الفصل الخامس

557 17 0
                                    

الفصل الخامس
دائما الخير يلازمه النصر ....والشر دائما ما يلازمه الخيبة ... قصتنا واقعيه تسرد الحال هذه الأيام فهل سينتصر فيها الخير أم ماذا؟
........
اليوم هو اليوم الأول من المحاكمه؛ أتى هذا اليوم بشعور مختلف لدى الجميع بعضهم قلق متوتر ، خائف كما هو حال لؤلؤة
أما البعض الأخر فيشعر بالحماس والشراسه بل هو يستعد للفتك بمن يحاول التلاعب معه
هاهو معاد المحاكمه أتى واجتمعت الصحافه أمام المحكمه وأخيرا وصلت لؤلؤة وما إن خطت قدامها الأرض حتى اجتمع حولها الصحفيين
........ : الدكتورة لؤلؤة حضرتك كنتى المشرفة على الجثة وانتى إللى كتبتى التقرير طب ايه هو رأى حضرتك ؟
........ : هل تعتقدى إنك هتقدرى تقفى قدام أيهم الكنانى وهل محامى الإدعاء هيصمد قدام محامى الدفاع ؟
لؤلؤة بفخر وثقة عكس ما بداخلها تماما : ننتظر ونشوف ايه إللى هيحصل والله يفعل ما يريد ... إن شاء فسينتصر الحق وإن شاء أن ينتصر الشر فسينتصر لحكمه هو وحده يعلمها
وتركتهم ودخلت إلى المحكمه سريعا
الساعة التاسعه تماما اجتمع الجميع داخل قاعة المحاكمه سوى أيهم ومحامى الدفاع الخاص به والذى من المفترض أن يكون مفاجأة للجميع
مر قليل من الوقت وبدأت المحاكمه ومازال أيهم متغيب مما أثار الشعور بالقلق لدى فيروز وأدم الذى اعتقد أن اخاه تخلى عنه
بدأ محامى الإدعاء قائلا : سيادة القاضى ؛ وفقا للتقرير الذى اعدته الدكتورة لؤلؤة فالقضيه واضحه وضوح الشمس ولا تستحق للتبين فالأستاذ أدم الكنانى فى اليوم العاشر من هذا الشهر افتعل حادث بسيارته على الطريق السريع وراح ضحيته إحدى المهندسين الشابين ورغم هذا فلم يساعده بل تركه ملقى على الأرض حتى نزف وصعدت روحه لخالقها فإن لم يكن مذنب لكان ساعده على الأقل .... وهذا هو تقرير المشرحه وتحليل الجثة
قدم المحامى التقرير أمام القضاة والمستشارين
القاضى : نظرا لعدم تواجد محامى الدفاع ولما استمعنا إليه ، ووفقا لتقرير الجثه المعد من قبل الدكتورة لؤلؤة قررت المحكمه أن ......
وفى تلك الأثناء وقبل أن يكمل القاضى كلامه دخل أيهم إلى قاعة المحكمه بطالته المميزه التى توحى لمن أمامه بأنه ملك من ملوك الزمان أو هو سلطان عصره
أيهم : بس لسه محامى الدفاع متكلمش
القاضى : اتأخرت ليه يا أستاذ دا اسمه إضاعة وقت المحكمه
أيهم بدهاء : أصل وانا جاى لقيت حادثه فى الطريق نزلت أشوف واتأخرت فدا مش معناه انى انا إللى عملت الحادثه، مش أى حد يتواجد فى مكان جريمه يبقى هو المجرم
القاضى : اتفضل يا أستاذ ، فين محامى الدفاع
انتبه الجميع ليعرفو من هو محامى الدفاع الذى كان يتكلم عنه أيهم قبل المحاكمه والذى من المفترض أن يكون مفاجأة للجميع
نظر أيهم حوله ليرى الناس  متشوقون لمعرفة من هو ذالك المحامى لتظهر على شفتيه ابتسامة ثقه فأخرج جاكيت المحاماه وارتداه ليصعق الجميع بشدة بما فيهم لؤلؤة
أيهم الكنانى الذى لديه لسان حاد ولبق فى الكلام الذى عجز أكثر الناس على الرد أمامه هو من سيترافع عن هذه القضيه
