العشرون

15K 458 24
                                    

الفصل (20)
بعنوان"صدمات متتالية"

اقول لك انت غريق وانت غريب وانت لا تجيب لكن ... افعالك خير اجابة وتأكيد وبرهان
انت التوهان والمتاهات ،، الحب والحياة .. القسوة والعذاب انت لي كل ما اتمناه وكل ما اخشاه .. اماني معك وخوفي معك وروحي لك وستنتهي علي يدك !!

توترت انفاسها من قربه ومن حركته .... ومن حديثه
هو جن .. او انه هو بالفعل مجنون
او انه مريض .. مريض نفسي وهو لا يعرف
تابع وهو يقترب من وجهها اكثر فاكثر وانفاسه تمتزج بانفاسها:-
_انـا بحبـــك يـالــين
انتفضت من جلستها فجأة وهي تستمع لحديثه الصادم هذا وتمتمت بنبرة مرتعشة متقطعة:-
_بـ بتقـول ايـة
تنهد وهو يجيب بعيون لامعة:-
_بحبك يالين
اؤمات بالنفي وهي تردد بنبرة هيسترية غير مصدقة:-
_انت أكيد مش في وعيك انت اكيد مش فايق يايوسف
اقترب منها اكثر فاكثر وهو يرد بنبرة حانية:-
_عمري ما كنت فايق الا دلوقتي
اغمضت عيونها .. لعله حلمه وستستيقظ منه الآن .. ستستيقظ الآن .. ستستيقــظ....
قاطعها بحديثه الجاد رغم نبرته الدافئة:-
_معقول عمرك ما حسيتي بحبي ليكي يالين
قالت بعيون تائهة:-
_عمري ما حسيت بالامان في حضنك يايوسف وطالاما محسبتش يبقي انت مقدرتش تقدم الحب ليا

اهناك اسوء من هذا حديث يمكن أن يستمع له رجل في حياته .. خاصة رجل كـ يوسف .. عاشق ، محب ، هائم ... وحش !!
توترت وهي تري الجمود الذي بدا يرتسم علي ملامحه بعد حديثها ذلك لكن لا يوجد مفر .. ما قالته ... قالته وانتهي الأمر
طال الصمت المثقل علي قلبها حتي قطعه أخيرا وهو يرد:-
_انا ضعيف في الحب يالين ، امسكي ايدي وقويني بيكي ، مش عايز غيرك ومش هتغير غير ليكي
ازدادت انفاسها توترا .. اهذا يوسف ام انه قرينه ؟!
تابع بحزن:-
_قولتلك حبيني علشان أبننا يالين .. قولتلك اديني فرصة
ردت بصوت منخفض للغاية:-
_انا مبكرهكش يايوسف
نظر لها في عيونها مباشرة لتتابع وهي تبتلع ريقها:-
_بس برضوا مبحبكش
______*______*______*______*______*_____
مدي لطفك ياربي فاق الحدود لا يوجد شكر يفديك كرمك نحوي .. كم احبك ... كم احبك ياربي ،،،
تنفست بعنف وهي تفتح عيونها فجأة لتجد والدتها السيدة سعاد في وجهها ترمقها بقلق وخوف صرخت وهي تنهض من علي الفراش بفزع:-
_انا فين .. أنا فين ياماما .. هـما .. هما راحوا فين ، أنا كنت بحلم صح
وقفت السيدة سعاد وتوجهت نحوها واحتضنتها بحنان وهي تقول بنبرة حانية محاولة ان تبث بداخلها السكينة:-
_اهدي ياحبيبتي .. اهدي يابسمة
قالت وهي تنظر لها بدموع لامعة:-
_انا فين وانتوا وصلتولي ازاي !؟
قالت والدتها:-
_انتي في المستشفى في واحد ابن حلال لقاكي مغمي عليكي فجابك هنا واتصل بينا من موبيلك

عرفت وقتها انها لم تكن تحلم .. انه لم يكن خيال
كل ما حدث كان واقع عاشته بالفعل لكنها نجت منه
والسؤال هنا .. هل استوعبت الدرس ؟؟

فتح باسم الباب ودخل والقلق يفيض من عينه اقترب واخذها من احضان والدتها وغمرها هو بدفء احضانه وقبل خصلات شعرها وهي يقول:-
_مالك بس ياقلب اخوكي أية اللي حصلك وخلاكي تقعي وسط الشارع كدا
عرفت ان الرجل لم يتحدث بالتفصيل .. ففضلت أن تفعل ذلك وهي تقول وقد قررت أخيرا بالابتعاد عن تلك الساحة:-
_انا بس دوخت علشان الشغل كان كتير اوووي ومعرفتش  اكل في وقت الغداء
قال بلوم:-
_طيب وانتي لية تتعبني نفسك بس وترهقيها جامد كدا
صمت وتابع بحزن:-
_هو أنا مقص في حقك يابسمة وحارمك من حاجة
اندفعت لـ احضانه اكثر وهي تقول بدموع:-
_انت احسن اخ في الدنيا دي كلها .. أنا اسفة أنا اسفة اووي
ابعدها وهو يسأل بقلق من حالتها تلك:-
_مالك يابسمة
قالت بنبرة هادئة:-
_انا مش هشتغل تاني .. كفاية عليا الجامعة
ابتسم وهو يومي بنعم ويقول بنبرة لطيفة سعيدة:-
_كدا احسن .. ويلا شدي حيلك علشان عايز امتياز زي كل سنة
ابتسمت له بوهن وهي تؤمي بحسنا ببطء
______*______*______*______*______*_____
_فاكرة لما سألتيني عن أية السبب اللي خلاني افكر اتغير معادي وقتها ومرديتش عليكي

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرWhere stories live. Discover now