الفصل 10

107 16 19
                                    

كانت الأخبار في اليوم التالي تبشر بالقبض على الجزَّار. اتضح ان اسم الرجل الحقيقي هو فيليب روجرز، فُصل عن عمله كحدّاد في مصنع سيارات قبل ثمانية أشهر بسبب إهماله لقوانين السلامة لميدان عمله مما أدى إلى فقدان إحدى العاملين هناك ذراعيه. مما كلفه وظيفته بالإضافة إلى الكثير من التعويضات المالية. أما عن الجرائم الأخرى فلا يزال التحقيق فيها سارٍ و لكن فكرة أنه ربما وجد متعة في تقطيع اللحم الحي لم يجدها في المعدن قد أثارت اشمئزازكِ، و خصوصًا أن كل ضحاياه كُن فتياتٍ لا يملكن من الحيلة شيئًا.

يا له من فعلٍ سقيم، عديم إنسانية و جبان. تركتِ التلفاز يعمل و ذهبتِ إلى غرفتك لترتدي زيّكِ المدرسي المكون من قميص أبيض و جاكيت حكلي و تنورة قصيرة بنفس اللون ثم عدتِ إلى غرفة المعيشة.

"أعتقد أن الوقت مناسب لكي أعاود ارتياد المدرسة، لقد استنفذتُ أيام اجازتي بالكامل، لو تغيبت أكثر من ذلك فسأُفصل. يا إلهي لقد تأخرت!"

رفعتِ شعركِ الطويل للأعلى و ربطتهِ على شكل ذيل الحصان و نفضتِ زِيكِ المدرسي و كنتِ تعاينين مقاسه.

"غريب كنت أعتقد أنني قد خسرت الكثير من الوزن خلال الأسابيع الماضية إلا أن لا أحد سيلاحظ... كيف أبدو؟"

كان مستلقٍ على الأريكة، ينظر إليكِ بعينين باردتين و يفكر: كيف لها أن ترتدي مثل هذه التنورة القصيرة أمام رجل غريب هكذا بكل أريحية، ألا تعرف ما قد يفعله ذلك بعقول الرجال؟ إما أنها تريد أن تجني على نفسها أو أنها فعلًا ساذجة بريئة بشكل لا يُصدق. براءتكِ كانت تجعله يشعر بشيء من الغضب. غضبٌ على الحياة التي لا تترك الأُناس من أمثالك و شأنهم و إنهما تدنس براءتهم و تستمتع بكسرهم.

"ما بك تحدق؟"

"لا شيء، متى ستعودين؟"

"سأعود متأخرًا، لا تنتظرني و تناول ما تريد من المطبخ. لا تنسى أن تأخذ علاجك لقد وضعته لك هناك على الطاولة، اتفقنا؟" قلتِ و من ثم غادرتِ على عجل.

"حاضر يا أمي..."

كان النعاس يغشاه فلا يزال الوقت مبكرًا ولديه جراحة التي تحتاج إلى الراحة تلاحقه من جهة، و تعويض ليلة أمس التي قضاها بالتفكير تلاحقه من جهة أخرى. فأغلق التلفاز و قرر أن أفضل ما يمكنه قضاء الوقت به هو النوم. إلى أن سمع صرختكِ من خارج الشقة متبوعة بصدى ارتطامٍ عالٍ. فقفز من مكانه و توجه إلى الخارج، كان أول ما استقبله هو سطوع ضوء شمس الصباح فضَيَّقَ عيناه و صار يبحث عنكِ يمينيًا و شمالاً إلى أن وجدكِ جالسة أسفل الدرج و أغراضك مبعثرة حولك؛ يبدو أنكِ تعثرتِ وهَوَيتي كل الطريق إلى الأسفل. فهرع إليكِ دون تفكير.

"هل أنتِ بخير؟"

"آآآآخ، أعتقد ذلك" و حاولتِ الوقوف لكن ألمًا حادًا في عظمة مفصلكِ قد باغتكِ جاعلًا إياكِ تعاودين الجلوس من فوركِ.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاWhere stories live. Discover now