ذاب مقداد وزينب وام احمد بين الحشود والمواكب .. شاهدوا اعلاما من دول كثيره لم يتخيلوا مشاركتهم في المشايه، ان ترى الصين وكندا في كربلاء فهو امر يتجاوز التخيلات ، ولكن في درب الحسين لا مكان للقواعد والقوانين الوضعيه
هنا تتجلى الانسانيه ، فكلنا من آدم وآدم من تراب ، كانت زينب توزع نظراتها ، ولكن اشد ما بهرها وهزها من الاعماق رؤيتها لذلك المسيحي وهو يحمل صليبه ويسعى باجتهاد مع المشايه ، نظرت زينب لمقداد مستغربه فهمس مقداد ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ )، همست زينب( صدق الله العلي العظيم ) ، اكمل مقداد ( الوجود المسيحي نراه حاضرا بقوة في الوجدان الاسلامي بداية من الهجرة الاولى للمسلمين لأرض الحبشه المسيحيه ونهاية بسيدنا عيسى نبي المسيحيه وهو يصلي خلف مهدي هذه الأمه ) ، ردد الجميع ( عجل الله فرجه الشريف ) ، همست زينب ( حينها سيرى مسيحيوا العالم هذه الصلاة التاريخيه ، فيدخلوا في دين الاسلام افواجا ) اشار مقداد بطرف عينه للمسيحي الماشي للامام الحسين وقال ( اليوم يسير تدفعه عاطفته وهو يحمل صليبه ، غدا سيدفعه عقله واقتناعه بصاحب الزمان روحي فداه للتخلي عن الصليب ، والمشي قلبا وعقلا وعقيده لأبي الاحرار ) رفع مقداد يده محيا المسيحي ، الذي بادله التحيه وهتف ( يا حسين ) فهتفت الامواج البشريه ( يا حسين .. يا حسين ) ، امام حب الحسين تذوب الفوارق المذهبيه والطبقيه ، ما أعذب هذا الحب وأرقاه ، من بعيد لاحت استراحة جديده ، تراكض خدام الزوار بكؤوس الماء والشاي ، واطباق الطعام يخدمون الزوار ، ولكن زينب انزوت بصمت لاحظه مقداد ، الذي اقترب منها ليسألها ما الذي ألمّ بها .
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...