•الثّامِن•

247 43 7
                                    

ألا تَعلَم أنّ لَا شَئ جَمِيل بِالكامِل؟

-

أفَاقَت مَارسِلِين مَع السّقطَة الثّانِية لِلطائرَة بِداخِل الجَناح الرّابِع
عَافَرَت حتّى أستَطاعَت فَتح عَينَيهَا لِوجُود غِشاء أحكَمَ عَلى ثَبات عَينَها المُغلَقَة

فركَت عينَها اليُسرى حتّى تُزيل مَا عَليهُما وَ نظرَت بُصعوبَة لِأصابِعهَا فَكانَت الدّماء تَنساب مِن بَينَ أصابِعها الأعلَى حتّى الأسفَل

أتَعلَم كيفَ هُو الأمر عِندَما لَا تَستَطيع تَمييز مَا إن كَانَ واقِعُكَ واقِع؟

عادَت الدّماء تُغطّى عَينيِها كَما لو أنّها لا تعرِف حدودَاً للتوقّف
فَرفَعَت يدهَا - بِلا جَدوى- لتوقِف النّزيف عن طريق أن تعرف أينَ يقَع مَنفَذ الدّماء هَذا فِى رأسَها

وَ عِندَما وجدَتهُ تدفّق الألَم فِى كامِل جسَدها وَ ليسَ مَكان الجَرح فَقَط

وَ بِتلقائية جَزّت عَلى أسنَانِها بِإنزِعاج ،
وَقتَها ظهرَ فِى ذِاكِرتَها مَا حدَث مُنذُ دَقائق فَالتَفَتَت سريعَاً إلى بِيكهِيون

الذِى بَعدَ عنَاء مَع عينَها وَ مَع الضّوء الأحمَر النّابِض فِى المَركَبَة رأتهُ مُمَدّدَاً على جانِبِه وَ بُقعَة مُشابِهَه لِلون الضّوء تَتوسّط أعلَى مَعِدتهُ

لحظة..مَا هَذا الضّوء الأحمَر؟!

أعادَت وَجهها سَريعَاً إلى موضِعهُ الطّبيعى فَكانَ أول ما يُقابِلُها عِبارَة بالإنجليزية تظهَر وَ تختفى
ذاتَ مَعنى ' مُستَوى الأُكسُجِين فِى إنحِدار'
وَ عِندَها كانَت نِسبَتهُ فِى المَركَبَة تُساوى الـ٣٤٪ بِسبَب وُجود ثُقب نتيجَة الإصتدام
وَقفَت سريعَاً مَع خوذَتها وَ خُوذَتَهُ وَ ركضَت لهُ ،

البَسَتهُ الخوذَة وَ فعّلَت الأكسچين خاصّتَهُ وَ خاصّتها .

حمَلتهُ على ظَهرَها قبلَ أن تَصِل طاقَتها إلى المُستوى الأدنى

خرجَت مِن المَركَبَة وَ هِى تركُض بِه كَالعَرجاء لِثقَلِه وَ لِلدوار الحَاد هذا غير أنّها لا ترى أى شَئ سِوى بِتشويش كَبير

سَارَعَت فِى المَمَر وَ عَينَيها تُغلَق لِفَرط الدّم الذِى فَقدَتهُ وَ لِزيادَة الضّغط فَوقَ ظَهرِها

وَ مَا إن وَصلَت إلى نِهايَتَهُ حتّى سَقطَت لِتُزيلَهُ مِن علينَا وَ زَحفَت حتّى إلى أن وَصلَت لِمِقبَض العَزل الخاص بِحالات تَسرّب الغاز فِى أحد الأجنِحة حتّى لا تَتَضرّر بَقيّة القاعِدَة

MISSING - مَفقُودWhere stories live. Discover now