الفصل الخامس عشر

575 16 0
                                    

الفصل الخامس عشر
بدأ اليوم الموعود وأعلنت شمسه السطوع مقرره بدايته بداية مشرقه كحال شروقها فى الصباح
صلت لؤلؤة فرضها واستعدت للخروج بقلب قلق فهذا اليوم هو أهم يوم ؛ إنه اليوم الأول فى تنفيذ مخطط رجوع الأيهم
جلست على مائدة الفطار بتوتر ملحوظ استمعت إلى صوت أخيها فنظرت له بفزع وكأنها لم تكن فى هذا العالم ليقول : لا انتى شكلك مش معايا أصلا!! ليه التوتر دا كله
فركت يدها بعنف والتوتر يزداد : خايفه إنى منجحش ويأثر سلبى على الأستاذ أيهم
ترك ما فى يده وأمسك يدها يضغط عليها برفق يطمئنها : اهدى ؛ الخوف بيولد فشل
هدأت قليلا وخرجت بقلب مطمئن إلا أنه لا يزال يشوبه الخوف والقلق
وصلت إلى الفيلا فوجدت الجميع فى إنتظارها لتنفيذ ما قالته ؛ دخلت ندى وأسماء لفعل ما هو مطلوب منهم
جلست ندى على الكرسى المقابل له وهى تنظر أرضا فنظره واحده قادره على كشفها أمامه وتخريب مخططهم ، فهمت أسماء ما تمر به أغمضت عينيها وهى تقنع نفسها بعدم وجود أحد فى الغرفه سوى ندى حتى تتمكن من التصرف على سجيتها فيبان فى أفعالهم الصدق وعدم الكذب
أسماء بنبرة مرح وقد نست تماما المخطط : ابقو افتحوا الشباك عشان يدخل الشمس دا حتى المنظر عندكم هنا جميل
نظرت ندى إلى أيهم فوجدته منتبه لحديثها لتعقب عليها قائلة : تعرفى إن أيهم مكنش بيحب يفتح الشباك بالطريقه دى
بجد إحنا مفتدينه ومفتقدين أدق تفاصيله
نظر إلى أخته واستشعر حديثها فلامس أوتار قلبه الحجرى فتسلل من خلف جدران ذالك القلب المقفول ليقبع بداخله ؛ دخل له شعور الفقدان وأنهم بحاجه إليه لتدور بعقله الأفكار السيئه والإحتمالات التى من الممكن أن تكون حدثت لهم
تركوا الغرفه وقد تأكدو من انشغاله بحديثهم فكأنهم لامسوا قلبه بكلامهم ليصير لديه دافع قوى للعوده من جديد
.............
دخلت لؤلؤة وكأن شيئا لم يكن تحدثه بطريقتها المعتاده من المرح ؛ أخذت كتاب لتقرأه عليه كما تفعل دائما ؛ وقع نظرها على عنوان مختار بإحترافيه ، يتناسب تماما مع الموقف الموضوعه فيه بعنوان " لا يأس مع الحياه "
فهذه الحياة لا يلزمها اليأس ولا يتناسب معها مقوله شهيرة تتردد على مسمع الأشخاص الطموحين فتعطيهم دفعه للأمام "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس "
انتهت من قراءة الكتاب فنظرت إلى أيهم علها تستكشف فى نظراته ما إن أثر الكتاب عليه
لم تعلم شىء ولم تقرأ شىء فى عينيه
فحتى شعوره وأفكاره يخبئها باحترافيه داخل مقلتيه فتجعل الأمر صعبا على من أمامه أن يعلم ما يجول فى خاطره
قرروا عدم الضغط عليه أكثر من ذالك فيكفى ما فعلوه لهذا اليوم ؛ فالإجهاد المفرط يكلفك كثيرا قد تخسر بسببه كل شىء
فعند البنيان إذا استعجل المرء بالبناء فسيخسر اللبنه الأولى مقابل حلم يتمناه
هنا ندرك قيمة الصبر وبشده ففى الصبر فرج
"فصبر جميل "
.................
دخلت فيروز فجأة على آدم فوجدته يخفى شيئا ما؛ كحال معظم الأمهات دارت بها أفكارها فظنته يخفى شيئا سيئا عنها والا ما الذى يدعيه لأن يخفى شىء يظنه صواب؟
قررت تجاهل الأمر وكأنها لم ترى شىء فإن تحدثت معه الآن سينكر الأمر وسيصبح من الصعب عليها معرفة الأمر
رسمت بسمه على وجهها باحترافيه تخفى بداخلها بعض الغموض والأمور التى ترغب فى كشفها قالت وعينيها تجوب الغرفه : يوسف مستنيك فى الشركه متتأخرش عليه
أومأ لها برأسه دون التفوه بأى كلمه
هنا وقد أدركت أن هناك خطب ما وبالتأكيد هناك شىء خلفه قالت محدثه نفسها : ترى يا ولدى هل عدت لسابق عهدك ؟ هل عدت كما كنت ولم تغيرك الظروف والأيام ؟
أتمنى أن أخطىء فى حكمى هذه المره
........................
دخلت لؤلؤة إلى غرفة أيهم وكأنها لا تعلم ما دار بين ندى وأسماء
جلست قليلا وأمسكت بإحدى الكتب الموضوعه على المنضده أمامها ، تطلعت فيه قليلا ومن ثم وضعته مكانه ؛ قالت بحماس وهى تنظر له : ايه رأيك بلاش كتب النهاردة وأحكى عن مواقف طريفه
نظر لها نظرات خاليه من التعبير لتقول :ماشى هنقول النهاردة طرائف
بدأت تحكى مواقف طريفه مضحكه وهى تجوب الغرفه ذهابا وإيابا حتى انتهت
جلست على الكرسى ببعض التعب ، نظرت إليه علها ترى بعض التأثير عليه ؛ ذهبت توقعاتنا سدى فأصبحت عرض الحائط وهى ترى ثباته المعتاد لا يظهر عليه أى تأثير ؛ ضربت جبينها بخفه لتقول فى نفسها : كفاك غباء أظننتى أنه سيضحك أو حتى سيبتسم ؛ وإن كان سيبتسم فسيمنعه مرضه
ذهبت من الغرفه معلنه عن نهاية عملها لهذا اليوم ليبتسم فور خروجها فتظهر شبح ابتسامه على جانب شفتيه ؛ نظر أمامه إلى قطعه الزجاج ليرى إنعكاس وجهه عليه ليقول هو الآخر فى نفسه : أتبتسم!!! إذا مازال لدى أمل
كما تحركت شفتاى لأجل البسمه سيتحرك باقى الجسد لأجل العودة
.........................
فى إحدى السجون
......... : لؤلؤة البحيرى بتشتغل فى قصر الكنانى لأن أيهم الكنانى اتشل
تلك الأخبار أثارت فرحة ذالك المتكىء على جنبه لينهض فجأة فور سماع هذا الكلام
جلس على إحدى الكراسى المتهالكه وهو يضحك بهستيريه شديده ؛اتضح وجهه ليظهر أنه حازم المنوفى
قال كلامه موجهه للشخص الحامل لهذا الخبر : عصفورين بحجر واحد ؛ أنتقم من لؤلؤة البحيرى ونقضى على أيهم الكنانى
تابع فى نوبة الضحك التى تعتريه ليمسك بحجر الشطرنج قائلا : كش ملك
.......................
وصلت لؤلؤة إلى منزلها فوجدت أخيها ينتظرها على مائدة الطعام ليأكلوا سويا
جلسوا يأكلون طعامهم بجو هادىء بعيدا عن العالم الخارجى ذى الطبع القاسى
سألها إسلام وهو يضع إحكى اللقيمات فى فمه : بكره هتعملوا ايه ؟؟
أجابته بتوتر : بكرة إن شاء الله هيكون آخر تجربة وهى اللى هيعملها أستاذ آدم ومادام فيروز
حاول بث الإطمئنان بداخلها ليمنحها الثقه التى قضى عليها توترها فقال ببضع كلمات تدخل الطمئنينه إليها : متقلقيش تذكرى قوله تعالى " يدبر الأمر " وأنا معاك فى كل حاجه بتعمليها
قالت بتمنى: ياريت تقدر تيجى معايا يا إسلام
قال بنبرة مرح وهو ينهض من على الكرسى بطريقه مضحكه : بس كده!!! دا أنت تؤمرى
هاجى معاكى بكره
سألته مستفهمه : طب وشغلك
رفع لياقة قميصه بغرور مصطنع : محدش يقدر يقولى حاجه ؛ أنا الدوك
ضحكت وهى تلملم أغراض السفره : ماشى يا دوك
...............ٌ.....
ٍها قدى أتى الليل بما يحمله من ظلمات
جلست فيروز فى غرفتها وعلى وشك الإستعداد للنوم ؛ شعرت بوجود حركه غريبه بالخارج
سيطر عليها الشعور بالخوف ؛ ارتدت معطفها ونظرت من شرفة غرفتها فإذا بشخصين أحدهما يناول الآخر شىء فى يده
حاولت معرفة من هؤلاء لكن لم تنجح فى بادىء الأمر ، التفت أحدهما إلى الخلف فاختبئت خلف الستائر ؛ نظرت من خلفها علها تعلم من هو ؛ صعقتها الصدمه حينما وجدته آدم
وهى يلتفت حوله كما المجرمين
وضعت يدها على فمها من هول الصدمه
قررت أن تذهب إليه لتعلم ماذا يدور وماذا يخفى لكن منعت نفسها فى آخر لحظه معلله لنفسها بأنها ستعلم ماذا يجرى
......................
فى غرفة ندى
جلست ندى ومعها أسماء وهما يتبادلان أدوار الحديث بفرحه تطغى عليهما
ندى : إزاى أعرف إذا كنت بحب حد والا لأ ؟
نظرت لها أسماء ومن ثم اعتدلت فى جلستها
انتبهت لها ندى لتخالف توقعاتها بالمره فإذا بها تضربها بالوساده قائله : وانتى شيفانى بعرف أوى فى الحاجات دى
وبدأ صراع الفتيات ؛ ضحكات تطغى على المكان بما يحمله من بسمات شاهدة على ارتباطهما معا برباط متين " رباط الأخوه "
جمعهم به " رباط المحبه "
وبعد تعب ومناغشه بينهما غطت كل منهما فى نوم عميق تنعم فيه بالسلام
لكن أيتواجد السلام فى الأحلام أم تطغى عليه الكوابيس فتحوله من سلام داخلى إلى فزع دائم ؟؟؟
.....................
أتى الصباح سريعا وكأن الليل والنهار فى سباق عدو مع بعضهما ؛ يذهب أحدهما سريعا ليأتى الثانى أسرع منه ؛ وهكذا هو حال الزمان
يوم يمضى ويوم آخر يبدأ بلا استئذان
وقفت لؤلؤة خلف أخيها وهو يغلق باب شقتهم مستعدين للذهاب للتجربه الأهم
تراها تنجح أم ستكون محطه فشل ذريع يحطم آمال كل الموجودين ؟؟
قال إسلام وهو يثير إنتباهها : لؤلؤة
التفتت له بتوترها الدائم الملازم لها والذى يأبى مفارقتها فتابع حديثه ببسمه تحلق على شفتيه : متنسيش دعاء الخروج من المنزل
أومأت له وبادلته البسمه هى الأخرى لنشهد على حب الأخ لأخته
......................
فى فيلا الكنانى
جلست ندى وهى تلتقط أنفاسها بدا عليها الفزع وهى ترى أسماء قادمه نحوها فذهبت تحتمى خلف والدتها لتقول أسماء : لو سمحت يا ماما سلميها ليا عشان ليا نقاش معاها
أثار سمع فيروز كلمة " ماما " فترقرت مقلتيها بالدمع ؛ ليس أول مرة تسمعها لكن أول مرة تحس بوجود ابنتين لها وربما ثلاث بوجود لؤلؤة
أشارت لها فيروز بأن تتقدم نحوها ؛ تقدمت منها أسماء لترى نفسها فى أحضانها بلا موعد أو إستئذان؛ احتضنتهم فيروز بقلب أم عاش لأجل أولادها ولآخر يوم لها ستعيش أيضا لأجلهم ؛ دخلت لؤلؤة وإلى جانبها إسلام لتقول بنبرة حزن مصطنع : لا دا انتو نسيتونى خالص
هو أنا مليش فى الطيب نصيب والا إيه
ضحكوا جميعا عليها لتقول فيروز موجهه كلامها لها : ازاى يا لولو دا انتى مكانك فى قلبى
لؤلؤة بحب : أحبك يا فيرى
أثار ذالك عاطفه الواقف على جنب يعجز عن التمييز ؛ أيهن إبنتها الحقيقه
فلا فرق بينهن ؛ تحتضن جميعهن كما لو أنها أمهم وأكثر
انتبهت فيروز إليه والبسمه تزين وجهه فابتسمت له هى الأخرى لتقول : كفايه أحضان كده عشان شكلنا بقى وحش أوى
علت الأجواء بالضحكات لتقول فيروز موجهه كلامه لإسلام : هو دا بقى إسلام يا ست لؤلؤة
لؤلؤة بحب : أيوا هو ده
تابعت فيروز كلامها : الحمد لله على سلامتك يا ابنى ؛ نورتنا وشرفتنا
استشعر بحديثها الدفء ليشعر هو الآخر وكأنها والدته التى افتقدها
قالت لؤلؤة لكن بجديه هذه المرة : لازم نبدأ شغلنا بقى ادخلى يلا يا فيرى انتى الأول
............
دخلت فيروز إلى غرفة أيهم
جلست على قدميها أمام الكرسى الجالس هو عليه ، نزلت دموعها لا إراديا ليكسو وجهها الدموع ، قالت من بين دمعاتها : أيهم!! مش ناوى ترجع بقى يا ابنى ، نفسى أشوفك على رجلك زى الأول
تمنى لو يستطيع أن يربت على كتفها يواسيها
تمنى لو يستطيع أن يخبرها بوجوده وأن يشعرها بأنه إلى جانبها دوما
جلست معه قليلا ثم مسحت دموعها وبدأت تحكى له عن أجواء الفيلا
خرجت بعد وقت ليس بكثير فوجدت من ينتظرها بالخارج لترفع قبضه يدها مشيرة بإبهامها عن نجاحها
لؤلؤة : شوية وأستاذ آدم يدخل له
هيدخل له فى الميعاد اللى المفروض يرجع منه من الشركه
انتظروا قليلا من الوقت وها قد أتى الموعد فتأخر آدم عليهم
مر ساعه... ساعتين ومازالت الساعه تدق معلنه عن مرور الوقت ولا يزال آدم متغيبا عن الموعد
زاد الشك فى قلب فيروز حتى أصبح أقرب إلى اليقين فنظرت إلى الفراغ محدثه نفسها :حسنا يا آدم لك ما تريد!!!!! لم ينفع معك الحق فلنرى ماذا تخبىء وإلى أى مدى ستهرب
دعنا نرى ماذا يوجد خلفك هذه المرة!!!؟

شريفه فى غابة الأسود
بقلم ندى عماد
الماسه اللامعه

شريفة فى غابة الأسود Where stories live. Discover now