•التّاسِع•

266 42 14
                                    

-اليَوم الثّالِث بَعدَ الحادِث-
جلسَ بِيكهِيون فِى مَعمَلِه يُصلّح مَا فسَد مِن أجهِزتَهُ وَ يُعيد بَرمَجَة جَميعها مرّة أخرى ،
حَال حدثَت أى كَارِثة طَبيعَية كَالسّابِقة حتّى يَكون على عِلمٍ بِها قبلَ أن تؤدِى بِهم إلى الهَلاك المُحتَم.

رغمَ تِلكَ الطّعنَة وَ آلامِها إلا أن هَذا العَمَل لَن يُنفّذ مِن تِلقاء نفسِه ،
عليهِ أن يقوم بِكُلّ شئٍ سريعَاً قبلَ أن يسقُط غائباً عن الوعى مِن فرط الإرهاق

وَ مَارسِلين بَعدَما مكثَت خمسَة عشَر ساعَة مُتواصِلة فِى سُباتٍ أشبَه بِالغَيبوبَة قامَت لِتَمُر عَلى أطفالِها فِى المُختَبر

كانَت مُغيّبَة تمامَاً وَ تَسير بِرؤيَة سودَاء كُلّياً،
لولَا حفظُها للطَريق لَما كانَت ستَصِلُ إلى هُناكَ أبدَاً وَ لو بعدَ عام.

بدَا حالَها مُزرى عندمَا كانَت تمشِى وَ المُغذّى الفارِغ المُعلّق فى ذِراعِها يُجَر خلفَها دونَ أن تشعُر بِذلك.

عينَيها شِبه مُغلقَة وَ تحتَ العين اليُسرى يوجَد كدمَة بنَفسجيّة لا تَبدو بأنّها سَتُزال قريبَاً

بِذات الدّماء وَ بِذات الألَم مُنذُ اليوم الأوّل

حالَما دخلَت كانَ المُختَبَر رأسَاً على عقِب..
التّربَة وَ الحامِلات كُلها مُلقاة أرضَاً

أدوات الإختِبار أغلَبها مُحطّم وَ حاسُوبَها وَ أجهِزة الكَشف الخاص بالنّباتَات زُجاجَهُم مُتناثِر كَالرّفات

أغمَضَت عينَيها وَ تنفّسَت عِدّة ثوانِى بِنفس الوَتيرَة ثُمّ سحبَت المُغذّى بَعيدَاً عن ذِراعها

بدأت فِى إعادَة النّباتات أوّلاً إلى نُصبِها بِرَفع الحوامِل مرّة أخرى

لَم تكُن ثقيلَة إلى ذلك الحَد لِذا استَطاعَت إرجاعَهُم.
وَ عبّأت التُربَة عَلى الحامِل الأوّل وَ عِندما شارَفَت على الإنتِهاء لَم تَدرِى بِنفسِها سِوى على الأرض وَسط الزّجاج
وَ الرّمال البُنّية .

بعدَ أكثَر مِن رُبعِ ساعَة فتحَت عَينَيها على العالَم المَعكوس أمامَها ،

انقلبَت على ظهرِها مُتشبّثةً بِقدم أحد الطّاوِلات وَ اعتَدَلَت

القَت نظرَة على الوَقت المُعلّق فِى مِعصَمها وَ رفعَت أحد حاجِبيها بِبعض الدّهشَة وَ عادَت لِحمل التّربَة بالنّباتات إلى الحامِل الآخَر.

فعّلَت نِظام التّقطِير فَكانَ كَما توقّعَت - لا يَعمَل -
لِذا بدأت بِالرّى بِنفسِها

MISSING - مَفقُودWhere stories live. Discover now