الفصل 16

75 15 4
                                    

في الصباح بعد مرور يومين أمضيتها في المشفى لوحدك جاء الطبيب ليتفقد حالتك.

"إذًا كم مضى وقت على استخدامك للـ ديجوكسين؟"

"ديجوكسين...؟"

"علاج القلب"

"أجل أعرفه، ماذا بشأنه؟"

"قد تحدث السمية على مدى فترة قصيرة من الزمن بعد تناول جرعة زائدة أو تدريجياً أثناء العلاج على المدى الطويل. حسنًا يا آنسة، أحتاج بعض الإجابات منكِ لأجل السجلات. هل كنتِ تشعرين بخدرٍ في أطرافك؟ أو بصعوبة في التنفس أو عدم انتظام ضربات القلب مؤخرًا؟"

"أجل"

"أرى ذلك، هل كنتِ تعانين أحد الأغراض التالية، فقدان الشهية أو الهذيان و فقدان الأعصاب، الأرق، الاكتئاب؟"

"أجل كل ذلك، و قد بدأت منذ مدة"

"كل هذه أعراض لانخفاض البوتاسيوم و المغنيسيوم، أما الفشل الكلوي فحدث نتيجة لارتفاع نسبة الكالسيوم مما شكل الحصوات لديكِ، أنتِ محظوظة أن الأمر لم يتفاقم لتدخلي في غيبوبة أو حتى تفقدي حياتك"

"....آه" سكتتِ للحظاتٍ ثم تابع الطبيب قائلًا:"سيتوجب عليك الإقامة في المشفى لمدة تتراوح بين أربعة أيامٍ إلى أسبوع"

"سيفوتني اختبار قبول الجامعة"

"يمكن لذلك أن يتأجل إلى ما بعد تعافيكِ، الأهم الآن هو أن نركز على استعادة صحتك"

"...صح. شكرًا لكَ أيها الطبيب"

ثم غادر و بقيتِ وحدك. تفكرين في هذا الدواء الذي لا تعرفين كيف دخل إلى جسدك، و على فتراتٍ طويلة؟

كان الصداع يرافقكِ طيلة ذلك اليوم و التفكير وحده يوجع رأسكِ لكن الأمر قد شغل بالكِ لدرجة أنكِ ظللتِ تفكرين فيه حتى كاد يغلبكِ النعاس من التعب. كنتِ تتمنين لو أن برفقتكِ أحدٌ يؤنسكِ، ليت كيبي يزوركِ و لو لمرة واحدة على الأقل. بيورن قد فعل، في الواقع لم يكن ليفارقكِ لولا أنكِ طردته.

لقد قسوتُ عليه أكثر من اللازم. آآه فعلتُها مجددًا...، ما كان علي معاملته بتلك الطريقة فقد لازمني طيلة الليل حتى أفقت، ربما أعتذر منه لاحقًا...

اشتقتِ لوجوده حولكِ و تذكرتِ كيف كان يحكيكِ بشغف عن مغامراته مع آشلاد. حكايته عن تلك المرة التي حملوا فيها السفن على البر ليلتفوا بها حول المنطقة المحاصرة، و تلك القصص عن العملاق ثوركيل. يقول أنه مجرد إنسان رغم كل القصص التي قيلت عنه ولكن لنكون صادقين...رجلً يقذف بجحافل العدو مستخدمًا جذع شجره كمضرب بيسبول؟ عفريتٌ هذا و ليس ببشر.

حاولتِ الوصول إلى هاتفكِ لتتفقدي ما إذا كانت قد وردتكِ أية رسائل، كان جسدكِ متهالكًا و بالكاد تستطيعين تحريكه بشكلٍ سليم، بالطبع فقد كان السم يسري في عروقك تدريجيًا، تدريجيًا... كنتِ على وشك الموت.

الأمير و الوحش - فينلاند ساغاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن