انطلق مقداد وزينب خلفه ، اتجها لداخل الصحن العلوي ، والفضول يتملك زينب ، اذا المشهد الرائع داخل حرم امير المؤمنين عليه السلام ، طلب مقداد من زينب ان يؤديا واجب الزياره اولا وبعدها سيأخذها للمشهد المنتظر ، وافقته زينب زارت وقبلت الضريح الشريف ثم حلقت لمقداد ، اشار لها اتبعيني ، مشت خلفه وهي تتأمل النجوم في السماء ، دار نصف دورة حول الصحن ، وقفا قبال باب خشبي مفتوح ، همست له باستغراب( هذا السوق امامنا! ) ، اجابها بابتسامه ( صحيح ولهذا يسمونه باب السوق الكبير ، والآن اغمضي عينيك ، واستديري للخلف ) ، بترقب اغمضت عينيها ، واستادرت ، فتحت عينيها ، يالله ، اهي تقف على باب من ابواب الجنه؟ باب الحرم العلوي الذهبي منتصب امامها بكل شموخ ، تنعكس عليه الانوار فيشع بهاء وألقا ، هل نزلت النجوم والتصقت ببابك يا علي ؟ هل جاء النور منك ام انت هو النور علي؟جلست زينب لا شعوريا وعيناها معلقتان بباب الجنه ، ترقرقت دمعه بعينيها العسليتين ، همس مقداد ( علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهموا تراب..) ، همست زينب ( السلام عليك يا امير المؤمنين ، الناس تجري وراء الذهب لاهثه ، وانت الذهب يرتمي على اعتابك خجلا )، فتح مقداد كتيبا صغيرا وقال ( الليلة.. ليلة الجمعه لنقرأ دعاء كميل ) ، كانت زينب تعرف دعاء كميل ، هو بالواقع دعاء ذكره امير المؤمنين عليه السلام وعلمه لكميل بن زياد الذي كان من اصحاب وثقات امير المؤمنين ، وافقته زينب ، بدأ مقداد يحلق بها ، صوته عذب ، دعاء كميل على اعتاب علي بن ابي طالب عليه السلام ،ارتفع صوت مقداد الشجي ( اللهم إني أَسْأَلُكَ سؤال خاضِع ِمتذلل خاشِع ان تُسامِحَني وَ تَرْحَمَني وَ تَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً، وَ في جَميعِ الأحوال مُتَواضِعاً ) تأملت حالها زينب ، ترى أكانت راضيه بما قسمه الله لها ؟ اتواضعت امام مقداد ام تكبرت عليه وهي بنت العائله الثريه التي يعمل لديها مقداد ، اجهشت بالبكاء خجلا من الله تعالى ، ( اَللّهُمَّ لا أجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَ لا لِقَبائِحي ساتِراً، وَ لا لِشَيء مِنْ عَمَلِي الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا اِلهَ إلاّ أنْتَ، سُبْحانَكَ وَ بِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي َّ) ، اعتصر الندم قلب زينب ، فعلا من سيغفر لها ذنبها سوى الله ارحم الراحمين ، لم تظلم مقداد ولكن ظلمت نفسها بغرورها وتكبرها ، ومع كلمات الدعاء الروحاني ، تعاظم السؤال في ضمير زينب (الى متى هذا العناد يا زينب ؟؟ هل للتغيير من سبيل؟؟ )
YOU ARE READING
خطوات الأجنحة
Spiritualلماذا أصر الحآج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط ؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه ؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين .. من وحي اسرار الزيارة الحسينيه المليونيه...