البارت ١٧

568 33 1
                                    

انطلق مقداد وزينب خلفه ، اتجها لداخل الصحن العلوي ، والفضول يتملك زينب ، اذا المشهد الرائع داخل حرم امير المؤمنين عليه السلام ، طلب مقداد من زينب ان يؤديا واجب الزياره اولا وبعدها سيأخذها للمشهد المنتظر ، وافقته زينب زارت وقبلت الضريح الشريف ثم حلقت لمقداد ، اشار لها اتبعيني ، مشت خلفه وهي تتأمل النجوم في السماء ، دار نصف دورة حول الصحن ، وقفا قبال باب خشبي مفتوح ، همست له باستغراب( هذا السوق امامنا! ) ، اجابها بابتسامه ( صحيح ولهذا يسمونه باب السوق الكبير ، والآن اغمضي عينيك ، واستديري للخلف ) ، بترقب اغمضت عينيها ، واستادرت ، فتحت عينيها ، يالله ، اهي تقف على باب من ابواب الجنه؟ باب الحرم العلوي الذهبي منتصب امامها بكل شموخ ، تنعكس عليه الانوار فيشع بهاء وألقا ، هل نزلت النجوم والتصقت ببابك يا علي ؟ هل جاء النور منك ام انت هو النور علي؟جلست زينب لا شعوريا وعيناها معلقتان بباب الجنه ، ترقرقت دمعه بعينيها العسليتين ، همس مقداد ( علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهموا تراب..) ، همست زينب ( السلام عليك يا امير المؤمنين ، الناس تجري وراء الذهب لاهثه ، وانت الذهب يرتمي على اعتابك خجلا )، فتح مقداد كتيبا صغيرا وقال ( الليلة.. ليلة الجمعه لنقرأ دعاء كميل ) ، كانت زينب تعرف دعاء كميل ، هو بالواقع دعاء ذكره امير المؤمنين عليه السلام وعلمه لكميل بن زياد الذي كان من اصحاب وثقات امير المؤمنين ، وافقته زينب ، بدأ مقداد يحلق بها ، صوته عذب ، دعاء كميل على اعتاب علي بن ابي طالب عليه السلام ،ارتفع صوت مقداد الشجي ( اللهم إني أَسْأَلُكَ سؤال خاضِع ِمتذلل خاشِع ان تُسامِحَني وَ تَرْحَمَني وَ تَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَ في جَميعِ الأحوال مُتَواضِعاً ) تأملت حالها زينب ، ترى أكانت راضيه بما قسمه الله لها ؟ اتواضعت امام مقداد ام تكبرت عليه وهي بنت العائله الثريه التي يعمل لديها مقداد ، اجهشت بالبكاء خجلا من الله تعالى ، ( اَللّهُمَّ لا أجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَ لا لِقَبائِحي ساتِراً، وَ لا لِشَيء مِنْ عَمَلِي الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا اِلهَ إلاّ أنْتَ، سُبْحانَكَ وَ بِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي َّ) ، اعتصر الندم قلب زينب ، فعلا من سيغفر لها ذنبها سوى الله ارحم الراحمين ، لم تظلم مقداد ولكن ظلمت نفسها بغرورها وتكبرها ، ومع كلمات الدعاء الروحاني ، تعاظم السؤال في ضمير زينب (الى متى هذا العناد يا زينب ؟؟ هل للتغيير من سبيل؟؟ )

خطوات الأجنحةWhere stories live. Discover now