الفصل الثانى

853 22 6
                                    

الفصل الثانى
وبين ما تعانيه البلاد فى هذه الأيام نشأت قصتى فى أحد الأرجاء
وبين ما تحمله القلوب .. بعضها قوى والآخر مقبوض .... أنير قلب أحد الوحوش
وبين أقاصيص الحياة وما تحمله الأيام .... لا يزال المحب هو الأمان
وبالرغم من قسوة وقهر الزمان بقت كما هى وردة ناضرة تبتسم فى وجهه العباد
وبين ما تعانيه وكل التهديدات لم تتخلى عن مبدأ الحق ومحاربة الفساد
لتلقى حتفها على يد أحد الأشخاص .... فيقع القلب فى أسره .. ويتفتح وجهها بقربه.. وتضىء عينيها برؤيته
أكتب قصتى بقلم يعجز عن الكتابه وحقا الكلمات تعجز عن الخروج
لكن مازلنا فى نوفيلا " شريفه في غابة الأسود " ليكون الأيهم أسدا من الأسود فيحكم قلب فتاه تمردت على الحب وأغلقت أبوابه فأصبحت تتحدى الجميع
************
الفصل الثانى من " شريفه في غابة الأسود "
أشرقت شمس الصباح على الجميع وبعض القلوب مليئه بالأمال والبعض لاتبالى بهذه الحياة لتستيقظ لؤلؤة من نومها وتجرى نشاطها المعتاد من صلاة ودعاء وفطار
خرجت من بيتنا متوجهه إلى عملها فاليوم لديها عمل مكثف وستمكث فى المشرحه كثيرا ربما تنهى عملها فى المساء فتعود للبيت صباحا لألا تعود وحيده فى هذا الوقت المتأخر من الليل
دخلت إلى مكتبها المتواضع وجلست تباشر عملها بهدوء حتى تنهى هذا العمل الشاق باكرا
خرجت تتفقد أحوال الغرف وتتمم على الجثث
وتعد التقارير
بينما فى مكان آخر نرى الأيهم يدخل بقوته وجبروته إلى إحدى الأماكن الذى سيوقع فيه إحدى صفقاته الهامه دخل وكل الأنظار موجهه عليه بعضها أنظار حقد وبعضها حسد والبعض الآخر ينظر له بإعجاب كبعض الفتيات اللاتى ينظرن له بجرأة ووقاحه
جلس والى جانبه مدير أعماله يناقشون تلك الصفقه الروسيه
جو : هيا فلتوقع على العقد سيد أيهم
أخذ أيهم العقد ونظر إلى المندوبين أمامه فلاحظ حركتهم الغريبه والتوتر البادى على وجوههم ليكسر القلم فى يده ويقطع ملف الصفقه قائلا : ليس أيهم من يتم خداعه
رونالد: لا مجال للخداع سيد أيهم
أيهم: أظننتونى غبى !!! هذه الصفقه قد بعتوها لشركة المنوفى وحينما دخل حازم المنوفى السجن أتيتم إلى
رونالد: نحن نأسف لك سيد أيهم لكن فلتقبل الصفقه ارجوك فسمعتنا على وشك الدمار
ابتسم أيهم ابتسامته الشريره تلك التى توحى لمن أمامه أنه لا ينوى الخير إطلاقا
أيهم: هقبلها لكن بشروطى ومن غير أن أدفع أى مبلغ من المال
جو : نوافق
وتم التوقيع على العرض وخرج أيهم هو ويوسف مدير أعماله متجهها إلى سيارته
فى السيارة
أيهم بابتسامة المكر والدهاء  : هو مين إللى اتسبب فى دخول حازم المنوفى السجن
يوسف : دكتورة فى المشرحه كتبت التقرير ضده ومقبلتش بالرشوة
أيهم : الدكتورة دى قدمت ليا خدمه عظيمه
بكده شركات المنوفى فلست
ضحك الإثنان سويا لما يعتقدان انه سيحدث فى المستقبل ... غافلين عن أن الله هو مصير الأحوال ومدبر الشئون
................
فى فيلا الكنانى
تأخر الوقت كثيرا ومازال أدم نائما لتقول فيروز لإبنتها: روحى يا ندى صحى أدم
ندى: حاضر يا ماما
ذهبت ندى لتيقظ أخاها فخطر ببالها فكرة لتبتسم ببلاهه قائله : حاضر يا أدم انا هعلمك الأدب عشان تبقى تجيب ليا شوكولا بعد كده
أحضرت زيت وقامت بسكبه على الأرض أسفل السرير وذهبت لتيقظه من الجهة الأخرى
ندى : أدم اصحى
لم تجد رد منه فقامت بالرسم على وجهه لتضحك بهستيريه قائلة: قوم يا أدم يلا
أدم بنعاس : حاضر يا حبيبتى انا نازل أهو
ندى : قوم بس دا انا جبت لك هديه
استيقظ أدم سريعا عقب كلامها ليقول: هدية ايه !!! طول عمرى وانا بقول عليكى حبيبتى والله
ندى بتهكم: حبيبتك!!! اه قولت ليا
ما علينا؛ شايف العلبة إللى هناك دى هى إللى فيها الهديه روح هاتها
نزل أدم سريعا من على السرير وذهب لإحضار العلبة غافلا عن الزيت المسكوب فى الأرض ليقع بعدها على الأرض فى ألم شديد
استمع لضحكات ندى وما إن التفت إليها حتى وجدها فرت من أمامه، حاول لم شتات أمره وحاول القيام وأخيرا قام ونزل إلى أسفل يبحث عن ندى
أدم بغضب : فين ندى؟؟
فيروز : خير يا ابنى ليلتفت فيجد ندى تضحك بشده
أدم: والله ما هسيبك طول عمرى بقول عليكى شريرة وخبيثه
ندى بضحك : أنا !!! دا انا طيبه وكيوت خالص
أمسكها أدم اخيرا من ثيابها فأمسكها كما لو انه يمسك قطه صغيرة لتقول ندى : خلاص مش هعمل كده تانى والله
فيروز : خلاص يا أدم سيبها وروح اجهز عشان هتنزل الجامعه النهاردة ولو أيهم رجع وكنت لسه هنا انت حر
زفر أدم بحنق وصعد إلى غرفته وما ان انتهى من تجهيز نفسه حتى اتصل بأحد رفاقه يدعى أنس
أدم : ايه يا ابنى عايزين نسهر النهاردة
انس : ماشى نتقابل فى ملهى (..... )
أدم: تمام كده سلام
ونزل أدم  إلى أسفل مستعدا للخروج من الفيلا متجها إلى الجامعه فى إعتقادهم
وبينما هو ينزل على الدرج تفاجأ بأيهم الذى وصل توا فنزل ليستمع إلى حوارهم
أيهم : ايه يا ندى مالك زعلانه
ندى بدموع : عشان انت مش بتحبنى يا أيهم ودايما تزعقلى وتكسر فرحتى
أيهم : دا انا بحبك يا ندى ، وفى النهاية انتى اختى الوحيده بس طبيعتى كده القسوة والجمود ومش بحب الهزار
ندى : يعنى مفيش امل انك تضحك فى يوم
ليقاطع كلامهم قول أدم: لا فى امل اكيد بكرة يحب ويتزوج وهتشوفيه شخص تانى تماما
نظر إليه أيهم بقسوة فيفهم مغزى نظراته تلك وعلم أن خلفها عاصفه ستفتك به كليا ليقول : آسف يا كبير مش قصدى والله انا ماشى على الجامعه ، بس الله يكرمك ابقى حبنى شوية عن كده دا أنا اخوك
قام أيهم من على مقعد ليعتقد أدم انه سيضربه فيهرب إلى الخارج سريعا
وأخرج أيهم من جيبه شوكولا فأعطاها لها فانصرفت سريعا وهى فرحة هى ناضجه لكن هذا هو حال الفتيات مهما كبرن تظل فى عمر الخامسه، طفله بداخلها ، كبيره بعقلها ، رزينه بأقوالها، قدوة بأفعالها
كان أيهم على وشك الذهاب لكنه سمع حديث والدته تقول : ايوه كده يا ابنى خليك حنين عليهم شوية انت سندهم وقوتهم خليهم يحسو انك بتحبهم وخصوصا ندى عشان بتزعل أوى
دا حتى أدم مش بيرجع الفيلا غير كل فين وفين حببهم فيك وسيبك من قناع القسوة إللى انت لابسه ده انت من جواك شخص كويس وطيب متقنعش نفسك بالعكس
فين أيهم بتاع زمان إللى أول ما دخل عالم الصفقات وبقى شخص مختلف تماما ؛ فين أيهم ابنى إللى كان بيحبنى وبيحب أخواته دا انت متعرفش لا أم ولا أخ ولا أخت مش كل حاجه صفقه يا ابنى
أيهم: ومش هتستفادى حاجه من كلامك يا ماما هو انا كده وهفضل كده وان كنت غيرت من طريقتى شوية معاهم فدا عشان انتى طلبتى كده
وتركها وصعد إلى أعلى لتقول بصوت يكاد يكون مسموعا : ربنا يهديك يا ابنى
.............................
وصل أدم إلى الجامعه واتفق مع أصدقائه على الخروج إلى الملهى ليلا
أما عن لؤلؤة فمازالت تباشر عملها ولم تنتهى بعد فأدركت أنها ستبات هنا الليله
وأيهم جلس فى غرفته يتابع عمله ويراجع الحسابات خلف الموظفين
هاهى غربت الشمس ليأتى الليل بظلامه الحالك
......
امام الملهى الليلى
نجد أدم الكنانى يترنج يمينا ويسارا إثر المسكرات فقد شرب منها حتى هلك عقله وذهب وقاد سيارته عائدا بها إلى الفيلا
سكران ويقود السيارة
أين الشرطه وأين السلامه؟
أين.. وأين ..وأين.. ؟؟؟
فى إحدى الأماكن وعلى إحدى الطرقات
نرى شخص يقود سيارته بجموح تام وقد أزال المسكر عقله تماما لتحيد السيارة عن مسارها فيصطدم بإحدى الأشخاص لينتبه سريعا إلى ما فعله فينزل من السيارة ليرى ماذا هناك
صدم بشدة حينما رأى أحد الرجال مرمى على الأرض ودمائه تغطى المكان فزع من هول المنظر سيزج به فى السجن الآن ماذا ينبغى أن يفعل ؟
لاحظ تجمع الناس حول ذالك الرجل الملقى جثته على الأرض فحسم أمره وعليه الهروب لن يبقى حتى لا يراه أحد الناس
وقاد سيارته بسرعه جنونيه عائدا بها إلى قصر عائلته وكأنه فى سباق عدو مع الريح ؛ قصر عائلة الكنانى الذى هو من أفخم القصور .
وصل أخيرا إلى القصر ليصعد درجات السلم بسرعه متجهها إلى مكان تواجد أخاه حتى وصل إلى غرفة مكتبه
فوجده جالسا بكل كبرياء وقوة يراجع إحدى الملفات ليصدح صوته المتقطع من أثر سرعته المفرطه قائلا : أيهم الحق
نظر له أيهم بنظرات من المحال أن يعرف أى أحد مغزاها ثم عاود النظر إلى الملف الموضوع أمامه وكأن شىء لم يكن
أدم : بقولك الحقنى هروح السجن خبطت واحد فى عربيتى
قام أيهم من على كرسيه بكل كبرياء قائلا : والمطلوب ايه دلوقتى
أدم : انك تساعدنى
نظر له أيهم قائلا : ودى مش أول جريمة تعملها عملت قبلها كتير
أدم : ما انا مش بكون فى وعيى
أيهم: طب روح انت وانا هتصرف
وبعد ساعات كثيرة تقريبا كان قد ذهب المساء وحل مكانه الصباح المشرق بشمسه ونسيمه العليل ؛ أتى اتصال إلى أيهم
المتصل : الجثه اتسلمت للمشرحة عشان يعرفو التفاصيل
أيهم: مين المسئول عن المشرحة
المتصل : دكتورة اسمها لؤلؤة
وأغلق الإتصال فعليه الإستعداد لأن ينقذ اخاه
فحمل مفاتيحه وتوجه إلى فعل ما يريد
..................
شاع خبر قتل ذالك الرجل ليتضح أنه إحدى المهندسين الهامين وانقلبت وسائل الإعلام رأسا على عقب يطالبون بإعدام المجرم مجهول الهوية بالرغم من أنه صدمه تركه ينزف بشده حتى اجتمع الناس حوله ولم يلحق أحد من الناس مساعدته فانتقلت روحه وصعدت الى خالقها ؛ لكن بالطبع استطاع أيهم الكنانى بنفوذه أن يسكت جميع وسائل الإعلان عن طريق شخص آخر حتى لا يشك أحد به أو بأحد أفراد عائلته لكن تسرب خبر بأن القاتل هو أدم الكنانى فانقلبت الدنيا رأسا على عقب وصل الخبر إلى أيهم ليتخذ قرار سريع بمعالجة الموقف وإيقاف الموضوع من بدايته حتى لا تصدر الإشاعات حول أخيه
وصلت الجثه إلى المشرحة وتم فحصها وإجراء عليها الإجراءات الرسميه الازمه
وهاهى تجلس الدكتورة لؤلؤة على مكتبها تكتب فى التقرير بكل إخلاص وشرف وقد طلب منها أن تكتب اسم أدم الكنانى كالمتهم الرئيسى فى هذه القضيه حتى دخل عليها ذالك الرجل المتسلط بطلته المرعبه تلك ونظراته السوداء
لم تدرك شىء سوى أنه جلس أمامها واضعا قدمه فوق الأخرى ينظر إلى المكان حوله بتهكم شديد وتعبيرات تدل على التقزز
لؤلؤة: خير ، أى خدمه
أيهم بتعالى : أيهم الكنانى
لؤلؤة : ايوا برضو أى خدمه أقدر أقدمها لك
اغتاظ منها بشده فمن لا يعرف أيهم الكنانى ثم وضع أيهم حقيبه مملؤة بالنقود امامها وفتحها على مصراعيها
لتقول لؤلؤة : ايه دول
أيهم: 5 مليون جنيه
لؤلؤة وقد أدركت مغزاه: وايه المطلوب
أيهم: تعدلى التقرير وتقولى إن الجثه دى مقتوله قبل ما أخويا أدم الكنانى يمر بعربيته
تلك الكلمات أثارت غضبها بشدة فقامت بغضب ضاربة على المقعد بيدها قائلة : متأسفه يا أستاذ بس ده مش هيحصل واتفضل من غير ما طرود طلبك مش عندى ، التقرير هيتسلم للمحكمه بكرة بكل التفاصيل إللى تدين أخوك
نظر أيهم أمامه وهو يحك على أسنانه بغضب جامح ؛ فقد رفضت طلبه الآن لا بل وتحدته
قام هو الآخر ونظر إليها بنظرات حاقنه تحمل فى طياتها الكثير والكثير من العذاب وكأنه يتوعد لها
نهض بطلته تلك المشابه لطلت الأسود لتسقط لؤلؤة جالسة على مقعدها لا إراديا خائفة من نظراته تلك بل مازال ينظر إليها بتلك النظرات المرعبه
نظرات وحش على وشك اصطياد فريسته
بل نظرات أسدا رأى لتوه غزال

لنرى ما سيحدث؟؟
انتظرونى فى
" شريفه فى غابة الأسود "

شريفة فى غابة الأسود Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz