العاشر

16.5K 478 9
                                    

الفصل (10)
بعنوان "رديتك ليا !!"

اتقربني من الجحيم بعد ان حاربت لاقلع عنه .. اتذهب بي للنار بعد ان وصلت للماء .. اقاسي انت ام انك ابليس !!

لم يرد علي سؤالها ولكنه اقترب منها بخطوات متثاقلة حتي جلس علي الفراش انتفضت هي من ذلك لكنه لم يبدي اي رد فعل .. فقط قال بتعب:-
_عايز انام في حضنك يالين
لم تستوعب حديثه للحظة .. يريد ان يحتضنها .. يطلب منها ذلك .. هو الذي لم يقترب منها يوما بحنية هو الذي لم يمسك يوما يدها بحنان !!
لم يكن في فمها كلمات سوي تلك الي نطقتها:-
_انا مش مراتك يايوسف
اقترب يحتضنها بقوة وكأنه يعترصها وهو يهمس في اذنها:-
_رديتك ليا

ظلت لدقيقة صامتة وهو يزيد من احتضانه لها حتي استوعبت ما جري اخيرا لتحاول ان تبعده عنها وهي تكاد تجن من اخر كلمات نطقها لكنه لم يبدي اي رد فعل .. حاولت مرارا وتكرارا حتي وجدت انه قد نام اخيرا

فتح عيونه علي اشعة الصباح لينظر حوله لاحظات بتعجب حتي استوعب اين هو لينظر بجانبه يجدها تنام وهي بين احضانه للحظة نظر لها بعد فهم حتي تذكر ما حدث لتعلو البسمة وجهه لمدة ثانية لا اكثر ثم تختفي مرة اخري وكأنه بالفعل غريب ومريض نفسي كما تقول ندي !!

اما هي فنائمة نوم الهروب من الواقع او من الصدمة لقد عادت زوجته مرة اخري .. سنوات تحارب لتهرب وعندما تهرب يرجعها هو بكلمه واحدة .. يرجعها بحروف لا تعد .. يرجعها ب " رديتك ليا "

نهض من جلسته واتجه للخارج وقد عادت هيبته له يري احدي الممرضات تجلس بالقرب من غرفتها ليقول بنبرته الحادة:-
_جهزيلها الفطار وبعدين ادخلي صحيها
اؤمات بنعم
كاد يغادر لكنه عاد مرة اخري واكمل:-
_جهزيلها شنط هدومها علشان هترجع للقصر تاني
اؤمات مرة اخري بنعم وغادر هو .. كأنها تعلم حياتهم وهو يفسر لها السبب الوحيد لتجهيز ملابسها .. كم تحسدها هي من ذلك رجلا يفعل الافاعيل ليريحها .. ليوفر لها كل سبل وطرق الراحة .. يهتم بأدق التفاصيل التي تخصها .. لا تريده هو لكن تريد شخصا مثله يريحها فقط من عذاب وتعب العمل لا اكثر

من منا لم يحسد احدا يراه مرتاحا .. ينقم عليه ولا يدري ما يعانيه في الخبئ .. لين من يعرف حياتها الخارجية يحسدها وكأنها تعيش في جنه .. لكن ماذا اذا دخلوا لعالمها ورأوا ما عانته بسبب من ... بسبب من يخيل لهم انه يعيشها في نعيم الحياة ونعيم الحب .. ونعيم الراحة
______☆______☆______☆______☆______
كانت الساعة تشير للعاشرة وهو يغلق باب شقته علي عجل حتي يهبط لعمله تزامن مع ذلك فتح باب الشقة المقابلة له نظر ليجدها احدي الغتيات التي سكنت جديدا بمقابل منزله ابتسم وهو يتقدم نحوها وهتف بنبرة رزينة لا تليق سوي به:-
_صباح الخير .. نورتوا العمارة ياانسة...
وترك حديثه فارغا لتنظر للارض بخجل وهي ترد:-
_كارمن الراوي
ابتسم من رد فعلها الخجول ذلك ثم اكمل:-
_وانا قصي .. قصي البكري
اؤمات بنعم وهي تلعب بيدها ليلغت نظره تلك الدائرة المعدنية التي تلتف حول اصبعها ابتسم بداخله داعيا ان تتهني بحياة سعيدة مع شريكها دون حتي ان يعلمه .. فلا يريد ان يعيش احدهم حياة حزينة مثله وبحب قاسي مثله ايضا
ردت هي بنبرة اسف واستعجال:-
_معلش لازم امشي دلوقتي
وتركته وغادرت ليظل هو للحظات مكانه شاردا في اللاشئ .. الحب ... هو اسوء الاسلحة التي تضعف المرء علي الاطلاق .. صديقي اياك والحب .. الحب معركة لا يفوز بها سوي المحارب الشجاع الذي ببساطة يعرف كل دواخلها وخوارجها ويعرف كيف يديرها لصالحه لكي ينتصر !
وهو ببساطة لم يكن محاربا شجاعا .. بل هو ابعد ما يكون عن المحاربة وعن الشجاعة

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرWhere stories live. Discover now