ارتفع صوت اذان المغرب معلنا بداية الهدنه مع الطريق ، بدأ المشايه يتوزعون في نقاط الاستراحه واستقبال الزوار ،لم ينس مقداد وهو يتجه لغرفة الرجال ان يوص زينب وام احمد برفع أرجلهم للأعلى لترتاح اقدامهم ، الصلاة فالعشاء الخفيف ، ثم توسد المخدات الموزعه هنا وهناك والاستسلام لنوم عميق ، غطت ام احمد بالنوم بسرعه ، وارتفع صوت شخيرها ، المسكينة تبدو متعبه ، تأملت زينب النساء حولها ، منهكين معفرين بتراب السفر ،بعضهن يحتضن اطفالهن ، شعرت بالحاجه للذهاب للحمام ، تسللت للخارج حيث الحمام مدت يدها لتفتح الباب لتسمع صوت بكاء منبعث من الحمام ، توقفت وانصتت ، كانت امرأه تنتحب وتهمس بصوت مبحوح ( ويلي .. ويلي .. مصيري لجهنم .. مصيري لجهنم ) طرقت زينب الباب وهمست ( هل تحتاجين لمساعده؟؟ ) ، فُتح الباب واذا بها تلك المرأه التي اشبعها زوجها ضربا ، فتحت الباب مفزوعه وانطلقت تركض كالمجنونه ، لم تنتبه لحجر كبير يعترض طريقها ، تعثرت وهوت على الارض ، ركضت لها زينب واحتضنتها وهي تبسمل عليها ، انطلقت المرأه في نوبة بكاء هستيري ، احتضنتها زينب بقوة وهي تهمس بأذنها ( اهدئي .. لم يحدث شئ .. اهدئي ) ، بدأت السيده تهدأ وان استمرت شهقاتها الاليمه ، احتضنت زينب كطفل في حضن امه ، بحنان مسحت زينب على رأسها وهمست( ما بك يا اخيتي .. اذكري الله .. هل استطيع مساعدتك.. ) نظرت السيده حولها برعب وهمست بصوت مبحوح( اين هو؟؟ ) فهمت زينب وقالت لها ( لا احد سوانا هنا ، هل هو زوجك؟؟ ) ،هزت رأسها برعب وهمست ( سيذبحني لو عرف اني تكلمت ) ، نظرت لزينب ، قربت شفتيها من اذن زينب وهمست بصوت كالفحيح( اهربي... ) ، يبدو انها حقا مجنونه ، هكذا فكرت زينب ، همست زينب ( تعالي معي لترتاحي في الداخل )، تعلقت بها السيده وهمست ( لا .. لا تذهبي .. تعالي نهرب .. تعالي معي .. لا فائده .. لا فائده .. هيا قبل ان ..) سكتت وهي تتلفت حولها برعب ، سألتها زينب بقلق( قبل ان ماذا ؟؟ ) ، احتضنت السيده الغريبه زينب ودست راسها في عنق زينب وهمست بأذنها برعب ( قبل ان يفجر نفسه ...)
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...