البارت ٢٥

514 35 1
                                    

بدأت زينب بالتعرف على النساء معها ، كان حديث ام احمد المليئ بالشجون كالمفتاح الذي فتح القلوب لتنثر آلامها على درب الحسين ، ابرار الشابه الخجوله اتت للزياره مع زوجها وطفلتها الصغيره زهره ، بعد سنوات من طلب الذريه نذروا إن رزقهم الله طفل ان يزوروا ابا عبدالله مشيا على الاقدام ، وتحقق العطاء الالهي ، وهاهم يدفعون طفلتهم بعربتها امام اعينهم ولسانهم يلهج بالثناء على الله تعالى ، ام حبيب وام هاني وام فيصل صديقات اعتدن ان يكن بركب المشايه كل عام ، تعرفن على بعضهن في اول رحلة لهن ، جمعهن حب الحسين واليوم يمشين للإمام للمرة الرابعه ويخططن للعام القادم بمشيئة الله ، كم غبطتهم زينب ، الكل كان يتحدث بشجن ، الا انفال ، لفتت انتباه زينب بصمتها ، تبتسم بحب للجميع ولكنها احتفظت بسرها بقلبها الصغير ، الكل لاحظ ذلك ولكن الجميع احترموا صمتها واكتفوا بالدعاء لها بقضاء الحاجات ، كان مقداد يراقب اندماج زينب بالمجموعه بسعاده ، فالصحبة الطيبه تخفف من عناء السفر ، الجميع احاط ام احمد بحب ، كانت خطوات الركب المبارك تفيض بالتراحم بينهم ، في فترة العصر ارتفع يشدو بقصيده تتحدث عن شوق المشايه للوصول للحسين ، بدا صوته شجيا عذبا وسط الطريق الممتد ، ارتعشت القلوب شوقا ودمعت العيون لهفة ولهجت الالسن بالدعاء له بالتوفيق والحفظ ، الشمس تقترب من الغروب ، ومن بعيد لاحت الاستراحه الاخيره لهذا اليوم ، ارتفع صوت التكبير مؤذنا لاقامة الصلاة ، الله اكبر الله اكبر ، بدت النساء للاستعداد للوضوء ، زينب تساعد ام احمد ، انفال تحمل زهره ريثما تتوضأ ابرار ، ام هاني تحمل عباءة ام حبيب ، ام فيصل تساعد صاحبة المنزل بفرش سجاجيد الصلاة ، الرجال مابين مستعد للوضوء ، ومتوضئ يرتعش من برودة الجو ، ومن بعيد ارتفعت رائحة الطعام اللذيذ ،( هنيئا لكم يا زائرين )، كانت صاحبة الاستراحه تردد بحب وهي تجهز طعام العشاء ، ( الله اكبر ) ، بدأت الصلاة .. للكعبه تتجه الوجوه ، والخطوات للحسين تسعى ، لم تعلم زينب ان استمرارها مع هذه المجموعه الطيبه امرا لم يقدره الله تعالى لها ...

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now