الحادي عشر

16.3K 462 17
                                    

الفصل (11)
بعنوان "مقابلة اخوية"

لا تعاتب ولا تهجر ولا تصرخ ولا تعنف .. فقط احتضني بحب اخوي خالص وقل لي ... اني امانك وسندك واني لا اطيق البعد عنك
لا تقسو ولا تسمح بأن تتجمد خلايا قلبك .. احبني رجاءا وسامحني .. انا الشقيقة القريبة فلما تبعدني اخي !!

كلما غيرت من مجري الحديث يتعصب لكن اليوم لم تتبدل ملامحه وهي يستمع لحديثها حتي كادت تجن من ذلك .. عادت الحديث مرة اخري:-
_رجعتني لية يايوسف
اجاب ببساطة:-
_علشان انا عايز كدا
_بس انا مش عايزه .. انت قولت اني قدامي فترة الحمل كلها علشان افكر بهدوء .. لية غيرت رأيك
_هتفضلي عايشة هنا غريبة وكأنك عايشة في بيتك وانا لسة عند كلمتي هسيبلك المدة اللي عيزاها لحد ما تقرري عايزة اية

ابتلعت ريقها وهتفت:-
_طيب انا هروح اوضة تانية
تعصبت ملامحه وغضبت عينيه وتجمعت بها وحوشه فجأة وهو يقول بنبرة حادة عالية:-
_عايزة الخدم يقول اية .. مراتي هجراني
توترت وهي تقول:-
_انا مقصدش بس
قاطعها وهي يقول بحزم:-
_برة الجناح احنا زوجين زي اي اتنين لكن هنا بس هسمحلك تقعدي في اي مكان يعجبك
_حاضر
جاء ليغادر لتفاجئه هي بسؤالها:-
_يوسف انا لو خلفت بنت .. انت هتزعل ؟!
توقف في مكانه للحظات وهي يعطيها ظهره الشامخ كان صامت وجسده ثابت لدرجة انها توترت من ذلك تمنت لو انها تسحب سؤالها لكن .. قد فات الاوان للاسف ... لا تتوقع كيف ستكون رده فعله حقا .. لا تتوقع !!
التف لها ببطء وبسمة خفيفة ترتسم علي شفتيه وهي يهتف بعيون حنونة غريبة عليه:-
_هتكون احسن هدية ممكن تقدميها ليا يالين
دنا منها بخطوات قليلة ووضعه كفه الحنون علي وجنتيها وهمس بصوت رقيق غريب عليه وعليها:-
_وقتها هتعوضيني عن كل اللي شوفته في حياتي .. وقتها لو طلبتي نجمة من السما هجبهالك يالين
خرج صوتها مرتعشا وهي تهتف بقلق:-
_متأكد انك عايز بنت ؟!
لمعت عيونه بوميض غريب وكأنه عاطفة الابوة وهو يجيبها:-
_قدمي ليا الهدية دي وانا هنفذلك كل اللي بتتمنيه
_ادعي ربنا ان البيبي تكون بنت
رفع عينيه للسماء يرمقها بعيون لامعة وكأنها لامعة بدموع الايمان وهو يهمس:-
_ياااارب

تراه للمرة الاولي بتلك الحالة متعجبة هي وتعشر بالغرابة من شخصيته .. شخصا منه لا تتوقع منه سوي اهتمامه بانجاب الفتيان .. فكييف هو يتمني ان تكون له فتاة .. بل سيقدم من اجلها ما هو غالي ونفيس .. سيفعل ما بوسعه ل لين لو ان حققت ما يريده .. كم تتمني لو ان القرار بيدها وقتها كانت ستنجب الف بنتا لكن القرار بالاخير بيد الله .. له وعليه نتوكل
______☆______☆______☆______☆______
تشعر ان الوقت لا يمر الليل معه بات اطول من اللازم تضيق عليها انفاسها رغم انها تبعد عنه بالقدر الكافي ترك لها الجناح لتختار اين ستنام فاختارت الغرفة المجاورة له .. رغم ان الفراش فيها صغيرا والنوم غير مريحا لها بالنسبة انها حامل بطفلا الا ان كل شى في بعده مهما كان صعب فهو مريح
اتخشاه ؟! بالطبع تخشاه وتخافه حتي لو ان حاله متغير تلك الايام قليلا .. ايحبها ؟! الحقيقة لا تعلم لكن ما يظهر لها لا يثبت انه يحبها فقط يثبت انه يحب ان يتملكها
اتريد العيش معه ؟! لا .. فالقصر برغم من فخامته الا انه كسجن وعرين لها تشعر وهي فيه انها في براثن الوحش ..
لا تتعجب ان يطلق عليه لقب الوحش .. فهو كذلك لا تستطيع ان تتحدث في حضرته باي حديث الا بأذنه .. بروده اكثر ما تخشاه ،، هدوئه المريب يقلقها ويخيفها
اذن كيف ستشعر اذا تعرضت لعصبيته وغضبه الحقيقي .. اذا تحول لوحش حقيقي معها !!
وجدت احدهم يضع يده علي خصلاتها فجأة لتجفل وتنهض من جلستها فزعة لتشعر به .. يوسف يمرر يده علي خصلاتها ثم بيده الاخري علي يدها لكي تهدء بدأت انفاسها تتصاعد خوفا ورهبة اما هو .. فخرج صوته حنونا:-
_لسة منمتيش
ردت بتوتر ونبرة متقطعة:-
_مش جايلي نوم
سحبها بلطف للفراش لتستلقي عليه مرة اخري وهو مازال يمرر يده بين خصلاتها وهو يكمل بنبرته الحنونة العطوفة:-
_كدا غلط عليكي .. لازم تنامي
ثم صمت للحظة واكمل:-
_ولا انتي قلقانة مني
لا تعلم اشعرت بالحزن في نبرته ام انها تتخيل ذلك !!
لكن علي الرغم من ذلك هتفت:-
_لا مش قلقانة منك بس....
_خايفة ؟؟
ردت بسرعة خوفا من غضبه:-
_لا والله بس انا كتير مش بعرف انام من القلق انت ملكش دخل
ابتعدت احدي يديه عنها ونظر للاسفل وسأل بتخاذل:-
_انا السبب برضوا صح ؟ علشان معاملتي ليكي زمان

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرWhere stories live. Discover now