بدأت زينب بالتعرف على النساء معها ، كان حديث ام احمد المليئ بالشجون كالمفتاح الذي فتح القلوب لتنثر آلامها على درب الحسين ، ابرار الشابه الخجوله اتت للزياره مع زوجها وطفلتها الصغيره زهره ، بعد سنوات من طلب الذريه نذروا إن رزقهم الله طفل ان يزوروا ابا عبدالله مشيا على الاقدام ، وتحقق العطاء الالهي ، وهاهم يدفعون طفلتهم بعربتها امام اعينهم ولسانهم يلهج بالثناء على الله تعالى ، ام حبيب وام هاني وام فيصل صديقات اعتدن ان يكن بركب المشايه كل عام ، تعرفن على بعضهن في اول رحلة لهن ، جمعهن حب الحسين واليوم يمشين للإمام للمرة الرابعه ويخططن للعام القادم بمشيئة الله ، كم غبطتهم زينب ، الكل كان يتحدث بشجن ، الا انفال ، لفتت انتباه زينب بصمتها ، تبتسم بحب للجميع ولكنها احتفظت بسرها بقلبها الصغير ، الكل لاحظ ذلك ولكن الجميع احترموا صمتها واكتفوا بالدعاء لها بقضاء الحاجات ، كان مقداد يراقب اندماج زينب بالمجموعه بسعاده ، فالصحبة الطيبه تخفف من عناء السفر ، الجميع احاط ام احمد بحب ، كانت خطوات الركب المبارك تفيض بالتراحم بينهم ، في فترة العصر ارتفع يشدو بقصيده تتحدث عن شوق المشايه للوصول للحسين ، بدا صوته شجيا عذبا وسط الطريق الممتد ، ارتعشت القلوب شوقا ودمعت العيون لهفة ولهجت الالسن بالدعاء له بالتوفيق والحفظ ، الشمس تقترب من الغروب ، ومن بعيد لاحت الاستراحه الاخيره لهذا اليوم ، ارتفع صوت التكبير مؤذنا لاقامة الصلاة ، الله اكبر الله اكبر ، بدت النساء للاستعداد للوضوء ، زينب تساعد ام احمد ، انفال تحمل زهره ريثما تتوضأ ابرار ، ام هاني تحمل عباءة ام حبيب ، ام فيصل تساعد صاحبة المنزل بفرش سجاجيد الصلاة ، الرجال مابين مستعد للوضوء ، ومتوضئ يرتعش من برودة الجو ، ومن بعيد ارتفعت رائحة الطعام اللذيذ ،( هنيئا لكم يا زائرين )، كانت صاحبة الاستراحه تردد بحب وهي تجهز طعام العشاء ، ( الله اكبر ) ، بدأت الصلاة .. للكعبه تتجه الوجوه ، والخطوات للحسين تسعى ، لم تعلم زينب ان استمرارها مع هذه المجموعه الطيبه امرا لم يقدره الله تعالى لها ...
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...