الفصل الثامن

548 16 1
                                    

مش بتتفاعلوا ليه 😥😥😥
الفصل الثامن
.........................
أفاق أدم من غفلته فوجد نفسه فى المشفى وضع يده على رأسه يتحسس موضع الألم فوجد رأسه مربوطه بشاش أبيض
سرعان ما تذكر ما حدث لينهض من على ذالك السرير فزعا يبحث عن أخيه
صار بخطوات مترنحه فى ممر المشفى إثر إصابة رأسه حتى وقف متصنما محله وكأنما سكب عليه كوب ماء بارد حينما سمع كلام إحدى الممرضات
الممرضه 1 : للأسف خسرنا الشخص إللى جوا
الممرضه 2 : فعلا احنا حاولنا وعملنا كل حاجه نقدر عليها بس الحادثه كانت بشعه
وقف محله لا يقوى على الحراك بالتأكيد ما يتحدثون عنه ليس أخيه ؛ استدار وعينيه لا ترى سوى الظلام فتأخذه فى رحلة الى الأعماق ليفيق على واقع أليم 
جال ببصره يمينا ليقع نظره على مريض ومغطى بكامله بالملاءة، إنه ميت !!!! صدمة كالصاعقه أخذته بعيدا عن هذا العالم فكانت كما لو أنها ألقته فى بحر النسيان
أوشكت دمعاته على السقوط لكن ما منعه أنه بداخله يقين أن هذا ليس أخيه
دخل إلى تلك الغرفه بخطوات بطيئه يقدم خطوة ويتأخر خطوتين حتى وصل أخيرا
رفع يديه ليزيل الغطاء ؛ أزاله ببطىء وهو مغمض عينيه ؛ يخشى فتحها فيهوى قلبه ويتحول الى فتات ؛ لكنه لاشك محال لابد وأن يفتحها؛ بالفعل أزال ذالك الغطاء وبقى أمامه ان يفتح عينه ، فتحها ببطىء شديد كما لو توقف الزمن ؛ أو كما أن العالم يتوقف على هذه اللحظة ؛ عينيه التى تتفتح ببطء....يديه المرتعشه... صدمه تعتليه ؛ فتحها أخيرا  وما إن فتحها حتى زفر براحه فهذا ليس أخيه لم يتفاجىء كثيرا فقد كان شبه متأكد أنه ليس هو
دخل إليه الطبيب وما إن رآه حتى قال : أدم بيه انت لسه تعبان ولازم ترتاح
أدم بإستفهام وهو يجول بصره وكأنه يبحث عن شىء مفقود: فين أيهم، هو كان معايا فى الحادثه
ثم تابع بهستيريه: هو كويس صح ؟ اه اكيد هو كويس ...
نظر له الطبيب بأسف ثم وجه بصره للأسفل بيأس كيف يستطيع إخباره ليستجمع شجاعه أخيرا  قائلا : للأسف
وقع أدم على قدميه باكيا ؛ اسودت الدنيا أمامه   فأصبحت كسواد الليل أو أشد ؛ نظر للأرض ثم رفع بصره وهو يردد لااااااا بصوت اهتز له أركان المشفى بأكمله
ثم تابع بجنونه المعتاد ومازال لا يصدق ما حدث ليقول بكلمات واثقه علها تبث الثقه والأمان بداخله :أيهم الكنانى أسد الغابه دى ومستحيل يموت
الطبيب بعمليه وهو يحاول تهدئته : حاليا حالته حرجه جدا ونسبة انه ينجى لا تتعدى ال 10 % وفيه شخص واحد بس يقدر يساعده لأن حتى لو نجى مستحيل يرجع زى الأول، يا اما يكون مشلول او يدخل فى غيبوبه وشخص واحد بس هو إللى ينفع يساعده
حزن أدم بشده بعد كلامه المخيب للآمال ؛ ود لو يستطيع الفتك بذالك الطبيب المصر على كلامه ؛ نظر له بنظرات شر وكأنه على وشك قتله بالفعل لكنه تذكر أن الوضع لا يسمح له بذالك ؛ثم قال بكل ثقه : هسافر بيه بره ؛ هعمل له كل حاجه
الطبيب: مفيش أى شخص أو أى دكتور هيقدر يساعده غير دكتور واحد بس هنا فى مصر
وللأسف هيرفض يساعدك ؛
أعطى الطبيب كارت صغير إلى أدم وما إن قرأ أدم الكارت وعلم من هو هذا الشخص حتى صدم بشده ؛ صدمة أخرى يتلقيها
صدمات.... مفاجآت... لكن هذه الصدمة أقوى بكثير ؛ نظر الى الكارت بدقه وهو يتفحصه يتأكد من الإسم ؛ حاول اقناع نفسه أنه ليس الشخص المنشود لكن لا جدوى ؛فعقله رفض الإقتناع بالعكس فقرر الذهاب بنفسه ليرى ماذا هناك ؟
............
رفع أدم نظره للأعلى فوجد تلك اللافته معلقه وعليها الإسم المنشود مازال يقنع نفسه أنه مجرد تشابه أسماء فقط.
صعد درجات السلم بقلب يعتليه الأمل ويغلفه الثقه ؛ دخل الى وجهته وسأل عن ذالك الشخص بكل ثبات ينافى تمام ما كان عليه منذ قليل ؛ قلبه يرتجف وبشده فهذا هو أمله الوحيد
دخل الى ذالك الشخص ليتأكد بنفسه بأنه هو الشخص ؛ قد يكذب الإحساس ؛ وقد يكذب الشعور ، والعين قد تكذب أحيانا ، لكن فى مثل هذه الحالة العين ليست كاذبه
تقدم آدم ليقول وهو يحاول السيطره على خفقات قلبه الشديده ، تلك الخفقات عاليه الصوت فجعلته يظن أنها تلقى على مسمع من أمامه : محتاجين مساعدتك يا دكتور ؛ اخويا ايهم فى مأزق وانت الوحيد اللى تقدر تساعده
نظر له ذالك الطبيب بإنتباه ليقول ونظرات الكره والحقد الدفين تغلف عينيه فلا ترى سواهم فيها : والعبد الفقير اللى قدامك ده هيقدر يساعدك ازاى ؟
أجابه أدم وهو يمسك نفسه ويتمالك أعصابه حتى لا يفقد جنونه وصوابه فيخسر كل شىء : أخويا أدم عمل حادث واحتمال كبير انه يدخل فى غيبوبه او يحصل له شلل لقدر الله
ارتفعت ضحكات الطبيب فلم يعد أدم على إحتماله لينقض عليه يمسكه من تلابيب قميصه وهو يكيل له الضربات قائلا :طبعا شمتان
نزع الطبيب يد أدم من عليه ثم مسح مكانه وكأنه إحدى الحيوانات القذره ليقول : معلش بس اليد الحرام لازم امسح مكانها
نظر له أدم وفتيل الغضب يشتعل بداخله حتى تمكن منه بالفعل وقبل أن يفعل أى شىء استمع لكلام الطبيب وهو يقول : انا مستحيل أساعدك انت واخوك ؛ انا ضاع من حياتى أكتر من 20 سنه بسببكم ؛ كل حاجه فى حياتى تدمرت على ايدكم وللأسف مستحيل أساعدكم
صمت الطبيب قليلا ونظر الى أدم فلاحظ الغضب يتملكه وكأنه أسدا ينتظر فريسته لينقض عليها؛ نظر الطبيب الى عينيه فوجدها مشتعله كحبات الجمر المتلألأه وعلى وشك إحراق من أمامها ليتابع حديثه قائلا : كل المعلومات اللى عندى بخصوص الموضوع ده مديتهاش لحد غير واحد بس وهى طبعا الدكتوره لؤلؤه ؛ لأن البحث عملناه سوا انا وهى
وأنا إن مكنتش حابب أساعدك بس أكيد أقدر أقدم لك خدمه ولو هى رفضت ودا اكيد بسبب اللى عملتوه فيها فمحدش هيقدر يساعدك
نظر له أدم بتفكير وكأنه يدور هذا الكلام فى عقله لينهض سريعا فيقول وهو يوجه كلامه للطبيب : متنساش انك رفضت مساعدة أيهم الكنانى
وهيفضل أسد الغابه أسد حتى لو حكموها الفئران ومن ثم ارتدى نظراته وهم بالخروج ليوقفه الطبيب قائلا وهو يعبث بالجمجه الموضوع أمامه : متنساش اسمى ؛ أنا الدكتور " محمد الهلالى " وربك قال " يمهل ولا يهمل "
دا جزاء الظلم ولسه دورك جاى
تركه أدم وانطلق من أمامه قبل أن يرتكب جريمة أخرى فى حق البشرية ليقسم بداخله على جعل هذا الطبيب يدفع الثمن جزاء فعلته تلك ؛ ويبقى السؤال الأساسى والذى يدور فى عقله " كيف سيقنع لؤلؤه بمساعدة أخيه ؟