علامات الصدمه والدهشة على الجميع ليبدأ أيهم قائلا: أيها القاضى ، لا أعلم ما قاله محامى الإدعاء فى غيابى لكن ماهو مأكد أنه يرى الحقيقه من منظور مختلف .... فقد ثبت بالفعل أن أدم الكنانى ارتكب حادث لكنه كان تحت تأثير المسكر أى لم يكن فى وعيه وبكده يكون حكمه زى حكمه العاجز فعقله كان مغيب عنه ودا تقرير الطب الشرعى إللى يثبت أنه فى الوقت ده كان شارب ومكنش فى وعيه
قدم أيهم التقرير للقاضى ليقول القاضى : محامى الإدعاء يتفضل
محامى الإدعاء : أود استدعاء الشاهد عادل
دخل ذالك الشاهد المزعوم الذى وضعت عليه  لؤلؤة جميع آمالها كم تمنت بداخلها أن يقول ما قاله لها ، بالتأكيد مازال يوجد خير فى البشر وسيخبر المحكمه بما قاله
القاضى : أحلف اليمين
عادل : اقسم بالله ان اقول الحق ولا شىء سوى الحق
القاضى: قول يا أستاذ عادل شوفت ايه فى اليوم ده
تطلع عادل إلى لؤلؤة المعلق بصرها عليه بشدة تترقب حديثه ثم وجه بصره إلى أيهم الذى يبتسم بشراسة فهو فى مأزق الآن إن شهد بالحق سيقضى أيهم على جميع عائلته ؛ وإن قال الكذب فالله موجوده وسينتقم منه إن كذب أو شهد زور وعقاب الله أحق أن يخاف منه
وأخيرا نطق ذالك المسمى عادل قائلا : كان الأستاذ أدم ماشى بسرعه كبيرة وتقريبا كان سكران لأنه مكنش عارف يتحكم فى العربيه كويس فخبط الباشمهندس وسابه ومشى بعدين رجع تانى ولما شاف ان فى حد مرمى على الأرض بيموت هرب بسرعه ودا كل إللى شوفته
كم شعرت توبة بالطمئنينه وراحة البال بعدما سمعت كلامه فقد شهد معها ، لقد شهد الحق والله دائما ناصر للحق على الشر
القاضى موجهها حديثه إلى أيهم الذى تتطاير شرارات الجمر المشتعله من عينيه ليقول القاضى: عندك أى سؤال للشاهد
ابتسم أيهم بابتسامة التهكم الخاصه به التى تجعلك تقسم من داخلك أنه إحدى سلاطين عصره أو إحدى ملوك الزمان
أيهم موجهها حديثه لعادل : أستاذ عادل فهمت من خلال حديثك انك بانى الكلام على مبدأ الممكن يعنى مش متأكد من صحة المعلومة
عادل : لا انا متأكد انه كان هو أدم الكنانى نفسه
أيهم وهو يضغط على أسنانه بغيظ قائلا : على حد علمى يا أستاذ عادل انك عندك ضعف نظر فمتقدرش تشوف فى الظلام إزاى قدرت تميز وقتها إن إللى سايق العربيه هو أدم الكنانى ، ثم تابع أيهم بإنفعال: وازاى قدرت تحدد إن الميت هو نفسه الباشمهندس
لحظات وأحضر أيهم ورقة مكتوب عليها بعض الكلمات ليقول: اقرأ الكلام ده
حاول عادل كثيرا أن يقرأ لكنه لم يستطيع ليقول أيهم بابتسامه نصر فقد وصل إلى مراده واستطاع الضغط على نقطة ضعف ذالك الرجل  : إزاى بقى يا أستاذ عادل قدرت تشوف الحادثه والسواق والشخص المصاب من على بعد عالى عن مستوى الأرض بينما انت مش شايف كام كلمة على بعد مش كبير منك
هنا وقد صفق الجميع بحرارة فهو منذ بداية الجلسة وهو يتعامل بهدوء واحترافيه ، واستطاعت لؤلؤة ان تدرك حجم خصمها وأنها لن تنجو من هذا الأمر بسلام
هز القاضى رأسه بإعجاب ثم تابع أيهم قائلا: و معايا طبعا شهادة من الدكتور إللى راح عنده عادل وهو بيأكد إن نظره ضعيف جدا لا يتعدى 2 / 6 فازاى بقى يقدر يشوف مكان الحادثه كلها
جلس أيهم عقب حديثه هذا حتى قال القاضى موجهها كلامه لمحامى الإدعاء : عندك حاجه تانيه تضيفها يا أستاذ
محامى الإدعاء : ألتمس من المحكمه التأجيل
القاضى : نظرا لعدم استيفاء الأدله والشهود وأن محامى الإدعاء غير مستعد لمواجهة خصمه قررت المحكمه تأجيل الجلسه حتى يوم .......
