تستأذن لتتشرف برؤيته ) ، همست زينب ( اللهم عجل فرجه الشريف ) ،انتهوا من أعمال مسجد السهله ، هل كانوا يصلون ام يحلقون ؟ فقط قلوبهم تعرف الاجابه ، والان الى المحطه الاخيره ، مسجد الكوفه ، وما ادراك ما الكوفه ، ولكن تلك حكاية اخرى.

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now