ترك تلك الأفكار على جنب ؛ فتح هاتفه فوجد كثير من المكالمات الفائته من أمه فعلم مايدور بخاطرها وأن القلق يسايرها حول أولادها
فقاد سيارته وانطلق متجهها للفيلا وهو يدور بعقله الكثير من الأسئله التى لا يوجد لها حل
.................
وصل الى الفيلا وما إن وصل ودخل حتى وجد والدته تجلس فى الصالون و علامات القلق باديه عليها وبشده لتقف فجأة فور أن رأته لتقول بسرعه بقلب أم حنون : كنت فين يا أدم
وفين أيهم ؟ حصل لكم حاجه ؟ وايه الشاش اللى على راسك ده ؟
رد يا ابنى وطمن قلبى
هكذا هو قلب الأم فكر أدم قبل أن يجيب ليقرر إخبارهم بالحقيقه فيقول وهو مغمض عينيه يخشى رؤية أمه فى حالة الحزن التى تنتابها حينما يقع أحد منهم فى مأزق : أيهم يا ماما عمل حادثه وحالته حرجه جدا
هوت أمه على الكرسى وقد حدقت عيناها من أثر الصدمه وفرغت فاهها لتقول بضع كلمات بتمته غير مفهومه فهمها أدم بصعوبه
لتقول فجأة بدموع وكلمات تحمل فى طياتها الأنين والعذاب : طب وهو عامل ايه ؟ هنوديه لأفضل دكاتره
أجابها أدم بأسف وكأنه ينقل لها مدى الوضع الحرج الذى يمر به أيهم ليقول : محدش يقدر يساعده غير الدكتور اللى فاز بمسابقة البحوث العالميه ، الدكتور" محمد الهلالى"
أجابته أمه بهستيريه وصراخ الوجع والأنين المكتومين بداخلها : مستنى ايه ما تكلمه بسرعه
نظر لها وقد سقطت دموعه بالفعل ؛ دموع الكسرة ؛ تلك الدموع التى تسقط عند فقدان ظهرك وظلك الحامى ؛ دموع الألم المرير الذى يعتصر قلبه ؛ دموع الخوف من فقدان سنده فى هذه الحياه فيقول بكلمات تنقل كم الحسرة والوجع : رفض انه يساعده
ودلوقتى مفيش قدامنا غير حل وحيد " لؤلؤة البحيرى "
ثم هوى على الأرض ويديه تحتضن رأسه وكأنما حمل العالم بأكمله يقع على عاتقه ؛ وكأن هموم العالم اجتمعت ووضعت على كتفيه فلم يقوى على تحملها : وبرضو مش هتوافق
صمت يخيم على الأرجاء عدا صوت الألم والبكاء ؛ صراخ قلوب وصوت تكسير قلوب لتصبح هشاشه كما قطع الزجاج
ليقطع هذا الصمت المخيف صوت فيروز قائله : روح لها يا أدم واطلب منها وإن شاء الله هتوافق
نظر لها نظرات ثقه وبعض من الإطمئنان وكأنما كان ينتظر منها تلك الكلمات البسيطه لتقويه وتشجعه على الإقدام على ذالك ليقول : هكلمها
حاضر
رفعت فيروز نظرها وهى تجوب فى السماء مردده بداخلها كلمة واحده تفرج بها كربها "يارب " كلمه يحمل معناها الكثير والكثيره
استغاثه......فرج..... رفق
نجد فى هذه الكلمه الكثير وكأن كل الأشياء اجتمعت للتعبير عنها فى كلمة واحده
تحدثت أخيرا بعد لحظات تأملها واستغاثتها لتقول : انا عايزه اروح عند أيهم
أومأ أدم رأسه برفق واصطحبهم معه إلى المشفى
أم بقلب محطم ودموع... نظرات تنظر بها فى ملكوت الله وهى تستغيث به
أخت بدموع كما الشلال لم تقوى على النطق بعد تلك الصدمه التى تلقتها فتعبر عن حزنها فى البكاء

..
بقلم نادووو
الماسه اللامعه
ندى عماد .......

انتظرو رواية " شريفه في غابة الأسود "

شريفة فى غابة الأسود Where stories live. Discover now