وخرج الجميع من المحكمه ولم يبقى سوى لؤلؤة التى تجلس مصدومه فكيف استطاع فعل كل هذا ،وأيهم الذى كان يجلس واضعا قدما فوق الأخرى بكبرياء يضع إحدى أصابعه أسفل ذقنه وينظر له كل من لؤلؤة وندى أخته ووالدته
أيهم بنصر : ايه رأيك يا دكتورة !! مش هتباركى ليا القضيه خلاص انقلبت لصالحى
لؤلؤة وهى على وشك البكاء : لو الميت مأخدش حقه ربنا جبار منتقم يقدر يجيب حقه
ولو قاضى الأرض محكمش بالعدل فربك عادل وويل لقاضى الأرض من قاضى السماء
بالرغم من كلماتها البسيطه تلك إلا أنها استطاعت بث الرعب بداخل أيهم فهو يدرك أن كلامها صحيح لكنه لابد وأن ينقذ أخاه
أما فيروز والدته فقد رق قلبها لتلك المسكينه التى تقف أمامهم تتحدث عن قوة وجبروت الله هل الميت قريبها ؟؟ هل تعرفه ؟؟
بالتأكيد لا .. لكن هناك علاقة أسمى تسمى الإخوة فى الإسلام ؛ علاقه تسمى بالإنسانيه التى وللأسف انعدمت لدى بعض الناس وكيف يكون لديهم انسانيه فهل لديهم ضمير يوقظهم من الغفله!! فحيثما يوجد الضمير يوجد: ايمان ؛ ثقه ؛ حب ؛ ويوجد انسان
فكل واحد من البشر يسمى انسان لكن كم واحده فعل هذا الاسم وأصبح يستحقه
ليس الكثيرين، هم قله لكنهم موجودين
خرجت لؤلؤة من ذالك المكان ومازال لديها الأمل بقدرة الله فهى مؤمنه وتعلم أن الله قادر على فعل كل الأشياء ؛ خرجت وبداخلها عزم أن تجد دليلا فكل مجرم لابد أن يترك خلفه دليل فلا توجد جريمه كامله لابد من وجود خطأ يبين من هو المجرم الخسيس
وبينما هى سرحه ، شاردة تفكر فى أشياء كثيره ذهبت للماضى قليلا
فلااااااااش بااااااك
لؤلؤة : لو سمحت يا عمو أحمد لو عايزين نجيب حاجه تراقب لى الممر وانا قاعده فى مكتبى عشان اشوف الناس واقدر أعالج المواقف المتأزمه بسرعه
أحمد : ماشى يا بنتى فكرة حلوة ، نجيب كاميرا ونحطها فى غرفتك كده الكاميرا هتراقب داخل وخارج الغرفه
لؤلؤة : تمام كده
باااااااك
عادت لؤلؤة إلى واقعها وحمدت الله بداخلها فإن وجدت الشريط المصور عندما كان أيهم لديها يحاول رشيها فهذا دليل كافى ليغير الأمور لصالحها
ذهبت سريعا إلى مكان عملها تبحث عن ذالك الدليل فى كل مكان هنا وهناك ؟
......................
فى سيارة أيهم وبينما هو عائدا إلى القصر بصحبة والدته وأخته تحدثت والدته قائلة : البنت اللى كانت فى المحكمه دى صعبت عليا جدا ، مش عارفه احنا هناخد حق غيرنا إزاى
أيهم وهو يحاول أن يقنعها ويقنع نفسه بما يفعله : لو معملناش كده هيضيع مننا أدم وكمان كل حاجه بنيتها هتضيع دى وكمان دى قضية قتل فمفيش أى حد من المسؤلين يقدر يفيدنا
شرد أيهم قليلا يفكر ماذا إن علمت والدته أن حياته كله مليئه بالرشوة والظلم سيجن جنونها بالتأكيد او ربما تموت فيها ؛ عاد إلى واقعه حينما وصل إلى الفيلا ليهبطو من السيارة داخلين إلى الفيلا

.............
انتهى البارت .
ماذا سيحدث
مازلنا فى رواية " شريفه في غابة الأسود "
انتظرونى
بقلم ندى عماد
نادوو
الماسه اللامعه

شريفة فى غابة الأسود Where stories live. Discover now