الفصل الحادى والعشرون

536 11 8
                                    


الفصل الحادى والعشرون
فركت يديها فى توتر بالغ وهى تلازم وضعية الصمت المخيم على أرجاء الغرفه ، انتظرت حتى يبدأ هو فى الحديث لكن على ما يبدوا أن الخجل ينتابه فيمنعه كلما أقدم على الكلام
رفعت بصرها قليلا تنتظر منه تفسير ، هزت قدمها بعصبيه حين لم تجد منه رد قررت أنا تقطع هى هذا الصمت الوخيم فتلطف من الأجواء علها تخفف عنه وعنها ماهم فيه
كانت على وشك التفوه بإحدى الكلمات ليقاطعها بحديثه فى نفس الوقت التى تحدثت فيه ؛ نظرات عاشقه تنظر إلى من هوى فى بئر عشقه .... هدوء مخيم عليهم سوى صوت الريح الهادئه وكأنها تعزف أنشوده تلطف الجو المشحون وكأنهم عاشقين حد النخاع.... خفقات القلب الثائر فكانت كآلة الكمان يعزف عليها أعزب لحن فتلامس أوتار الفؤاد
قلب مجنون رفض الهدوء وقرر أن يثور فكان كالموج الرخيم تارة ما يعلوا ويفيض وتارة أخرى يلزم الصمت والهدوء 
لم يراق لها صمتها الدائم ، فكانت على وشك التفوه بكلمه ليبتر هو جملتها بصوته قائلا : حابه تسألى حاجه عنى ؟
نظرت فى عينيه فذابت بها فى محاولة للوصول إلى أعماقها ، شردت فكانت كما لو قُذف بها فى عالم اللاوعى ، غير قادره على الرجوع ،كلما تحاول العوده وكأنها سحر يجذبها أكثر فأكثر حتى تصل إلى نقطة يتمنى الوصول إليها أى عاشق يكن الحب والمجون
عادت أخيرا إلى أرض الواقع فأومأت برفق كعلامه للرد على سؤاله ، ابتسم بسمه طفيفه على حالها وارتباكها الجلى ، بسمه خطفت لبها لتقول محدثه نفسها : يا الله إنه مصر على جنونى بالتأكيد
_ تقدرى تتفضلى لو مش حابه تسألى أو تعرفى حاجه
قالها وقد قرر اللطف بها بعدما رأى حالة التوتر المسيطره عليها
وكأنها كانت تنتظر السماح بالخروج ، هرولت بقدميها نحو الباب وكأنها كانت فى سجن وحصلت على حكم الإفراج أخيرا ، أمسكت بمقود الباب وهى على وشك الخروج ، أوقفها بصوته قائلا : على فكره ، أنا مش بخوف
التفتت له لتبتسم فسرعان ما تحولت البسمه إلى ضحكه ، خرجت وعلامات الضحك والسرور واضحه على وجهها فتضيف لها رونقا فأصبح هذا الوجه الملائكى متلألأ كما النجوم
نظر لها الجميع وعلامات الإستفهام تحلق فوق رؤوسهم ليقول آدم مستفهما : هى مالها؟
تطلع لها أيهم بنظرات غامضه مستحيل أن يفك أحد شفراتها وكأنه حصل على جواب لسؤال كان يطارده بداخل عقله
استوقفها وهى تمشى بخطوات أشبه بالركض قائلا : ها موافقه والا ايه ؟
_ موافقه
قالتها بنبره خافته وكأنها تهمس لنفسها ، سمعها أيهم ليبتسم بعفويه فقال وهو يعلى صوته حتى يسمعه الجميع : هى موافقه
نظرت إلى الجميع ما بين مهنىء وفرِح أما هى فكانت كما العصفور تريد التحليق ، وكأن الأرض لا تقدر على حملها من شدة فرحتها فقررت أن تختبىء خلف سحب السماء وتنضم إلى نجومها اللامعه
ذهبت فيروز ووقفت أمامها مباشرة قائلا بخفوت وهدوء : انتى متأكده انت موافقه ، مش هتقعدى فى فيلا زى دى
تطلعت لها ندى وهى لا تعلم لما والدتها تقول لها هذا ، أكملت فيروز حديثها : موافقه وإلا محتاجه وقت للتفكير؟
جالت بنظرها الأركان وهى تبحث عن تلك العينين علها تجد فيهما إجابة لسؤال والدتها
رأته أخيرا وكأنها استمدت منه الأمان لتجاوب والدتها قائله : موافقه يا ماما!! موافقه
صعدت إلى الأعلى سريعا بخجل مفرط ، تركض إلى أقرب مكان تختبىء به من خجلها
دخلت خلفها أسماء قائله بمشاكسه : والله وشوفقتك كده يا نودى
نظرت لها بغضب وسرعان ما هوت كلتيهما فى نوبة من الضحك تحت سماء الضحك والجنون

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 06, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شريفة فى غابة الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن