الفصل الثامن عشر

1.3K 29 8
                                    

تجولت بخطوات سريعه داخل المنزل ، تذهب إلى هنا وهناك ، تحاول أن تلحق الوقت
وكحال المصرين حين التأخر تأخذهم العجله فلا يستطيعون العثور على أصغر الأشياء
_لؤلؤة فين الشراب
هتف بها إسلام وهو فى عجله من أمره فذهبت سريعا لتخبره بمكانه ، أخرجته له وذهبت لتكمل عملها ليوقفها قائلا : الحزام
جلبته له لتقول بغضب منه : ابقى حافظ على حاجتك كويس ، مش كل مره أنا اللى هطلعها لك
تركها تذهب فجهزت له علبة غدائه ، لم يجد لديه الوقت الكافى لينعم بفطار هادىء فخرج من البيت مسرعا متوجهها إلى محل عمله
شلت قدمه ولم تقدر على حمله حينما رآه يقف أمامه بغروره وكبريائه ، عاد لثباته من جديد فأفاق من صدمته لكن مازال اللسان فى أجازة على المدى القصير
قرر أن يقطع هو حاجز الصمت بينهم قائلا : مش هتقولى اتفضل ؟؟
_ اه طبعا اتفضل
نطق بها إسلام أخيرا ، جلس أيهم وظل إسلام واقفا أمامه ليقول أيهم : طبعا مستغرب سبب الزيارة ، ممكن تنادى الدكتوره لؤلؤة ؟
ذهب ليخبرها بقدومه لتكون الصدمه حليفتها هى الأخرى ، قام أيهم من مكانه فور رؤيتها ارتسمت على ثغره ابتسامه حمقاء
عدل من وضعيته فقدم لها بعض الورق لتمسكه برفق
_ افتحيه!!
قالها أيهم وهو يحثها على فتحه ورؤية ما فيه
فتحته ببطىء لينظر أيهم إلى ساعته متأففا كعلامه على مرور الوقت
تمكنت من فتحه أخيرا لتسقط دموعها بعدما رأته ، هاهى كرامتها تعاد لها ، لقبها الذى سهرت لأجله ومهنتها التى عملت لأجلها ، كل شىء يرد لها على طبق من ذهب ولقب يرصع بفصوص ألماس من حوله ، وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظه مره أخرى ، فرحه ردت لها بعدما كاد اليأس أن يتغلب عليها
نظرت إلى إسلام ودموعها تزداد ، نظر لها بعينيه اللتان يفيض منهما الحنان فتبث بها الراحه وكأنه يطمنها ، وكأنه يخبرها أنه الواقع لا محال ، ليس مجرد حلم وليس أضغاث أحلام
بل بلا شك هذا هو كرم الله ، فحينما يأتى كرمه ويعم بعفوه ويشعرنا برحمته فكأنك ملكت كنزا لا يصل إليه الكثيرين
إنه الصبر يا ساده ينمو بداخلك مغلفا بالثقه بالله ، إن استطعت ذالك فستشعر وكأنه تمشى رافعا رأسك مفتخرا مرداد " اصبر وما صبرك إلا بالله "
_ شكرا
تفوهت بها من بين دمعاتها ليرد عليها قائلا : كان لازم احنا نشكرك على اللى عملتيه ، ودلوقتى تقدرى تشتغلى فى أى معمل جنائى أحسن من المشرحه اللى كنتى فيها
أومأت له فانصرف بشموخه المعتاد تاركا من ينظر إليه بحيره ، انتبهت له لؤلؤة لتسأله : مالك يا إسلام ؟
رد عليها ومازالت النظرات متعلقه بمن أمامه : فشلت فى تحديد شخصية أيهم الكنانى
وقفت إلى جانبه لتقول بلا مبالاه : على ما أعتقد إن كان عندك شغل
نظر لها بصدمه وإلى الساعه ليهرول مسرعا إلى الخارج فى محاولا للحاق بعمله
...........................
وقف أمام المبنى الضخم وهو ينظر لكل إنش فيه ، اشتاق له كثيرا ، فقد كان يعنى له الكثير ومازال حتى الآن ؛ حاول الكثير هدم أركان هذا المبنى لكن هيهات فكان أمامهم كما الحصن
يأبى التحرك ويأبى أن يتركه يهوى ، فإما أن يهوى معه أو يموت سواه
جالت نظراته على أركان هذا المبنى ومن ثم وزع نظراته على المبانى الموجوده حوله فابتسم بفخر فهذا المبنى بالنسبه لهم كما اللؤلؤة المرصعه بالجوهر المكنون ، وكأنه ألماسه شامخه تقف بينهم فتتحدى أحدهم على الصعود
سلم المجد..... ليالى طوال.... سهر دائم
أكل الرمل حتى تسلق سلم المجد ، نحت اسمه على الصخر فصنع لنفسه مكانه يحترمه الجميع ويهابه ؛ ليالى طوال لا تعد وسهر دائم لم ينم
ولم يغلبه النعاس ، كلما نظر إلى القمه ترك النوم عازما على القيام من القاع
هاهو الآن واقفا على قمة الهرم وينظر إلى القاع محدثا نفسه : حسنا أيها القاع لم تروق ليا ، لطالما أحببت القمه ، لم أحب الفضه ولا حتى الذهب فقد أحببت حبيبات الألماس
وقف إلى جواره يوسف وآدم فانتشله من فكره صوت يوسف قائلا : اتفضل يا أيهم بيه
خلع نظارته السوداء التى يخفى خلفها عيونه وتقدم إلى الداخل ، اجتمعت حوله الصحافه مابين مرحب ومهنىء وما بين شاكر لله على عودته ، اجتازهم وعبر إلى الداخل ليقول وهو على وشك الدخول إلى مقر شركته : أيهم الكنانى عاد وأنصح من حاول قتلى بأن الأسد لا ينسى عدوه والوحش لا يسامح من تعدى عليه
كلمات بثت الرعب فى الأرجاء فانكمشت ملامح الجميع فلم تزيده الغيبه سوى شراسه وربما زادته قوه تجعله يفتك بمن يتحداه
تراه أيكون أسدا ووحشا كاسرا يثور على الجميع فيطيح بهم أم تغيره تلك اللؤلؤة فتكون له مصباحا فى عتمته ؟؟
دخل إلى الشركه فوقف الجميع احتراما له وباقات الزهور تجمعت حوله ، تحولت نظرات الجميع إلى الخوف حينما رأوه بنفس حالته القديمه ، انكماش معالم وجهه فتضح على قسماته الغضب الجم ، ظنوا بأنه تغير وأن الظروف غيرته ؛ لكن الرياح لا تهز الجبل والعاصفه لا تقع بنجوم السماء
...........................
فى الفيلا الشاهده على ضحكات الفتيات
اقترحت ندى على أسماء الخروج من الفيلا قليلا والذهاب للتسوق ، ابتسمت أسماء فقد ظنتها فكره سديده لكن سرعان ما انكمشت ملامحها حينما تذكرت الغرض الأساسى من وجودها هنا وهو التخفى عن الأنظار
حاولت الرفض لكنها ضعفت أمام إصرار ندى الشديد ، وافقت على الخروج معها وهى تدعى الله بداخلها أن لا يحدث مكروه بسبب هذه الفكره
استأذنت ندى من فيروز وخرجوا سويا
ندى : لو سمحت يا عمو عبده ودينا على المول
ومن ثم ركبوا معا فى المقعد الخلفى
ندى أخذها الحديث وهى تحكى عما تنوى فعله بخلاف أسماء التى شردت فى مكان آخر
اغتاظت منها ندى لتضربها بخفه على وجهها قائله : إصحى معايا كده لسه قدامنا يوم طويل
حاولت أسماء أن تكبت شعورها بداخلها فغيرت مجرى أفكارها لتقول : لما نرجع نشوفك هتعملى ايه ، عشان تبقى تمدى ايدك كده
ندى : خلاص دا أنا كنت بهزر يا فوزى
فرغت فاهها بصدمه لتقول: بت!!؟ بس
تابعت كلامها بمرح :والا أقولك خلاص يا هريدى يا واد عمى
نظرت كل منهما إلى الأخرى ليضحكوا على نفسهم ومما تفوهوا به
ربما أيكون هذا آخر إجتماع لهما سويا ؟
وربما آخر لقاء!!!؟
تراك أيها القدر القاسى أيكون بعد الفراق طريق للقاء فتطفىء لهيب الإشتياق أم إن المفترق لا رجوع فيه ؟؟
وصلت السيارة أمام المول فخرجتا منها متوجهين إلى الداخل
مرح وفرح ومن ثم ضحك ولعب ، كبار بعقولهن لكنهن أطفال بأفعالهن ، صغار ينتظرن من يجلب لهن شوكولا ، كبار حين النصح وقدوة حين الرشد ، إنهن الفتيات ، رقيقات كما القوارير أقل شىء يكسرهن، ألماسات أقل مسحه عليها برفق يلمعهن
هوت أسماء على المقعد بعد وقت متعب قضوه فى الذهاب بين هذا وذاك ، جلست أمامها ندى قائله : هناكل وهنرجع نكمل
ضيقت عينيها لتقول بنبره ساخطه : هو لسه فيه تانى!!؟
علت ندى ابتسامه شامته على ثغرها ، لتعقب أسماء : والله لما نرجع يا ندى!! هوريكى!!
ندى بضحك :مش وقت يا سوسو خلينا ناكل الأول
شرعتا فى الأكل وبينما تجول نظرات أسماء على المكان لمحت ما كانت تخشاه ، إنهم هم من كانوا يبحثون عنها ، جالسين حول الطاوله المجاوره لهم
استدارت أسماء لتعطيهم ظهرها مما أثار فضول ندى عن سبب فعلها ذالك فقالت: مالك يا أسماء ؟
نظرت لها فاتضح فى عينيها الخوف مما جعل
إستغراب ندى يزيد ، أمسكت أسماء بيد ندى وجرتها خلفها متجهه إلى أقرب حائط تختبىء خلفه ، وقفوا خلف الحائط الطويل، هنا وقد هوت أسماء جالسه على الأرض لا تقوى على التحرك من الصدمه ، خرجت كلمات من بين شفتيها سمعتها ندى
_" إنها النهاية " أخذت تردد تلك الكلمه وكأن القيامة قامت أو كأنه اليوم المهول
جلست إلى جوارها ندى فاحتضنتها تهدئها ،
هدأت قليلا لتقول : اتصلى على أخوكى آدم
هو هينقذنا ، بسرعه أحسن هيقتلونى
لم تفهم ندى سبب حديثها ، أو ينقذها ممن ؟؟ إلا أنها اتصلت به
.....................
كان يجلس فى مكتبه أمامه الملفات ، فقد شعر بالمسئوليه فى الفتره التى غابها أخيه حتى اعتاد عليها وشعر بأنها جزء منه
وضع الملف المحمول فى يده على جنب
جمع الملفات سويا وذهب ليجلب توقيع أيهم عليها فكان هو بديل له وحينما يتواجد الأصل ينفى أى أثر للبديل
اعطاه الملفات وقبل أن يتحدث استمع إلى رنين هاتفه
_ دا مش مكان موبايلات
قالها أيهم بغضب ونظرات عقدت لسان آدم فلم يقوى على الرد عليه
استغرب كثيرا حينما رأى أن المتصل هو ندى
وزع نظراته بين الموبايل وبين أيهم ليقول : دى ندى ، ممكن يكونوا محتاجين حاجه!!
أشاره له بأصبعه فأجاب على الهاتف
أخبرته ندى بما حدث معهم ، فعلم ما حدث
استأذن للذهاب معللا أنه نسى أحد أغراضه بالفيلا وعليه الذهاب ليحضرها
بالطبع لم تمر الحيله على أيهم

ندى عماد

شريفة فى غابة الأسود Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu