الفصل العشرون

203 8 1
                                    

أيهم مفسرا ما حدث : طبعا يا دكتوره أسماء انتى سمعتى أول حديثى مع آدم
سمعتينى وأنا بقوله انك مينفعش تقعدى هنا
شهقت ندى بصدمه وفيروز التى لم تتقبل أن أيهم قال هذا
نظر لهم ليتابع حديثه
فلاااااااش بااااك
أيهم محدثا آدم : مش هينفع أسماء تفضل هنا
قالها بجمود صدم الواقف أمامه فهوى قلبه ليرد على أخيه قائلا : لازم تفضل هنا!! أنا باجى الفيلا عشان هى هنا ؛ لو هى مشيت آدم القديم هيرجع تانى
_ هى بنت ومش هينفع تفضل هنا مع راجلين فى الفيلا من غير زواج ؛ عشان كده أنا هتزوجها
قالها أيهم بخبث ليعلم رد فعل أخيه
آدم وهو يحاول استيعاب ما قاله : لا! انت مش هتعمل كده
أيهم : وليه معملش كده ؟
ثم تابع مستفهما : انت حبيتها ؟
رغم أنه يعلم الجواب إلا أنه فضل سماعه
آدم وهو يرد على سؤاله : أيوه أنا حبيتها!
أيوه أنا اتمنتها زوجه ليا ، أنا تغيرت عشان أليق بيها ، متتجوزهاش يا أيهم!!
احتضن وجهه بين كفى يده وكأنه يجاهد على الصمود بعدما استمع إلى كلمات أخيه التى كانت كما الخناجر المسمومه تطعن فيه بلا رحمه فتعاود طعناتها ولكن بقوه أكثر من المره الأولى ،جلس إلى جانب أخيه فأزال يده من على وجهه ، واحتضنه فجأة ولأول مرة يفعلها هو ويبادر بها ، قال وهو يشدد من احتضانه : كنت عايز اسمعها منك
آدم : يعنى انت مش هتتجوزها
أيهم وهو يخفف من حدة الموقف : لا يا عم مش هتجوزها ، هخليها لك
ارتمى آدم فى أحضانه قائلا : شكرا يا أيهم!
انت اتغيرت عن الأول
قال ببسمه : اشكر اللى غيرنى!!
من يره وهو فى مثل هذه الحاله يكاد يقسم أنه ليس أيهم الكنانى بذاته
أين أيهم الذى لا يبالى بالعلاقات ولا يهمه أى إن كان ، بسمته عباره عن بسمه دهاء
أما ما نراه الآن هو أيهم الذى غيره حبه لفتاه
ابتسامته نابعه من القلب
باااااااااك
عاد أيهم إلى أرض الواقع وهو يحكى لهم
نظرت أسماء إلى آدم فوجدته معلق نظراته عليها ، استدارت إلى الجهه الأخرى وهى تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها من فرط خجلها
صدر صوت أيهم قائلا : دكتوره أسماء لو معندكيش مانع فأنا شخصيا بطلب منك إيدك للزواج من أخويا الصغير آدم
توترت بشده حتى ظنت أن الأرض ستذوب من تحتها لفرط حرارتها التى ارتفعت فجأة
فركت فى يدها بعنف علها تجد مخرج من هذا الموقف المتأزم ، نظرت إلى آدم المتوتر هو الآخر
أومأت رأسها قائله : موافقه
قفز قلبه من الفرح بعدما سمع موافقتها وكأنها أعطته تذكره للحياة من جديد
مالت ندى على أسماء تحتضنها لتقول : اه يا لئيمه!! عشان كده كنتى مكلبشه فيه واحنا فى المول
نظرت أسماء حولها خوفا من أن يستمع أحد إلى حديثهما لتقول : طب اقفلى دلوقتى وبلاش فضايح ، وبلاش انتى بالذات تتكلمى
هنشوفك هتعملى ايه ؟؟
سألتها ندى مستفهمه : قصدك ايه ؟؟
مالت عليها أسماء وكأنها ترد لها فعلتها لتقول : هتفهمى بعدين
ندى بمرح : لنا غرفه تلمنا يلا بينا على الغرفه
أتت فيروز أثناء حديثهم : فيه ايه ؟
ندى : مفيش يا ماما!! أنا كنت بقولها مباارك بس
وكزتها فى كتفها متابعه : مش صح يا أسماء؟
أسماء بعدما فهمت مقصدها : أيوه صح يا ماما
هنئتها فيروز قائله : مبارك يا حبيبتى
ابتسمت لها أسماء فردت عليها التهنئه
اتجهت فيروز إلى آدم قائله : مباارك يا حبيبى
_ الله يبارك فيكى يا ماما
قالها آدم وهو يحتضن والدته ، نظرت فيروز إلى أيهم ببسمه فبادلها إياها وكأنها تخبره أمرا ففهمه
أيهم : مبروك ، مش هنستنى كتير الفرح هيكون قريب على ما نجهز الجناح اللى هتقعدوا فيه
أومأ الجميع موافقين على كلامه وانصرف كلا إلى وجهته 
.......................
وصلت لؤلؤة إلى المنزل بعد قضاء يوم شاق فى عملها الجديد ، جلست تنتظر إسلام حتى تذهب به إلى وجهتهم المتفق عليها
وصل أخيرا بعد وقت ليس بقليل
لؤلؤة : يلا يا إسلام عشان نروح
إسلام ببعض التعب : مش قادر
جلست إلى جانبه بقلق قائله : مالك؟؟
وضعت يدها على رأسه تتحسس حرارته : بس حرارتك كويسه!!
_مالك يا إسلام ؟
قالتها بقلق وهى على وشك البكاء ، ربت على يدها برفق قائلا : دا إجهاد بس من الشغل هرتاح شويه ونروح
لؤلؤة وهى تخلع خمارها : لا!!! مش هنروح مكان النهاردة ، انت تعبان ولازم ترتاح
إسلام بمرحه المعتاد : يا بنتى دا أنا بستنى اليوم ده من زمان تقومى تقولى ارتاح!!
احنا هنروح النهاردة ومليش دعوه
ابتسمت له برفق كعلامه على موافقتها
ذهب إلى غرفته ليرتاح قليلا ، وأمام تفكيره بهذا اليوم رفض النوم أن يأتيه
ارتدى بدله بحليه سوداء وخرج من غرفته
أثار رائحة عطره لؤلؤة الجالسه بقلق ، نظرت له بصدمه ومن وضعيته الجديده فقال بعين دامعه : ما شاء الله! اللهم بارك
جفف دمعاتها قائلا : مالك بس ؟؟
احتضنته قائله : مش هقدر أجيب لك أم وأب يكونوا معاك فى يوم زى ده!! كان نفسى يكونوا معانا ويفرحوا زى ما أنا فرحانه لك
شدد من احتضانها وهو يحدثها قائلا : لو كانوا معانا كان هيفرق وهيكون أحلى بس انتى معايا يا لؤلؤة ، انتى أمى وأبويا وانتى عيلتى كلها
شعرت أنها أدخلت الحزن عليه بكلامها فقالت فى محاوله لتلطيف الأجواء : خلاص بقى أحسن هيبقى شكلنا وحش قدام الناس 
فهم محاولتها لإضحاكه فضحك لأجلها
_ ثوانى هلبس خمارى وآجى
قالتها لؤلؤة وهى تدلف إلى الداخل سريعا
وقفت أمام صورة والدها والدتها : أنا النهاردة راحه مع إسلام عشان نخطب له ؛ هنخطب له ندى أخت أيهم الكنانى هى كويسه ومحترمه جدا ؛ ثم تابعت بسعاده وصوت منخفض وكأنها تخبرهم سرا : وكمان إسلام بيحبها
ضحكت وهى تتابع كلامها : هو بيتمنى اليوم ده وأنا كمان كنت بتمناه من زمان!! دلوقتى بس حسيت إن إسلام كبر وهيبقى عنده بيت منفصل
ثم تابعت بداخل نفسها : أجل لقد كبر صغيرى!!
وسيتركنى!!!
عادت إلى حديثها مع الصوره قائله : دعواتكم إنهم يوافقوا
خرجوا سويا من المنزل متجهين إلى فيلا الكنانى
........................
جلست فيروز فى غرفتها ممسكه باحدى الكتب تطلع فيها ، استمعت إلى صوت طرقات على باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول
وضعت الكتاب على الكومود المجاور ما إن رأت أيهم
جلس بجانبها على حافة السرير ، علمت لما أتى
فأشارت له بأن يتقدم
وضع رأسه على قدمها كما الطفل الصغير وهو يتطلع للسقف قائلا : تفتكرى اللى حصل ده هو الصح يا ماما!!؟
مسدت بيدها على شعره الغزير وهى ترد عليه : صح يا ابنى! مكنش ينفع تفرقهم أصلا
_ طب ايه رأيك فى طلب الدكتوره لؤلؤة ؟
قالها أيهم وهو يستشيرها لتجيبه : طلب عادى ولنا حق الرفض أو القبول
ثم تابعت مؤيده :واختك بتحبه افتكر كده قبل ما ترفضه
صمت قليلا لتقطعه فيروز عن صمته : وانت ؟؟
سألها مستفهما : أنا ايه ؟؟
_ مش هتستقر بقى يا ابنى ؟ وأنا وانت عارفين مين المناسبه لك!! عارفين مين اللى أحيت قلبك وخلته يدق ويحس
