البارت ٣٣

462 32 1
                                    

ارتفع صوت اذان المغرب معلنا بداية الهدنه مع الطريق ، بدأ المشايه يتوزعون في نقاط الاستراحه واستقبال الزوار ،لم ينس مقداد وهو يتجه لغرفة الرجال ان يوص زينب وام احمد برفع أرجلهم للأعلى لترتاح اقدامهم ، الصلاة فالعشاء الخفيف ، ثم توسد المخدات الموزعه هنا وهناك والاستسلام لنوم عميق ، غطت ام احمد بالنوم بسرعه ، وارتفع صوت شخيرها ، المسكينة تبدو متعبه ، تأملت زينب النساء حولها ، منهكين معفرين بتراب السفر ،بعضهن يحتضن اطفالهن ، شعرت بالحاجه للذهاب للحمام ، تسللت للخارج حيث الحمام مدت يدها لتفتح الباب لتسمع صوت بكاء منبعث من الحمام ، توقفت وانصتت ، كانت امرأه تنتحب وتهمس بصوت مبحوح ( ويلي .. ويلي .. مصيري لجهنم .. مصيري لجهنم ) طرقت زينب الباب وهمست ( هل تحتاجين لمساعده؟؟ ) ، فُتح الباب واذا بها تلك المرأه التي اشبعها زوجها ضربا ، فتحت الباب مفزوعه وانطلقت تركض كالمجنونه ، لم تنتبه لحجر كبير يعترض طريقها ، تعثرت وهوت على الارض ، ركضت لها زينب واحتضنتها وهي تبسمل عليها ، انطلقت المرأه في نوبة بكاء هستيري ، احتضنتها زينب بقوة وهي تهمس بأذنها ( اهدئي .. لم يحدث شئ .. اهدئي ) ، بدأت السيده تهدأ وان استمرت شهقاتها الاليمه ، احتضنت زينب كطفل في حضن امه ، بحنان مسحت زينب على رأسها وهمست( ما بك يا اخيتي .. اذكري الله .. هل استطيع مساعدتك.. ) نظرت السيده حولها برعب وهمست بصوت مبحوح( اين هو؟؟ ) فهمت زينب وقالت لها ( لا احد سوانا هنا ، هل هو زوجك؟؟ ) ،هزت رأسها برعب وهمست ( سيذبحني لو عرف اني تكلمت ) ، نظرت لزينب ، قربت شفتيها من اذن زينب وهمست بصوت كالفحيح( اهربي... ) ، يبدو انها حقا مجنونه ، هكذا فكرت زينب ، همست زينب ( تعالي معي لترتاحي في الداخل )، تعلقت بها السيده وهمست ( لا .. لا تذهبي .. تعالي نهرب .. تعالي معي .. لا فائده .. لا فائده .. هيا قبل ان ..) سكتت وهي تتلفت حولها برعب ، سألتها زينب بقلق( قبل ان ماذا ؟؟ ) ، احتضنت السيده الغريبه زينب ودست راسها في عنق زينب وهمست بأذنها برعب ( قبل ان يفجر نفسه ...)

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now