الثالث والعشرون

13.7K 450 18
                                    

الفصل (23)
بعنوان"هــــروب !!"

توجهت روان للحديقة الخلفية للمستشفي واقتربت من موقع اخيها حتي وقفت امامه ثم هتفت بهدوء:-
_مش هتسامح ماما يايوسف
رفع عيونه ونظر لها ولم يرد
اقتربت وجلست علي المقعد بجواره وصمتت للحظة قبل ان تتنهد وتهتف بحزن:-
_ماما عمرها ماكانت مبسوطة دايما كانت بتجيب سيرتك .. كل عيد ميلاد ليك كنا بنحتفل بيه هناك ، مشتريالك لكل عيد ميلاد هدية ولكل نجاح هدية ، هي غلطانة ومنقدرش نقول غير كدا بس هي كانت تعبت يايوسف .. بابا كان زيك
وجه نظره لها بعدم فهم .. فاكملت هي:-
_كان بيعاملها زي ما انت بتعامل لين ، كانت بتخاف منه زي ما لين بتخاف منك بس الفرق ان انت مش عارف توصلها حبك لكن بابا.....
تنهدت واكملت:-
_كان دايما بيتهم ماما بالخيانة
رفع بصره ورمقها بصدمة لتكمل هي:-
_قبل ما تتجوزه كانت مخطوبة لابن عمها واتفركشت الخطوبة علشان متفقوش مع بعض ، ابن عمها كان صديق ليها علشان كدا رجعوا يتعاملوا كاصدقاء بعد فركشة الخطوبة ،، بابا مكنش عايز يفهم كدا كان شايف انهم لسة بيحبوا بعض كان شايف انها بتخونوا معاه ،، قعدوا سنينهم كلها بعد الجواز في توتر حتي بعد ما جيت انت وجت كارمن وجيت انا
تنهدت وصمتت للحظة
ليرد هو بدلا عنها:-
_مش اسباب كفاية تخليني اسامحها ... عارفة لية ؟
اؤمات بالنفي لينظر لها ويرد:-
_علشان لين لو كانت مكانها مكنتش هتمشي من غير عيالها ياروان
_ماما كانت عارفة انك هتعيش معاه مبسوط
ابتسم بسخرية ورد:-
_وانا فعلا عشت مع ابويا مبسوط طول عمري وهيفضل بالنسبالي احسن اب
نظر للاسفل واكمل:-
_انا مش عارف اسامحها علشان هي سابتني ، مخترتنيش انا زي ما اختارتكم .. مخترتش راحتي ومفكرتش فيها زي ما عملت معاكم
روان بدموع:-
_سامحها
يوسف:-
_انتي تعرفي انا لية اسمي الوحش ؟
اؤمات بالنفي ليقترب هو من اذنها ويهمس بنبرة حادة:-
_علشانه انا عندي نفس صفاته ، وحش مبيرحمش لا قريب ولا بعيد خاصة لو آذاني .. وامك آذتني ياروان
قالت بارتجاف:-
_حاول يايوسف ... ماما بتموت
نهض من علي المقعد ورد بنبرة جامدة:-
_بيقولوا اللي بيشبع كره مبيعرفش يقدم اي مشاعر حلوة وانا غرقان في كره امك ياروان
وتركها .. وغادر
ترك مساحة من الهواء القاسي يعصف بقلب روان
كم هو قاسي .. كم هو وحش .. كم هو محق !!!
                       •••••••••••••••••••
لم تستطيع ان تستمع لباقي حديثه شعرت وكأن شبحا ما يطاردها الشكل ليس هو ولكن .. لكن النظرات هي
العيون هي
لا يمكن .. لا يمكن
لقد اضاعت اراضيه منذ سنوات لقد هاجر وابتعد .. لقد غادر
دخلت لغرفتها في الجناح وجسدها يرتعش ارتعاشا ورغم عنها توجهت نحو الشرفة ووقفت خلف الستائر ونظرت بترقب للاسفل لتجده كما هو .. مازال واقفا كالصنم ينظر لحيث كانت تقف منذ قليل
ظلت تنظر له بقلق .. هل يمكن ان يكون هو ؟
وان كان هو .. لما لا يعترف بذلك .. لما لا يفصح بذلك
ظل مكانه لدقائق عديدة قبل ان يتنهد ويغادر
كان يسير ببطء كأنه يحمل اثقال وهموم علي ذراعيه وكتفيه كأن هناك آلام تعصف بروحه وتهشمها .. كأنه يعافر ليحيا
همست بخوف وهي تراه يغادر من القصر:-
_رامــي

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرWhere stories live. Discover now