قالتها فيروز وهى تلمح له ليرد عليها قائلا : عارف يا ماما!! وللأسف دى بالذات مش هينفع
فيروز بشىء من العصبية : هو ايه اللى مش هينفع
أيهم بتفكير : وانتى تفتكرى إنها هتوافق ؟؟
هتوافق بشخص طلب منها طلب مفيش واحده شريفه تقبله!! هتوافق بشخص حاول يرشيها
، وإلا هتوافق بشخص وقف مسيرتها المهنيه
مش هتوافق يا ماما ولو رفضتنى هرجع أسوأ من الأول ،شخصيتى مش هتتقبل الرفض
فيروز برضا: اعزم وتوكل يا أيهم
وهى هتوافق ، هى ساعدتك!! وكملت معاك طول فترة علاجك عشان حبتك ، بس هى محتاجه اللى يوجهها
أيهم :معتقدش إنها حبتنى! هتحب واحد متعدد العلاقات النسائيه!!؟
فيروز باستفهام : انت حبيتها يا أيهم ؟ والا دا مجرد تملك وسطوه ؟
اعتدل فى جلسته قائلا : للأسف حبيتها!!
إنه القلب أصابه الحب فى مرمى ، فرمى الحب أولى سهامه معلنا عن وجوده ، بذره ستصير نبته وسرعان ما ستكون شجره متفرعه يسقيها المحبين بشهد حبهم
سمع رنين هاتفه معلنا عن اتصال يوسف يخبره بقدوم ضيفيه(إسلام ولؤلؤة)
خرج أيهم تاركا مساحه لوالدته لتستعد لإستقبالهم
......................
استقبلهم آدم ومعه أيهم المتعلقه نظراته بها
رغم مشاعره التى من الصعب أن تظهر ورغم حالة الثبات المسيطره عليه إلا أن الحنين قادر على كشف الأسرار المخفيه
جلست لؤلؤة وبجانبها إسلام والصمت يخيم عليهم ، دخلت فيروز فجلست معهم حتى لا تشعر لؤلؤة بالحرج
فيروز بسعاده : ايه يا لولو ؟ ينفع كده تسيبى فيرى لوحدها ، دا انتى وحشتينى أوى
لؤلؤة بفرح هى الأخرى : وانتى والله وحشتينى أووى
بعد قليل من الوقت قال أيهم : منور يا مهندس إسلام
إسلام بحرج: بنور حضرتك
إسلام وقد قرر قطع الحرج المسبب للصمت : طبعا احنا جينا النهاردة نطلب ايد الآنسه ندى  وكلكم عارفين كل حاجه عننا
أيهم معقبا على حديثه: لازم نستشير العروس طبعا
فيروز : انتى من أهل الفيلا طبعا يا لؤلؤة
ادخلى شوفى البنات
صعدت لؤلؤة إلى أعلى فوجدت ندى وأسماء يتحدثون ، فرحوا برؤيتها كثيرا ، وبعد وقت قضوه فى السلام والأحضان والفرحه باللقاء
قالت لؤلؤة وهى على عجله من أمرها : يلا البسى الحجاب وتعالى تحت فيه مفاجأة
ندى بفضول :مفاجأة ايه!؟
لؤلؤة بمشاكسه : عريس
ندى بحزن : بس أنا مش عايزه
وبعد إلحاح كل من لؤلؤة وأسماء نزلت معهم ندى وبداخلها رفض تام
دخلت الغرفه بخجل وهى تنظر إلى الأرض لتقول لؤلؤة : ارفعى وشك كده يا عروسه
صدمت حينما وجدته هو ، أجل !! إنه من يهواه القلب ويأبى رفضه لأى سبب كان
جلست بتوتر ويكاد قلبها يقفز مما يشعر به
أحاسيس مختلطه ،ومشاعر مُربكه ، تتمنى لو تميد بها الأرض فتخبئها فى جوفها
تركوهم سويا يتحدثون فيما بينهم وخرجوا جميعا
هنا وقد ظهر تأفف آدم وتأججه قائلا : طب ليه أنا معملتوش ليا كده ؟ كنت محتاج أتكلم معاها
فيروز بضحك : بكره تتجوزها وابقى احكى اللى انت عايزه
كان على وشك الرد عليها حتى أتت له نظرات أيهم فبترت كلماته قائلا : خلاص يا كبير اللى انت تشوفه
وضعت أسماء يدها على فمها تمنع ضحكتها من الظهور انتبه لها آدم ، سرح فيها قليلا لتأتيه نغزه من أيهم قائلا : اتلم عشان تتجوز على خير
اعتدل فى وقفته ليتابع أيهم حديثه قائلا : شاطر ،فهمت بسرعه أهو

رواية شريفه فى غابة الأسود
الماسه اللامعه
ندى عماد

 

شريفة فى غابة الأسود Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt