الخامس

16.5K 536 16
                                    

الفصــ(٥)ــــــــل
بعنوان "وريث ؟!"

والان هل اصابك الارتياح .. عزيزي اجبني بصراحة هل الان اصابتك الراحة بعد ما فعلته بقلبي ؟ أنا في نيران الجحيم من الحزن .. اعيش لحظات الخوف من المجهول .. مجهول مرتبط بوجودك
تلك النطفة التي تربطني بك الان هي التي تقربني من نار جحيم الذي حاولت الابتعاد عنه
هل اتخلص من تلك النطفة ام اتخلص من حياتي ؟

كانت نظراتها شاردة في الـلا شئ تتذكر كلمات تلك الطبيبة جيدا تتذكر وهي تخبرها أنها حامل بالشهر والنصف اي قبل أن تتركه بأسبوع .. وليدها بأحشائها منذ شهر ونصف وهي لم تشعر بذلك
عقلها إصابة الشلل وهي حقا لا تعلم ماذا عليها أن تفعل ولا تستطيع أن تفكر بجدية
ما يجول بخاطرها رد فعل يوسف عند علمه بهذا الخبر
هل سيفرح .. سيحزن .. سيربطها به .. ام ماذا
اخر ما تفكر به أن يجبرها علي اجهاض الطفل فهو لا يفعل ذلك ابدا..

هبطت دمعة من عيونها من ذلك التعب النفسي لتجد من تمسد علي خصلات شعرها بحنو والتي لم تكن سوي ندي التي هتفت بصوتها الرقيق:-
_متفكريش كتير يالين .. صدقيني كل حاجة هتبقي كويسة
ردت بتمني:-
_ياارب ياندي ، يارب
ندي:-
_تحبي نسافر
وضعت لين يدها علي بطنها حيث موضع جنينها وقالت بقلق:-
_مش دا ممكن يضر البيبي
إجابتها ببساطة:-
_انتي الحمل بتاعك شكله سهل .. فالسفر بالعربية مش هيأثر اووي
بتلك اللحظة فُتح الباب ودخل حمزة لتعتدل لين في جلستها وهي تسأله بأهتمام:-
_اخبار باسم أية ؟
رد بأختصار:-
_بقي احسن بكتير دلوقتي
هزت راسها بحسنا وصمتت بشرود لينظر حمزة لندي التي بدورها قالت بهمس له بضيق:-
_خايفة من رد فعله
تنفس بصوت عالي بضيق هو الآخر ولم يتحدث
بينما قالت لين وهي تنظر لهم:-
_تتوقعوا هيحصل أية ؟ هرجع معاه القصر ؟! هرجع للوحدة تاني .. هرجع لتحكماته وأسلوبه البارد تاني ؟ أنا خايفة ، خايفة ارجع تاني للقصر ، دا قصر الموت بالنسبالي ، أنا فيه بموت بالبطئ ، روحي بتتسحب فيه والله بتتسحب ، مفيش هناك كلام مفيش صوت بيخرج غير بأذنه ، هو مش عايزني هناك .. هو مبيحبنيش بس لو مش عايزني بيتمسك بيا ليه ؟
نظرت بتوهان لكلاهما الذي حل عليهم الصمت واكملت بدموع:-
_هو في واحد في العالم دا ممكن يملك كل الصفات اللي فيه دي .. واحد أبرد من كل الناس ، واحد عصبي لدرجة متتفهمش ، متعرفش تفهمه ، تحس انك قاعد مع واحد عنده انفصام فجأة بيتعصب وفجأة بيهدأ هو غريب وخلاني زيه غريبة

تنهدت ندي وهي تقول:-
_اهدي يالين .. هو مش قال إنه مبيرجعش لحد سابه
التفتت لين تنظر لها بحزن لتتابع ندي بأسف:-
_مقصدش والله ، أنا بحاول اطمنك أنه ممكن يوافق يخلي البيبي معاكي
هتف حمزة بعد صمت طويل:-
_انتي عايزة تنزلي البيبي
هزت راسها بلا وهي تقول:-
_هو مش هيسمح بأني أنزله ، تعرف لو كان القرار بأيدي وكان دا آخر رباط بيربطني بيوسف كنت ممكن أنزله ، رغم اني بقيت حاسه بيه دلوقتي وقلبي بيتعلق بيه
ثم ماذا .. هي تشعر بالحيرة
اتتركه ام تفقده ..اتحبه ام تكره .. تحافظ عليه ام تتخلي عنه
بين نارين هي .. نار الأمومة ونار الحرية
______★______★______★______★_______
كانت الساعات تمر وهو كما هو علي ذلك الفراش من ملامحه المتشوهة تلك تكاد تقسم أنه يتنفس أنفاسه الأخيرة لكن قلب الام كان له رأي آخر..
فتحت السيدة سعاد باب غرفة المستشفي ودخلت بخطواتها الحزينة حيث فراش ابنها باسم .. ذلك الاب الصغير لأسرتهم الصغيرة
هو من تحمل منذ صغره مسئوليتهم بعدما توفي والده .. رافضا أن تعمل هي أو حتي شقيقته التؤام بسمة
أنه تحمل كثيرا في حياته تلك ، الايام دوما ضده والظروف أيضا ضده
حتي هوايته الوحيدة وهي رقص البالية تعملها لانه منها يمكن أن يجني الكثير من المال لكن الان يبدو أن تلك الهواية ستؤدي بحياته للجحيم
تنهدت بحزن وهي تجلس علي أحد المقاعد بجوار الفراش ثم مدت يدها لتمسك يده بيدها وهي تقول بحنو:-
_مش هتصحي ياقلب امك وتطمني عليك ، عمرك ما حبيت تشوف دموعي وانا دلوقتي بعيط مش هتصحي تمسحها ليا ، مش هتصحي تطمني عليك ياباسم
وضعت بسمة يدها علي كتف والدتها وقالت بنبرة متماسكة أو هي جاهدت لتكون كذلك:-
_متقلقيش ياماما .. هو دلوقتي كويس ، الدكتور طمنا علي حالته
قالت وهي مازالت تنظر له:-
_مين عمل فيك كدا يابني بس ووجع قلبي عليك
نظرت لها بسمة ثم لباسم واغمضت عيونها متذكرة حديثها مع حمزة...

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن